بدأ وزراء الخارجية العرب اجتماعهم الطارئ بمقر جامعة الدول العربية فى وقت متأخر من مساء اليوم، الأربعاء، لبحث بند واحد على جدول أعمالهم يتضمن بحث موقف عربى موحد تجاه العدوان الإسرائيلى على أسطول الحرية. تقدم الوزراء ممثلو الدول العربية بطلبات محددة إلى الاجتماع، وقالت مصادر دبلوماسية ل"اليوم السابع" إن ناصر جودة وزير خارجية الأردن طالب بتكليف بعثة الجامعة العربية فى نيويورك بطلب جلسة عاجلة للجمعية العامة للأمم المتحده لإدانة ما قامت به إسرائيل تجاه المدنيين على أسطول الحرية وتحميل تل أبيب المسؤلية كاملة لما حدث، وتأكيد رفض الاحتلال الإسرائيلى لفلسطين والمطالبة الفورية بإنهاء الاحتلال وتوضيح معالم الدولة الفلسطينية، استنادا إلى حل الدولتين على حدود 1967. كما طالب جودة فى الجلسة المغلقة بتكليف الأمانة العامة- بعد إجراء الدراسات اللازمة من جانبها- باتصالات مكثفة تمهيدا لعرض مجرمى حرب إسرائيل على المحكمة الجنائية الدولية. وشهد الاجتماع حضورا مكثفا لوزراء الخارجية، حيث حضر 18 وزيرا، على رأسهم وليد المعلم وزير خارجية سوريا، وحمد بن جاسم رئيس وزراء قطر، وعلى الشامى وزير خارجية لبنان، وأبوبكر القربى وزير خارجية اليمن، وناصر جودة وزير خارجية الأردن، وهوشيار زيبارى وزير خارجية العراق، وموسى كوسا وزير خارجية ليبيا، فى حين حضر أحمد أبو الغيط وزير الخارجية متأخرا عن الجميع. وبدا الاجتماع بجلسة مغلقة بدون جلسة علنية برئاسة عبد الرحمن عبد الشكور وزير التخطيط الصومالى باعتبار دولته الرئيس الحالى للمجلس، فى حين غاب سعود الفيصل وزير خارجية السعودية وعبد الله بن زايد وزير خارجية الإمارات ورأس وفد فلسطين رياض المالكى وزير الشئون الخارجية فى السلطة الفلسطينية. وكانت اجتماعات المندوبين الدائمين قد شهدت خلافات حول قضية المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل وفلسطين برعاية أمريكية، حيث رأت بعض الدول وقف هذه المفاوضات ورفع الغطاء العربى عنها، فيما عارضت دول أخرى منها فلسطين هذا التوجه، وتمسكت بالاستمرار فى هذه المفاوضات التى تتم عبر اتصالات يجريها الوسيط الأمريكى مع التشديد على موقفها الثابت من رفضها عقد مفاوضات مباشرة مع الجانب الإسرائيلى. كما قالت المصادر ل"اليوم السابع" إن هناك اتجاهاً للتلويح بسحب مبادرة السلام العربية أمام التعنت الإسرائيلى فى ظل نواياها الرافضة للسلام ومن خلال الأفعال التى تقوم بها على الأرض. وثمن الوزراء القرار المصرى بفتح معبر رفح بدون سقف زمنى، مؤكدين أنه موقف جاد وصحيح ومشكور من جانبها. وكان المندوبون الدائمون قد اختتموا اجتماعاتهم التحضيرية عصر اليوم رافعين توصيات ومشروع بيان للوزراء حول مباحثاتهم لاتخاذ موقف عربى واحد تجاه المذبحة الإسرائيلية التى قامت بها إسرائيل تجاه أسطول الحرية وبعد سماع طلبات الحكومة التركية من خلال سفيرها بالقاهرة حسين عونى.