عقد وزراء الخارجية العرب اجتماعا لهم مساء اليوم فى مدينة "سرت" الليبية برئاسة وزير خارجية ليبيا موسى كوسى، وبحضور الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى، وذلك لمناقشة التحضيرات النهائية للوثائق التى ستعرض على القمة العربية الاستثنائية بعد غد السبت. وحضر جزء من الاجتماع العقيد معمر القذافى قائد الثورة الليبية، حيث عرضت ليبيا على الوزراء الوثائق النهائية الخاصة بالتطوير، والتى أعدتها اللجنة الخماسية العليا، وكذلك الدراسة التى أعدها الأمين العام حول مقترحه المتعلق بسياسة الجوار العربى. ومن المقرر وفقا لمصادر دبلوماسية عربية فإن وزراء خارجية الدول العربية والأفريقية سيجتمعون ظهر غد الجمعة لاستكمال التحضيرات الخاصة بعقد القمة العربية الأفريقية فى دورتها الثانية المقرر عقدها فى سرت الأحد المقبل، حيث سيركزون على مشروع الاستراتيجية العربية الأفريقية للتعاون، وخطة العمل العربى الافريقى للأعوام الخمسة المقبلة، وإعلان "سرت" الذى يتضمن البيان الختامى الذى يعبر عن مواقف القادة العرب والأفارقة من القضايا الأفريقية والدولية التى تهم الجانبين. وقد شهد اجتماع اليوم غياب عدد من الوزراء العرب لتأخر وصولهم ، حيث لم يصل إلى سرت سوى 12 وزيرا فى انتظار وزراء خارجية السعودية وقطر والأردن والعراق والجزائر والمغرب وتونس، فى حين ما زال تمثيل لبنان فى القمة غامضا. وكان الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى قد وصل إلى سرت ظهر اليوم على اعتبار أن اجتماعات وزراء الخارجية تبدأ عصرا كما كان مقررا، إلا أنه أمضى اليوم فى متابعة استكمال التحضيرات الخاصة بالقمتين، حيث عقد لقاء مع العقيد معمر القذافى قائد الثورة الليبية بهذا الخصوص. وقالت مصادر إن الأمين العام للجامعة العربية ووزير الخارجية أحمد أبو الغيط وصلا إلى سرت فى نفس الوقت تقريبا كلاً على طائرة خاصة به، حيث اصطحب موسى فى رحلته الوفد المرافق له برئاسة السفير هشام يوسف بالإضافة إلى وزير الخارجية اليمنى أبو بكر القربى، فى حين توجه أبو الغيط بالوفد المرافق له على طائرة مصرية خاصة أخرى. وأشار مستشار أمين عام الجامعة العربية محمد الزائدى إلى أول الملفات المطروحة على الوزراء غدا، وهى تطوير منظومة العمل العربى المشترك وإنشاء رابطة الجوار العربى، قائلا "سيبحث الوزراء في اجتماعهم غدا الجمعة تطوير منظومة العمل العربى المشترك، وسياسة الجوار العربى، وإقامة رابطة الجوار العربي الإقليمى، وذلك تنفيذاً لمقررات قمة سرت العربية". ورغم ذلك فإن مصادر دبلوماسية أكدت لليوم السابع أن هناك احتمالية لطرح موضوعات على هامش جدول الأعمال لما لها من أهمية، مشيرا إلى أن ملف انفصال جنوب السودان مرجحا بقوة للمناقشة داخل الاجتماعات المغلقة وإن لم يتم الإعلان عن ذلك. ومن العمل العربى المشترك إلى المفاوضات المباشرة والتى ستلقى بظلالها على الاجتماعات غدا، حيث ستبحث لجنة متابعة السلام العربية الموقف الفلسطينى من المفاوضات، وفى هذا الإطار وصل إلى سرت اليوم الرئيس الفلسطينى "محمود عباس"، والوفد المرافق والذى سيعرض على الوزراء خلال الاجتماع ما تم فى الجولات منذ بدء المفاوضات فى 2 سبتمبر المقبل إضافة إلى الموقف الفلسطينى القاضى بتجميد المفاوضات طالما استمرت إسرائيل فى الاستيطان، مطالبا الدول العربية بموقف داعم له. وتوقع المصدر الدبلوماسى أن تخرج اللجنة بموقف يدين التعنت الإسرائيلى ورفضها للسلام ، ويدعو المجتمع الدولى إلى الضغط عليها لتمديد الاستيطان مع الاستمرار فى تجميد المفاوضات المباشرة مع استمرار الجانب الأمريكى فى مشاوراته بين الأطراف. وتلى تلك المباحثات العربية اجتماع وزراء الخارجية العرب والأفارقة، حيث أوضح مستشار أمين عام الجامعة أن وزراء الخارجية العرب والأفارقة سيبحثون يوم غد الجمعة فى اجتماعهم المشترك، استراتيجية الشراكة حول التعاون العربي الأفريقى وخطة عمل هذه الشراكة، وإعلان سرت لتنظيم مبادئ التعاون العربى الأفريقى. ولم يصل من وزراء الخارجية الأفارقة سوى وزير خارجية إريتريا "عثمان صالح محمد"، والكونغو الديمقراطية "غاتا مافيتا"، ونائب وزير العلاقات الخارجية والتعاون فى جنوب أفريقيا "إبراهيم إسماعيل إبراهيم"، حيث تتوقع المصادر أن يكون التمثيل قليلا من الجانب الأفريقى.
