سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
جولة بالمجزر و بالبساتين..توقف صالات الذبح المُحسنة عن العمل منذ سنوات..واختفاء الأجهزة الإلكترونية بالعنابر..ومحارق اللحوم الفاسدة تمتلئ بالقمامة..وإقبال ضعيف من الجزارين بالتزامن مع عيد الأضحى
فى الوقت الذى استعدت فيه مديرية الطب البيطرى بمحافظة القاهرة لاستقبال عيد الأضحى المبارك بتجهيز ثالث أكبر المجازر فى الشرق الأوسط لاستقبال الأضاحى قبل العيد بأيام، بدا حال المجزر و بالبساتين لا يعبر عن اسمه مطلقا، فلا يوجد شىء يُعبر عن مضمون كلمة "ألى"، خاصة بعد أن تعطلت كل الماكينات المسئولة عن تنظيف الذبائح، وامتلأت المحرقة الخاصة بإعدام البهائم النافقة واللحوم الفاسدة ببقايا الحيوانات دون أن يهتم أحدهم بتنظيفها. لم يتوقف الأمر عند ذلك، فللمجزر و بوابتين، أحدهما البوابة الرئيسية المُطلة على طريق الأتوستراد، والتى تؤدى إلى إدارة المجزر ومقر مديرية الطب البيطرى بالقاهرة وعدد من العنابر التى يضعها مسئولى المجزر واجهة لوسائل الإعلام أثناء زيارتهم للمجزر قبل أيام من الاحتفال بعيد الفطر المبارك، وبالتالى فهى تظهر بشكل لائق لا غبار عليه ونظافة لا مثيل لها، وذلك عكس ما تظهر عليه البوابة الخلفية والواقعة بالقرب من سوق وكوبرى التونسى. فقبل وصولك للبوابة الخلفية، لا يمكنك السير طويلاً على قدميك، فقد تُجبرك الروائح الكريهة الناجمة عن أحشاء الذبائح وتناثر فضلاتها بمحيط البوابة على مغادرة المكان، بالإضافة إلى الأحواض الخشبية والمعدنية التى أعدتها بعض السيدات اللاتى يبتاعن "الكرشة" و"المومبار" واللحوم غير المختومة، فضلا عن تواجد أعداد لا حصر لها من الكلاب الضالة التى جذبتها رائحة اللحم، فلا تأمن على نفسك من المرور بمفردك، فقد تفترسك الكلاب. الصالات المُحسنة متوقفة عن العمل بالمجزر وفور عبورك من البوابة الخلفية ستجد 6 خطوط للذبح، منهم 5 خطوط لذبح اللحم العجالى والبتلو قبل أن يصدر قرارا بعدم ذبحها، والخط السادس مخصص لذبح الخنازير، بالإضافة إلى محرقة الحيوانات النافقة واللحوم الفاسدة، ومعمل تجهيز الأختام الملونة والمعمل المركزى، ولا يمكن بيع اللحوم فى مصر إلا بعد ختمها داخل المجزر. وعلى الرغم من أن مجزر البساتين سُمى ب" و"، إلا أنه اسما ليس على مُسمى، فجميع مراحل الذبح تتم يدويا أو بالمعنى الدارج "مانيوال"، وذلك بدءا بدخول البهائم المجزر واستقبالها، حتى ذبحها وسلخها ونقلها خارج المجزر، فجميع الماكينات متوقفة عن العمل والجميع يعمل بيده، كما أن الصالات المُحسنة والتى من المُفترض أن يتم تجهيزها للعمل الإلكترونى فقط، متوقفة عن عملها منذ سنوات طويلة وتتم فيها عملية الذبح يدويا. وقال محسن الهندى أحد الجزارين الذين اعتادوا التوجه إلى المجزر لذبح ماشيته طوال العام: "إن كلمة " و" لا تنطبق بأى شكل من الأشكال على مجزر البساتين، فنحن نفعل كل شىء بأيدينا، بداية بنقل البهائم إلى مكان الذبح وحتى تقطيع لحمها استعدادا لبيعه، وفى الواقع نحن نشعر أكثر بالأمان عندما نعمل بأيدينا دون الحاجة إلى آلة ذبح أو سلخ أو بشكرة". ويرى وليد المصرى أحد الجزارين بالمذبح أنهم يستطيعون التمييز بين الذبيحة المريضة والأخرى السليمة دون الاستعانة بالأطباء العاملين بالمجزر، ويقول وليد: "بعد سنين العمل التى مررت بها منذ أن كنت أعمل صبيا مع والدى وحتى اليوم الذى أصبحت فيه أملك 3 محلات للجزارة بمنطقة زينهم بالسيدة زينب". إقبال ضعيف على المجزر و وانتهاء العمل الفعلى به فى تمام الواحدة ظهرا وعلى الرغم من قرار الدكتور جلال مصطفى السعيد محافظ القاهرة بفتح أبواب المجزر و طوال ال24 ساعة لاستقبال الذبائح استعدادا لعيد الأضحى ولشدة الإقبال التى عهدنا عليها خلال السنوات الماضية، إلا أن ساعات العمل الفعلية تبدأ فى تمام الساعة الخامسة صباحا وتنتهى قبل الساعة الواحدة ظهراً بسبب الضعف الشديد فى إقبال الجزارين على الذبح مقارنة بالسنوات الماضية. وقال الدكتور ياسر مرزوق، أحد الأطباء الذين يعملون فى المتابعة بالمجزر و ل"اليوم السابع" أن أحد أهم الأسباب التى أدت إلى ضعف الإقبال على المجزر و هذا العام هو الحملات التى أطلقها البعض من خلال مواقع التواصل الإجتماعى لمقاطعة اللحوم نتيجة لإبتزاز الجزارين، بالإضافة إلى منافذ اللحوم التابعة للقوات المسلحة التى تبيع بأسعار مُخفضة، والتى أدت بشكل أو بأخر إلى استغناء البعض عن التوجه إلى الجزار لشراء اللحوم بأسعار تتخطى ال80 جنيها للكيلو الواحد. محارق اللحوم الفاسدة والذبائح التالفة تكسوها القمامة والحيوانات النافقة 3 محارق خصصتهم إدارة المجزر وللتخلص من اللحوم الفاسدة والذبائح غير الصالحة للبيع، وعلى الرغم من قلة عددها، إلا أن اثنين منهم لا يعملان، ففى المكان الذى يتواجد به المحارق، تجد سور حديدى يحيط بمساحة لا تتجاوز ال250 مترا بها 3 محارق على شكل اسطوانى، تمتلئ كل منهم بالزيت والشحم، بالإضافة إلى الروائح المنبعثة منهم، فأبواب الثلاثة محارق مفتوحة وممتلئة بحيوانات ولحوم لم يتم إعدامها بعد.