عاقبت محكمة جنح قصر النيل، فى جلستها اليوم برئاسة المستشار خالد الشناوى، الناشط السياسى أحمد سعد دومة بالحبس لمدة 6 أشهر وكفالة 300 جنيه لإيقاف التنفيذ لاتهامه بالإتلاف العمدى لممتلكات الدولة والاعتداء على ضباط الأمن المركزى وإصابة بعضهم بكدمات وسجحات. بدأت الجلسة فى العاشرة صباحا بعد أن حضر المتهم وسط حراسة أمنية مشددة واقتياده إلى داخل القاعة التى طلب أحد أعضاء هيئة الدفاع إخلاؤها من القيادات الأمنية، لكن المحكمة رفضت لتستمع بعد ذلك لشهادة كل من العقيد هانى جرجس، مأمور قسم شرطة قصر النيل، والعقيد هشام لطفى، مفتش المباحث، والملازمين أول أحمد حسن ومصطفى فاروق المجنى عليهما، والمجندين كريم محمد وشعبان رجب وسيد عبد الفتاح منادى سيارات بميدان التحرير. قال العقيد هانى جرجس فى شهادته إنه فى يوم 3 مايو احتشد ما يزيد عن 200 شخص من بينهم أعضاء بمجلس الشعب وبعض العناصر المناهضة لنظام الحكم بحديقة مسجد عمر مكرم، وبصفته المسئول عن دائرة القسم كان متواجدا بصحبة عدد كبير من القيادات الأمنية من وزارة الداخلية ومديرية أمن القاهرة، وأقمنا كردونا أمنيا، حيث بدأ المحتشدون فى ترديد بعض الهتافات الرافضة لتمديد قانون الطوارئ مطالبين بتعديل المواد 76، 77، 88 من الدستور والإفراج عن المعتقلين، وأثاروا المارة للانضمام إليهم حتى يقوموا بمسيرة تجاة مجلس الشعب، إلا أنه تم منعهم، بناء على قرار وزير الداخلية برفض المسيرة، إلا أن المتظاهرين بدءوا فى سب وشتم المتواجدين، واستشهد بالهتافات التى كان يرددها عدد من القوى السياسية خارج القاعة أثناء الجلسة للانضمام مع دومة، تابع "فجأة تقدمت إلى قوات الأمن مجموعة من السيدات يحملن الورود لتقديمها إليهم، وحينئذ نزع باقى المتظاهرين العصى الخشبية من اللافتات التى يحملونها وتكسير عدد من قطع الألومنتال وتعدى المتهم بالضرب على الملازمين أحمد حسن ومصطفى فاروق، فتم القبض عليه وإحالته للمحامى العام الأول لنيابات أمن الدولة العليا الذى اتخذ إجراءاته اللازمة وفقا لحالات التلبس، كما استمعت المحكمة لأقوال باقى الشهود، حيث أكد أحد المجندين ويدعى كريم محمد أن المتهم هو من تعدى على رجال الأمن المركزى وأصاب ملازمين. بعد الاستماع لأقوال الشهود لمدة تخطت ال4 ساعات أخذت المحكمة بعدها استراحة قصيرة لتستكمل جلستها لسماع مرافعة هيئة الدفاع المكونة من 8 محامين، الذين دافعوا بعدم صحة إسناد التهمة للمتهم، وتناقض أقوال الشهود أمام المحكمة وتناقض أقوالهم مع ما أقروا به أمام النيابة، وعدم معقولية الواقعة وعدم وجود دليل مادى أو معنوى لإثبات واقعة الإتلاف وعدم وجود مجنى عليه فى واقعة الإتلاف، لترفع بعدها المحكمة الجلسة للمداولة وتصدر بعدها حكمها بحبسه 6 أشهر وكفالة 300 جنيه لإيقاف التنفيذ. منذ السابعة صباحا احتشد عدد من شباب القوى السياسية مرددين هتافات لمؤازرة زميلهم منها، "قالوا حرية وقالوا قانون.. وأبو دومة فى السجون"، "أحمد دومة يا بطل أنت بتحرر وطن"، واستمروا فى ذلك طوال ساعات الجلسة حتى صدر الحكم فرددوا "يحيا العدل" وانصرفوا. بعد النطق بالحكم ارتسمت علامات البهجة والسرور على وجه المتهم ووالده ومحاميه وجميع زملاءه، الذين منعوا من دخول القاعة، وأكد محاموه أنهم سيدفعون الكفالة فورا للإفراج عن دومة لحين المعارضة على الحكم. كانت قوات الأمن ألقت القبض على أحمد سعد دومة أثناء المسيرة التى شهدتها وسط القاهرة يوم الاثنين 3 مايو الجارى، وتم عرضه على نيابة وسط القاهرة فى اليوم التالى حيث وجهت له فى المحضر رقم 4222 لسنة 2010 جنح قصر النيل تهم الاندساس وسط مظاهرة، بهدف تعطيل أحكام القانون، وتكدير الأمن العام، ومقاومة السلطات، والتعدى عليهم، وإتلاف ممتلكات الدولة.