"القومي لحقوق الإنسان" يقبل استقالة مشيرة خطاب ويكلف "كارم" بالرئاسة    الأكاديمية العسكرية تحتفل بتخرج دورتين تدريبيتين لمهندسي الري والمركز الوطني    قومي حقوق الإنسان يوافق علي استقالة مشيرة خطاب ويكلف محمود كارم برئاسته    مصلحة الجمارك تشكل لجنة بعضوية تجار المحمول لبحث شكاوى عشوائية إجراءات الحوكمة    انخفاض محدود لأسعار الذهب في السوق المحلية وسط صمود الدولار    باكستان تعرب عن رغبتها في الحوار مع الهند بشأن أسوأ صراع عسكري بينهما    بوتين: لتحقيق أهداف العملية العسكرية يجب استخدام جميع الوسائل    تشكيل سيراميكا لمواجهة الإسماعيلي في نصف نهائي كأس عاصمة مصر    مروان عثمان يقود هجوم سيراميكا أمام الإسماعيلي في نصف نهائي كأس الرابطة    محمد بن رمضان يعيد أمجاد هانيبال مع الأهلي.. من هو وما قصته؟    مصدر ليلا كورة: بيراميدز يجدد عقد الكرتي.. ويفتح مفاوضات مع ماييلي    بلطجى يعتدى على طلاب مدرسة فى الطالبية باستخدام سلاح، والأمن يكشف التفاصيل    الصور الأولى من كواليس فيلم السادة الأفاضل    «معنى الرجولة و الشهامة».. كريم محمود عبد العزيز يحتفي بميلاد والده    دعاء يوم التروية لغير الحجاج .. اللهم إنى أسألك الجنة وما قرب إليها من قول أو عمل    القاهرة تستضيف النسخة الرابعة من المؤتمر والمعرض الطبي الإفريقي «صحة إفريقياAfrica Health ExCon»    مؤتمر صحفي مرتقب لمدبولي من العاصمة الإدارية    اتفاق تعاون بين «مصر للمعلوماتية» و« لانكستر» البريطانية    محافظ المنيا: جادون في استرداد الأراضي وتطبيق القانون بكل حسم    نجم الزمالك السابق: وسط الملعب كلمة السر في مواجهة بيراميدز    قرار عاجل من الزمالك بفسخ عقده لاعبه مقابل 20 ألف دولار    بعد اهتمام برشلونة والنصر.. ليفربول يحسم موقفه من بيع نجم الفريق    وفد من الأزهر والأوقاف والكنائس يهنئ محافظ الإسماعيلية بعيد الأضحى    جثة الخلابيصي تثير الذعر في قنا.. والأمن يتحرك لحل اللغز    بعد نشرأخبار كاذبة.. مها الصغير تتقدم ببلاغ رسمي ل«الأعلى للإعلام »    عودة خدمات تطبيق انستا باي بعد توقف مؤقت نتيجة عطل فنى    دى لا فوينتى قبل قمة إسبانيا ضد فرنسا: لا نمل من الفوز ولدينا دوافع كبيرة    حنان مطاوع: يشرفني تقديم السيرة الذاتية ل سميحة أيوب    صعب عليهم نسيان الماضي.. 5 أبراج لا يمكنها «تموڤ أون» بسهولة    تأكيدا ل «المصري اليوم».. أيمن منصور بطل فيلم آخر رجل في العالم (البوستر الرسمي)    محمد رمضان يقترب من الانتهاء من تصوير «أسد»    زوارق إسرائيلية تختطف صيادًا من المياه الإقليمية بجنوب لبنان    برسالة باكية.. الشيخ يسري عزام يودع جامع عمرو بن العاص بعد قرار الأوقاف بنقله    خُطْبَةُ عِيدِ الأَضْحَى المُبَارَكِ 1446ه    هل تُجزئ صلاة العيد عن صلاة الجمعة؟.. «الأزهر للفتوى» يرد    رئيس هيئة الاعتماد يعلن نجاح 17 منشأة صحية فى الحصول على اعتماد "جهار"    جامعة القاهرة ترفع درجة الاستعداد القصوى والطوارئ بجميع مستشفياتها    خبير عالمى فى جراحة المخ والأعصاب للأطفال بالمركز الطبى العالمي    وزيرة خارجية لاتفيا: سنعمل في مجلس الأمن لتعزيز الأمن العالمي وحماية النظام الدولي    الصحة: 58 مركزًا لإجراء فحوصات المقبلين على الزواج خلال فترة إجازة عيد الأضحى المبارك    رئيس الوزراء: إزالة تداعيات ما حدث بالإسكندرية تمت فى أقل وقت ممكن    إنتر ميلان يفتح قنوات الاتصال مع فابريجاس لتدريب الفريق    ما تفاصيل مشروع قرار مجلس الأمن المرتقب بشأن غزة؟    إغلاق ميناء الغردقة البحري لسوء الأحوال الجوية    زلازل وعواصف وجفاف.. هل تستغيث الأرض بفعل تغيرات المناخ؟    صلاح عبدالله يستعيد ذكرياته مع سميحة أيوب في مسرحية رابعة العدوية    وزير الثقافة ل«الشروق»: لا غلق لقصور الثقافة.. وواقعة الأقصر أمام النيابة    الإسكندرية ترفع حالة الطوارئ بشبكات الصرف الصحي استعدادًا لصلاة عيد الأضحى    مد فترة التشطيبات.. مستند جديد يفجر مفاجأة في واقعة قصر ثقافة الطفل بالأقصر    مجلس الوزراء يوافق على اتفاقية مع الاتحاد الدولي للاتصالات لتحقيق التنمية الرقمية    أول تحرك من «الطفولة والأمومة» بعد تداول فيديو لخطبة طفلين على «السوشيال»    رئيس هيئة النيابة الإدارية يهنئ الرئيس السيسي بمناسبة عيد الأضحى المبارك    البابا تواضروس الثاني يهنئ فضيلة الإمام الأكبر بعيد الأضحى المبارك    تحرير 911 مخالفة للممتنعين عن تركيب الملصق الإلكتروني    مسابقة لشغل 9354 وظيفة معلم مساعد مادة «اللغة الإنجليزية»    «اللهم املأ أَيامنا فرحًا ونصرًا وعزة».. نص خطبة عيد الأَضحى المبارك 1446 ه    زيادة الرسوم الجمركية الأمريكية على واردات الصلب والألمنيوم إلى 50% تدخل حيز التنفيذ    موعد إعلان نتيجة الصف الثالث الإعدادي 2025 في الجيزة ترم ثاني    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



من الفراعنة للسيسى.. "قناة السويس" حكاية شعب.. محمد على قال "أريدها مصرية خالصة".. وسعيد باشا أغرق مصر فى الديون بسببها.. وناصر حفر اسمه من ذهب بتأميمها.. والسيسى عريس اليوم فى فرحها
مصر تفرح بعد محطات من الأمل.. النجاح.. العدوان والانتصار..

هى حكاية شعب فكر وقرر منذ 7000 سنة أن موقع مصر الجغرافى العبقرى يجب أن يخلد فى التاريخ بشريانها، ذلك الشريان الذى فرض إرادة المصريين الحرة على مصر بكل زعمائها من أول الفراعنة لحفيد الفراعنة الرئيس عبد الفتاح السيسى، وقبل أن نحتفل اليوم بإنجاز جديد يكتب صفحة مستنيرة فى التاريخ المصرى الحديث، كان علينا أن نلق الضوء على تاريخ "قناة السويس "همزة وصل بين الشرق والغرب ودرة التاج التى تربط البحر المتوسط بالبحر الأحمر"، تلك القناة العظيمة التى ظلت وستظل شرياناً للحياة والأمل، فى حكاية مشوار طويل اسمه "إرادة الشعب المصرى".
سنوسرت الثالث أسس للفكرة مبكرا
تعود قصة قناة السويس مع ملوك مصر إلى أبعد مما نتخيل، تحديدا إلى عصر سنوسرت الثالث أحد ملوك الأسرة الثانية عشرة عام 1874 ق.م، والذى كان أول الملوك الذين فكروا فى إنشاء قناة تربط بين البحرين الأبيض المتوسط والبحر الأحمر، ولكن فكرته كانت أن يتم ذلك الربط عن طريق نهر النيل وفروعه، وبالفعل كانت المراكب تمر من البحر المتوسط إلى نهر النيل حتى تصل إلى الزقازيق، وهناك كانت تستقبلهم قناة سنوستر الثالث فتحملهم حتى البحيرات المرة ومنها إلى قناة صغيرة تصل بالبحر الأحمر عند خليج السويس.
سيتى الأول.. ودارا الأول.. وبطليموس الثانى.. ملوك اهتموا بالقناة
تلك القناة أهملت بعد ذلك ولكن هناك عددا من الملوك الذين اهتموا بها وأعادوا افتتاحها بعدما وضعوا اسمهم فوقها، مثل سيتى الأول عام 1310 ق.م، ودارا الأول عام 510 ق.م، وبعدهم بطليموس الثانى عام 285 ق.م، حتى جاء الاحتلال الرومانى الذى حاول وضع اسمه فوقها وأطلق عليها قناة الرومان وذلك فى عهد الإمبراطور تراجان عام 117م.
سيتى الأول
عمرو بن العاص وقناة "أمير المؤمنين"
عقب الفتح الإسلامى لمصر اتخذت القناة بعدا جديدا، واهتم بها عمرو بن العاص حتى افتتحها مرة أخرى عام 640 م وكانت تربط بين الفسطاط والسويس، وأطلق عليها أسم قناة أمير المؤمنين، وظلت 150 عاما كاملين مركزا هاما للتجارة.
عمرو بن العاص
أبو جعفر العباسى ورحلة الإغلاق
ظلت الأمور على هذا المنوال حتى جاء الخليفة العباسى أبو جعفر المنصور، وأمر بردم القناة وسدها من ناحية السويس منعا لأى إمدادات من مصر إلى أهالى مكة والمدينة الثائرين ضد الحكم العثمانى فى ذلك الوقت.
تلك الخطوة غيرت خريطة العالم تقريبا فى ذلك الوقت، حيث أغلق طريق التجار البحرى إلى الهند وبلاد الشرق وأصبحت البضائع تنقل عبر القوافل فى الصحراء، وأغلقت القناة بشكل كامل ثم البرتغاليون طريق رأس الرجاء الصالح فى بداية القرن السادس عشر الميلادى وتغيرت مع حركة التجارة العالمية.
السلطان الغورى ومحاولة جديدة
السلطان الغورى كان ملك آخر مع قصة للقناة، فبعد تغيير خط التجارة إلى طريق رأس الرجاء الصالح تأثر اقتصاد مصر والبندقية ونابولى وجنوه بشكل بالغ، فوفد أمراء البندقية للسلطان الغورى وعرضوا عليه فكرة شق القناة مرة أخرى عام 1501 إلى أن ظروف مصر فى ذلك الوقت وصراعها مع الدولة العثمانية الذى انتهى باحتلال مصر عام 1517 حال دون تنفيذ المشروع.
نابليون بونابرت وحلم لم يكتمل
بعد الحملة الفرنسية على مصر حاول نابليون بونابرت بنفسه بناء قناة السويس على الشكل الذى نعرفها عليه الآن بالربط المباشر بين البحرين المتوسط والأحمر، وبالفعل سافر بنفسه مع مجموعة من المهندسين يرأسهم مهندس يدعى لوبير لمعاينة الموقع ودراسة إنشاء القناة، إلا أن "لوبير" وبسبب خطأ فى حساباته لقياس مستوى البحرين الأحمر والمتوسط ألغى المشروع بعدما أكد أن منسوب البحر الأحمر أعلى من المتوسط وأن شق القناة سيتسبب فى إغراق مصر.
نابليون بونابرت
محمد على ونظرة بعيدة أوقفت المشروع
أما البداية الحقيقية لقناة السويس التى نراها حاليا فكانت فى عهد محمد على، حيث أعاد مجموعة من المهندسين من خريجى مدرسة البوليتكنيك دراسة إنشاء قناة السويس واكتشفوا أخطاء الدراسات السابقة وإمكانية حفر القناة دون أى عقبات، وعرضوا على مؤسس مصر الحديثة فكرة إنشاء قناة تربط البحرين إلى أن محمد على كان له بعد نظر فى ذلك الوقت، ورفض إنشاء القناة إلا بشروط تضمن استقلال مصر أولهما أن تضمن القوى العظمى حيادية القناة، وثانيهما أن تمول القناة بالكامل من الخزانة المصرية، ولكن بالطبع الشرطين قوبلا بالرفض من قبل الجانب الفرنسى ليتوقف المشروع بالكامل.
سعيد باشا
سعيد وضربة البداية
بعدما رحل محمد على وصعود سعيد باشا إلى سدة الحكم، حضر إلى مصر فرديناند دليسبس، الذى كانت تجمعه بسعيد صداقة منذ الطفولة، ليعرض عليه فكرة إنشاء القناة مرة أخرى، ووافق سعيد على الشروط التى رفضها والده محمد على، ليصح ديلسبس رئيس شركة قناة السويس البحرية العالمى التى كان قد أسسها للتولى علميات الحفر فى الموقع.
الخديوى اسماعيل
رحلة سعيد باشا مع قناة السويس حملت الكثير من الإجحاف لمصر وللمصريين، حيث عمل المصريين بالسخرة فى حفر القناة ومات آلاف المصريين لدرجة أن الشركة لم تجد من يرفعون جثث الموتى، كما كانت كل شروط شركة قناة السويس وما ضمنته من امتيازات لها مجحفة لحق مصر بشكل كبير.
محمد على باشا
إسماعيل والافتتاح الأسطورى
أما الافتتاح فكان فى عهد خديوى آخر هو الخديوى إسماعيل، وتحديدا بعدما استمر العمل عشر سنوات فى عهده، ليسافر إلى أوروبا فى 17 مايو 1869 لدعوة الملوك والأمراء ورؤساء الحكومات ورجال السياسة والعلم والفن والأدب لحضور حفل الافتتاح الذى كان أسطوريا فى ذلك الوقت يوم 17 نوفمبر عام 1869، وحينما عاد لمصر استعد للحفل ب500 طاه وألف خادم وطلب من ديلسبس أن يستعد لضيافة ستة آلاف مدعو من كل أنحاء العالم، وتحرك المصريين من كل أرجاء المحروسة لمشاهدة فعاليات الافتتاح مع نسائهم وأطفالهم وأدواتهم المنزلية فانتشروا على طول القناة وانتشرت قوات الجيش المصرى للحفاظ على نظام الاحتفال، وانطلقت طلقات المدفعية مدوية احتفالا بوصول الأساطيل والضيوف فى مشهد أسطورى تاريخى.
جمال عبد الناصر وقناة السويس.. حكاية شعب:
قصة جمال عبد الناصر مع قناة السويس تحكى فى مجلدات، فالزعيم الذى قرر أنه يكفى حتى هنا ولن نقبل مزيدا من السيطرة الأجنبية على القناة، يستحق وعن جدارة لقت زعيم القناة الأول.
ففى 26 يوليو 1956 أعلن جمال عبد الناصر، فى ميدان المنشية بالإسكندرية، قرار تأميم شركة قناة السويس، بعد أن سحبت الولايات المتحدة عرض تمويل السد العالى بطريقة مهينة لمصر، ثم تبعتها بريطانيا والبنك الدولى.
الزعيم جمال عبد الناصر
وقدمت بريطانيا على إثر القرار احتجاجاً رفضه جمال عبد الناصر على أساس أن التأميم عمل من أعمال السيادة المصرية، فقامت هيئة المنتفعين بقناة السويس بسحب المرشدين الأجانب بالقناة لإثبات أن مصر غير قادرة على إدارة القناة بمفردها، إلا أن مصر أثبتت عكس ذلك.
الرئيس أنور السادات
وكان أول رد على قرار تأميم شركة قناة السويس، قيام كل من فرنسا وإنجلترا بتجميد الأموال المصرية فى بلادهما، فى وقت كان للحكومة المصرية حساب دائن بإنجلترا من ديون الحرب العالمية الثانية بقدر فى تاريخ التأميم بنحو 135 مليون جنيه إسترلينى فيما قامت الولايات المتحدة بتجميد أموال شركة القناة لديها، وكذلك تجميد أموال الحكومة المصرية حتى تتضح الأمور فيما يتعلق بمستقبل شركة قناة السويس، وكانت أموال الحكومة المصرية هناك تقدر بنحو 43 مليون دولار، أى ما يعادل نحو 15 مليون جنيه مصرى وقت التأميم.
الرئيس الأسبق حسنى مبارك
وبلغ مجموع الأموال المصرية التى تقرر تجميدها فى إنجلترا وفرنسا والولايات المتحدة ما يزيد على القيمة المالية لشركة قناة السويس، كما قررت الولايات المتحدة وقف تقديم أى مساعدة مالية أو فنية لمصر، وضغطت كل من فرنسا وإنجلترا على سويسرا لتتعاون معها عن طريق تجميد الأموال المصرية لديها، ولكنها لم تستجب لذلك. وأذعن مدير شركة قناة السويس إلى جميع اتحادات أصحاب السفن بأن يدفعوا رسوم المرور فى القناة إلى شركة قناة السويس وليس إلى الحكومة المصرية، وبلغت نسبة مجموع الرسوم التى دفعت إلى الحكومة المصرية منذ التأميم وحتى إغلاق القناة 35 % تقريباً والباقى دفع لشركة قناة السويس، وقدر ذلك بأكثر من خمسة ملايين جنيه مصرى، وهو المبلغ الذى تقرر خصمه من مجموع التعويض الذى دفعته الحكومة المصرية للشركة أثناء مفاوضات التعويض.
المخلوع محمد مرسى
كما مثل الرد الدبلوماسى فى محاولة تعبئة الرأى العام الدولى ضد مصر، وإقناعه بأن تأميمها لشركة قناة السويس، قد خالف الشريعة الدولية وحطمت مبدأ حرية المرور فى القناة، وهددت السلام والأمن فى منطقة الشرق الأوسط، ولتلافى كل هذه المخاطر اجتمع كل من وزير خارجية فرنسا وإنجلترا والولايات المتحدة، وأصدروا فى 2 أغسطس 1956 بيانا، يتضمن أن قرار التأميم الصادر من جانب الحكومة المصرية يهدد حرية الملاحة فى القناة.
وقامت كل من بريطانيا وفرنسا وإسرائيل بتدبير مؤامرة ثلاثية على مصر أطلق عليها المصريون العدوان الثلاثى وأطلق عليها الغرب حرب السويس، على إثرها بدأ هجوم إسرائيلى مفاجئ يوم 29 أكتوبر 1956، تلاه تقديم كل من بريطانيا وفرنسا إنذار لمصر يطالب بوقف القتال بين الطرفين، والقوات الإسرائيلية ما زالت داخل الأراضى المصرية ويطلب من مصر وإسرائيل الانسحاب عشرة كيلومترات عن قناة السويس وقبول احتلال بورسعيد والإسماعيلية والسويس بواسطة بريطانيا وفرنسا، من أجل حماية الملاحة فى القناة، واختتم الإنذار بأنه إذا لم يصل الرد فى خلال 12 ساعة، فإن الدولتين ستعملان على تنفيذ ذلك، وأعلنت مصر فوراً أنها لا يمكن أن توافق على احتلال إقليم القناة.
الرئيس السيسى
وعقب تأميم القناة والعدوان الثلاثى خاضت الحكومة المصرية مفاوضات مع الشركة القديمة لقناة السويس عام 1958 لتعويض المساهمين فى شركة القناة، وخاض الجانبان مفاوضات شديدة التوتر فى أول لقاء رسمى بين مسئولين مصريين وفرنسيين منذ الحرب.
وتعذر التوصل لاتفاق خلال المفاوضات فلم تكن مصر تريد أن تدفع إلا تعويضات صورية وكانت فرنسا ممثلة فى الشركة تريد استرداد كل شىء من مصر، وعند جولة المفاوضات الأولى فى روما فى فبراير 1958 كانت المفاوضات تتم بانعزال كل فريق فى غرفة ويقوم بدور الوسيط بينهما خبراء من البنك الدولى، وانتهت الجولة بفشل ذريع، وتعبيراً عن حسن النوايا قبل الوفد الفرنسى القيام بجولة ثانية بالقاهرة نزولاً على دعوة من جمال عبد الناصر، وحدث هذا بالفعل فى مايو من نفس العام ، وبدأت الأجواء تقل توتراً ولكن بقى الخلاف على ما هو عليه .
وتم التوقيع النهائى على الاتفاق بين الحكومة المصرية والشركة القديمة لقناة السويس بمدينة جنيف فى 13 يوليو 1958 ، واتفق الطرفان على أن تتنازل الحكومة المصرية عن أسلوب التعويض الذى ذكر فى قانون التأميم ، وهو قيمة الأسهم حسب سعر الإقفال السابق على تاريخ العمل بقانون التأميم فى بورصة باريس ، وقبول مبدأ التعويض الجزافى ، على أن تتنازل أيضا عن ممتلكات الشركة الموجودة خارج مصر .
وتم التصالح بإعادة العلاقات الدبلوماسية بين مصر وفرنسا ، أما المفاوضات المصرية الإنجليزية فقد انتهت بإبرام اتفاقية فى القاهرة بتاريخ 28 فبراير 1959 وعادت العلاقات الدبلوماسية بين مصر وإنجلترا فى 1 ديسمبر 1959.
وعقب حرب 1967 احتلت القوات الإسرائيلية شبه جزيرة سيناء حتى الضفة الشرقية لقناة السويس.
وارتكزت استراتيجية القوات الإسرائيلية الدفاعية لحدودهم الجنوبية على مانع مائى ضخم وهو قناة السويس ، ولمنع القوات المصرية من عبور قناة السويس والاستحواذ على الضفة الشرقية ، أقاموا خطاً دفاعياً شديد التحصين عرف بخط بارليف نسبة إلى الجنرال الإسرائيلى حاييم بارليف.
أنور السادات وإعادة افتتاح شريان الحياة:
ويسطر التاريخ للرئيس السادات فصلا آخر لعب دورا محوريا جدا فى عام 1973 فبعد احتلال القناة فى 1967 ، وفى يوم 6 أكتوبر 1973 بالتحديد قامت القوات المصرية بشن هجوم مباغت على القوات الإسرائيلية المحتلة بالضفة الشرقية للقناة ، وعبر القناة 8,000 من الجنود المصريين ، ثم توالت موجتا العبور الثانية والثالثة ليصل عدد القوات المصرية على الضفة الشرقية بحلول الليل إلى 60,000 جندى ، فى الوقت الذى كان فيه سلاح المهندسين المصرى يفتح ثغرات فى الساتر الترابى باستخدام خراطيم مياه شديدة الدفع ، وأنجزت القوات المصرية فى يوم 7 أكتوبر عبورها لقناة السويس ، وانتهت أسطورة خط بارليف الدفاعى ، وواصل سلاح المهندسين تدعيم الكبارى فوق مجرى القناة لعبور فرق المشاة ، فأقام جسرين امتد الأول من القنطرة شمالاً إلى الدفرسوار جنوباً وامتد الثانى من البحيرات المرة شمالا إلى بورتوفيق جنوباً .
مبارك بين المقاتل الذى حرر قناة السويس والرئيس المتهم باستنزاف مواردها:
بدأ فصل مبارك مع قناة السويس مبكراً وقبل أن يصل إلى كرسى الرئاسة ، ففى وقت حرب اكتوبر 1973 كان قائد سلاح الجو المصرى ، وقام بدور كبير فى تحقيق عبور الجيش المصرى قناة السويس وفى انتصار الطيران المصرى فى معركة المنصورة الجوية فلقب ب"نسر مصر" وقتها.
كما اهتم الرئيس الأسبق بتنمية محور قناة السويس فى بداية عهده بالعشر سنوات الأولى ، إلا أن الأمور بدأت تتدهور كثيراً فى آخر عشرين سنة من حكمه عندما بدت موارد قناة السويس وكأنها تستنزف ولا يعود منها شىء على الشعب المصرى أبداً .
مرسى.. خطة بيع شريرة كللها الفشل:
ومن مبارك إلى مرسى حيث استمرت نفس السياسة وإن اختلف الوجوه، حيث حاول مرسى حسب تأكيد مصادر إعلامية عديدة بيع محاور القناة والمشاريع الاستثمارية لقطر مقابل مبلغ مالى كبير بحجة أنها قادرة أفضل من المصريين على إدارة وإنجاح مشروعات القناة .
وهو ما ثبت خطأه بالفعل بالطبع بعد ذلك بعد إنجاز المصريين لمشروع القناة بعد سنة واحدة فقط من بدء العمل فيها، وإنجاز المشروع القومى الأكبر فى التاريخ الحديث .
السيسى.. الشعب يعيد الأسطورة من جديد:
وبقدوم الرئيس السيسى، استطاع الشعب أن يجدد الأمل ويبدأ فيما قال عنه سابقوه بأنه مستحيلا ، لينجز فى وقت قياسى مقدارا كبيرا من العمل، حيث تمكن شعب المصرى العظيم إثبات أنه قادر على تخطى الصعاب وتحقيق المعجزات بإنجازه لهذا المشروع العملاق فى وقت قياسى لم يسبق له مثيل.
شق قناة السويس فى الإطار الزمنى المحدد لها، وافتتاحها المقرر له الخميس المقبل ، يثبت للعالم أن الشعب المصرى قادر على الإنجازات، وأن مصر دولة حديثة متطورة قادرة على مواجهة كافة التحديات ، وإنجاز المشروعات الكبيرة التى لها تأثير على العالم.
وتبعث قناة السويس الجديدة برسالة للعالم ، بأنها أعظم إنجاز فى القرن ال21 ، كشريان جديد لمصر قلب العروبة النابض، وتؤكد أن مصر شريك هام فى التجارة العالمية رغم التحديات التى شهدتها فى السنوات الماضية.
ليس هذا وحسب فجميع العاملين بمشروع قناة السويس الجديدة، يستحقون كل التقدير والاحترام، وإنجاز المشروع فى موعده يؤكد عزيمة الشعب المصرى ، نحو تحقيق التقدم ، عندما تبذل الجهود الكبيرة لتحويل الحلم إلى حقيقة ، كما تؤكد قناة السويس الجديدة أن مصر عادت وبقوة لتمارس دورها الريادى التاريخى فى المنطقة العربية رغم أنف الحاقدين بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسى .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.