سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
بين أذان المغرب وخواطر ما قبل الإفطار والتواشيح والابتهالات حتى السحور.. "الشعراوى.. النقشبندى.. محمد رفعت" 3 رجال دين أثروا فى ذاكرتنا الرمضانية وعلقوا فى أذهان المصريين
لأيام رمضان طقوس وسمات خاصة لا يمكن قضاء اليوم بدونها، وتعد الروحانيات والطقوس الدينية من أهم هذه السمات التى تمكن بعض رجال الدين من حفر أسمائهم عليها دون غيرهم، وتحول مع الوقت الاستماع لأصواتهم صفة رمضانية انتقلت من جيل إلى جيل. "الشيخ محمد رفعت.. متولى الشعراوى.. النقشبندى" من أهم رجال الدين والدعاية الإسلامية الذين أثروا فى ذاكرة المصريين الرمضانية، وأصبحت أصواتهم هى أصوات تعلن عن الاحتفال برمضان على نحو خاص، فارتبط أذان المغرب بصوت الشيخ محمد رفعت، وأصبحت تواشيح النقشبندى ملهمة الصائمين وخواطر الشعراوى تروى قلوب المؤمنين . الشيخ محمد رفعت صوت أذان المعرب برمضان ولد الشيخ محمد رفعت فى يوم الاثنين 9 مايو سنة 1882 وتوفى فى يوم ميلاده 9 مايو سنة 1950، 68 عام قضاهم فى تلاوة القرآن الكريم الذى نور له بصره وبصيرته التى فقدها فى عمر سنتين . حفظ القرآن فى عمر 5 سنين وتولى القراءة بمسجد فاضل باشا بحى السيدة زينب سنة 1918م وهو فى عمر 15 سنة، ومن هذا الوقت كسب محبة الناس وحقق شهرة عريضة. افتتح بث الإذاعة المصرية سنة 1934م، بصوته وقراءته لسورة الفتح وعندما سمعت الإذاعة البريطانية "بى بى سى" العربية صوته طلبت منه تسجيل القرآن، فرفض فى البداية خوفا من الحرمانية لكن بعد استفتاء الإمام المراغى سجل لهم سورة مريم كاملة. أصيب الشيخ محمد رفعت بمرض سرطان الحنجرة وتوقف عن القراءة، ورفض قبول أى مساعدة لعلاجه من ملوك ورؤساء العالم الإسلامى، و كانت كلمته المشهورة "إن قارئ القرآن لا يهان". استطاع الشيخ "محمد رفعت" فى هذا التوقيت أن يكون صوت أذان رمضان ويرتبط تلاوة للقران قبل الإفطار بنصف ساعة فى ذاكرة المصريين الرمضانية، التى احتفظت بصوته حتى بعد وفاته وحتى الآن. "الشعراوى" من أبرز الوجوه الرمضانية.. يموت الداعى وصوته مازال على قيد الحياة من منا لا يرتبط بذاكرته صوت "إمام الدعاة" الشيخ محمد متولى الشعراوى وقت أذان المغرب فى رمضان، وقضاء الدقائق التى تسبق إطلاق مدفع الإفطار على حكم ومواعظ تنتمى إلى مدرسة الأزهر الوسطية على لسان فصيح وبسيط فى نفس الوقت. أجيال تربت عل برنامج "خواطر" الذى ظل يذاع كل عام فى الشهر الكريم فى نفس المعاد حتى بعد وفاته، فتحول من مجرد برنامج دينى إلى طقس رمضانى تعود عليه المصريون وظلوا يتذكرونه حتى وقتنا هذا، ويرددوا شرحه وتفسيره للآيات القرآنية بأسلوبه اليسر الذى تميز به. ويعود هذا الأسلوب إلى حبه للشعر وميله إلى المصطلحات البسيطة التى تبعد عن التعقيد، والتى غلبت على شرحه للقران الكريم وتبسيط معانيه. فقد ولد فى 15 أبريل عام 1911م بميت غمر بمحافظة الدقهلية بمصر، والتحق بمعهد الزقازيق الابتدائى الأزهرى، وأظهر نبوغا منذ الصغر فى حفظه للشعر والمأثور من القول والحكم، ثم حصل على الشهادة الابتدائية الأزهرية سنة 1923م، ودخل المعهد الثانوى الأزهرى، وزاد اهتمامه بالشعر والأدب، وحظا بمكانة خاصة بين زملائه، فاختاروه رئيسا لاتحاد الطلبة، ورئيسا لجمعية الأدباء بالزقازيق. وعشق "الشعراوى" اللغة العربية، وعرف ببلاغة كلماته مع بساطة فى الأسلوب، وجمال فى التعبير، ولقد كان للشيخ باع طويل مع الشعر، فكان شاعرا يجيد التعبير بالشعر فى المواقف المختلفة، وخاصة فى التعبير عن آمال الأمة أيام شبابه، عندما كان يشارك فى العمل الوطنى بالكلمات القوية المعبرة، وكان الشيخ يستخدم الشعر أيضا فى تفسير القرآن الكريم، وتوضيح معانى الآيات، ومن هنا جاءت شهرة برنامجه الأشهر خواطر" الذى استمر عدة سنوات فى حياته وظل يذاع برمضان بعد وفاته حتى وقت قريب. النقشبندى شيخ المداحين يزين ليالى رمضان بابتهالاته أستاذ المداحين وصاحب مدرسة متميزة فى الابتهالات وواحد من أشهر المنشدين والمبتهلين فى تاريخ الإنشاد الدينى، الشيخ "النقشبندى" الذى ارتبط صوته بابتهالات ما قبل أذان المغرب. لقب "بالصوت الخاشع" و"الكروان" فابتهالاته كانت تنبع من قلبه قبل حنجرته وتدخل المستمعين فى عالم من الخشوع والروحانيات بمجرد بدئه المدح والابتهال و اجمع الموسيقيين على أن صوته من أقوى وأوسع الأصوات مساحة فى تاريخ التسجيلات. حتى اسمه له موسيقى خاصة ومعانى مميزة فكلمة "نقشبندى" مكونة من مقطعين "نقش" بمعنى الرسم بند القلب ليصبح معنى الاسم بالكامل نقش حب الله على القلب، وكان الاسم نسبة لبعض الفرق الصوفية. ارتبطت ابتهالاته بشهر رمضان الكريم ففى سنة 66 كان الشيخ سيد النقشبندى فى مسجد الإمام الحسين والتقى بالصدفة بالإذاعى أحمد فراج وسجلوا مع بعض العديد من البرامج الإذاعية كبرامج "فى رحاب الله، دعاء، فى نور الأسماء الحسنى" وغيرها من البرامج اللى حلت أيام رمضان وأثرت فى ذاكرة المستمعين حتى بعد مرور أكتر من 40 سنة. توفى سنة 76 وكرمه الرئيس الراحل محمد أنور السادات بعد وفاته ب3 سنوات ومنحه وسام الدولة من الدرجة الأولى، أيضا كرمه الرئيس مبارك فى الاحتفال بليلة القدر عام 89 بمنحه وسام الجمهورية من الدرجة الأولى.