مع بداية شهر رمضان يبدأ السباق التلفزيونى، وتبدأ القنوات الفضائية والأرضية فى عرض عشرات من الأعمال الفنية والدرامية المختلفة والمتنوعة والتى قد يجد المشاهد صعوبة فى متابعتها جميعاً، فهذا الكم الرهيب من المسلسلات والبرامج، بالإضافة إلى الفواصل الإعلانيه المتكرره والتى أصبح مدة عرضها تتجاوز مدة عرض محتوى العمل الفنى أو الاعلامى الذى يقدم، مما يصيب المشاهد بحالة من الملل، تجعله ينتقل إلى قناة أخرى ليشاهد شيئاً آخر إلى أن ينتهى الفاصل الإعلانى على القناة السابقة، فيفاجئ بفاصل إعلانى آخرعلى القناة التى إنتقل إليها، فينتقل إلى قناة أخرى وهكذا و هكذا .. فلا شك أن كثرة القنوات الفضائية و كثرة الإعلانات التجارية والتى أصبحت عنصراً أساسياً فى إنتاج وتسويق الأعمال الفنية والمواد التى تعرض على شاشات الفضائيات، أثّر سلباً على نسبة المشاهده للأعمال الدرامية, بجانب ضعف الكثير من جودة الأعمال الفنية واحتوائها الكثير منها على مشاهد وألفاظ غير لائقة بالأسرة العربية، لاسيما فى شهر رمضان الفضيل . لن أخوض فى تفاصيل لست بصدد مناقشتها الآن، لكن الأهم أن تلك الظواهر التى استعرضتها بإيجاز، تجعلنى كمشاهد ومتابع ومحب للفن ومقدر لقيمته ودوره فى المجتمع، أشعر بالحنين إلى الماضى واسترجاع ذكريات التلفزيون القديمه، عندما كانت تجتمع الأسرة كلها أمام تلك الشاشة الصغيرة فى جو ملؤه الدفء والمحبة وقضاء لحظات مليئة بالمرح والبهجة والسعادة، عندها يتولد شعور الذكريات الجميلة للزمن الماضي لتصبح ذكرى خاطرة تراود الفكر كل حين, مثل فوازير رمضان المتميزة، و قصص ألف ليلة وليلة المثيرة التى كنا ننتظرها كل ليلة بصوت ( زوزو نبيل ) ومقدمتها الشهيرة ( بلغنى أيها الملك السعيد ذو الرأى الرشيد )، والمسلسلات الكبيرة مثل ( ليالى الحلمية والشهد والدموع ورأفت الهجان والمال والبانون وأرابيسك وزيزنيا وهارون الرشيد ...وغيرها . فقد تميز الإنتاج التليفزيزنى فى شهر رمضان بالثراء والتنوع الفنى، مابين مسلسلات إجتماعية و تاريخية و دينية، وهذا مالم يكن متاحاً مشاهدته إلا خلال شهر رمضان فقط، قدمها عدد من عباقرة القصة والسيناريو والحوار والإخراج فى مصر ولا يمكننى أن أنسى أيضاً أشعار الراحل عبدالسلام أمين وألحان الراحل عمار الشريعى، وصوت على الحجار ومحمد الحلو التى ارتبطت بهم معظم تترات تلك المسلسلات، وأصبحت نغمات للموبايل والكول تون الآن . وفى النهاية أود أن أقول إلى كل من : فهمى عبدالحميد .. حسام الدين مصطفى .. عبدالسلام أمين ..أحمد توفيق ..أسامة أنور عكاشه ..إسماعيل عبدالحافظ .. يحى العلمى ...محمد فاضل ..مجدى أبوعميره ..يسرى الجندى ...وآخرين . من رحل منكم ومن لايزال على قيد الحياة ..كل التحية والتقدير لكم، على ماقدمتموه لأجيال وعلى لحظات السعادة التى أدخلتموها على ملايين الأسر المصرية والعربية لسنوات طويلة، لقد أثبتم فعلاً أن الفن الحقيقى والإبداع هبة من الله، يختص بها بعض من عباده .