فى ذروة الاندماج ومع تصاعد الأحداث والتسلسل الدرامى، يفاجأ عشاق الدراما بقطع عشوائى، لتنهال الإعلانات عن مجموعة من المنتجات الغذائية من سمن وزيت وشكولاتة، فضلا عن الصابون والشامبو وكريمات الجلد، وعروض شركات التليفونات المحمولة للثرثرة لأطول مدة ممكنة، أو الشقق السكنية الفاخرة، مستخدمين فى ذلك الاعتماد على توظيف التراث الشعبى وتحريف كلماته ليتضمن اسم السلعة ومزاياها، واستغلال المشاهير لتحفيز الطلب على سلعة معينة، مما يفقد المشاهد اندماجه ومتعته فى متابعة العمل، حيث تعتبر كثافة الإعلانات أزمة المشاهد دائما خلال متابعته للدراما الرمضانية، والذى يعد موسم العرض السنوى الأقوى والأهم للأعمال الدرامية، حتى أصبح تصنيف النجوم فنيا يقدر بعدد الدقائق التى يجلبها من الإعلانات، مما يضطر الملايين من المشاهدين لمتابعة المسلسلات على شبكة الإنترنت، أو اللجوء لكتم الصوت أو تغيير القناة، هربا من إلحاح ومطاردة الفواصل والجرعات المكثفة للمواد الإعلانية. أصبحت الإعلانات أمرًا واقعًا فى الأعمال الفنية، على اعتبار أنها البيضة الذهبية التى تدر الملايين، والاعتماد عليها كمصدر دخل رئيسى لزيادة الميزانية فى أى مؤسسة وجهة إنتاجية، وعنصر مهم فى صناعة الدراما، وسط سعى جهات الإنتاج لتحقيق مصالحها المادية، وأضحت مشكلة يعانيها المشاهد لقطع التتابع والتسلسل الدرامى للأحداث، مما يعتبره الكثيرون إفسادًا للعمل الفنى، ويفقد المشاهد تركيزه ويصاب بالملل. فى هذا السياق استعرض "اليوم السابع" آراء شريحة من المشاهدين، حيث قال أحمد على مهندس برمجيات وأحد متابعى الأعمال الدرامية على شبكة الإنترنت: كثرة الفواصل الإعلانية التليفزيونية التى تكسر حاجز العشر دقائق فى الفاصل الإعلانى الواحد، وتشكل ضيقا ومللا للمشاهد، أجبرت شريحة عريضة من المشاهدين للهروب من الفضائيات والاتجاه لمواقع عرض الأعمال الفنية والدرامية لشبكة الإنترنت، لمتابعة مقاطع من الأعمال الدرامية والبرامج الترفيهية والدينية للاستمتاع دون فواصل إعلانية. واتفقت معه على نفس الرأى أمنية الشيخ وتعمل بالمحاماة، حيث قالت إن مشاهدة الأعمال الدرامية والفنية على الإنترنت، يتيح لها متابعتها فى وقت فراغها دون الالتزام بمواعيد، لافتة إلى أن مشاهدة الأعمال الدرامية على شاشات الفضائيات يحتاج إلى 5 ساعات يوميا لمتابعة 3 مسلسلات فقط من كم الإعلانات المعروضة. وأشار سامح الجندى، ويعمل فى أحد البنوك الاستثمارية، إلى أن متابعة الأعمال الفنية والدرامية على الإنترنت، يتيح إمكانية تجنب المشاهد التى لا يريدون مشاهدتها، والتى لا تضر بالسياق الدرامى للعمل أو أهم المقاطع، كما يمنح الفرصة فى مشاهدة العمل فى مدة أقصر واختيار مواد بعينها لمشاهدتها، أو إمكانية رؤية ما فاته من حلقات بعيدًا عن زخم إعلانات رمضان. ولفت محمد طلبة، ويعمل فى مجال الدعاية والإعلان، أنه يجب الاتفاق مع جهة الإنتاج على مواعيد عرض الإعلانات مع مسئولى القنوات بما لا يخل بتتابع الأحداث فى السياق الدرامى، والتى تعرض خلال المسلسلات والبرامج الترفيهية، خاصة فى شهر رمضان. ويرى محمد يونس، ويعمل فى مجال الإخراج، أن هناك عددًا من القنوات الفضائية حرصت على التواصل مع الجمهور عبر شبكة الإنترنت من خلال عرض مسلسلاتها عبر موقعها الرسمى، كما يبرر أن شراء الأعمال الدرامية الجديدة بأسعار باهظة وراء سعى القنوات الفضائية للكسب وعرض هذه الأعمال من خلال جذب مزيد من الإعلانات.