أفادت الصحف السودانية المحلية الجمعة، مقتل نحو 95 شخصاً فى أعمال عنف قبلية فى جنوب السودان، استهدفت أيضاً معدات تستخدم فى إجراء أول تعداد سكانى فى البلاد منذ 15 عاماً. ووقعت الصدامات الثلاثاء فى ولاية البحيرات فى الجنوب بين فروع متخاصمة من قبلية الدينكا، بسبب خلاف على قطيع ماشية، وأشارت الصحف إلى وجود عشرات الجثث ملقاة فى الشوارع، والاشتباكات القبلية الناجمة عن سرقات الماشية أمر شائع الحدوث فى جنوب السودان، إلا أنها نادراً ما تصل إلى هذا المستوى من العنف الدامى. وأوضح مارتن مانيل وول، الذى يشرف على عمليات التعداد، أن المهاجمين أشعلوا النار فى معدات تستخدم فى الإحصاء بما فى ذلك 12 صندوقاً من أوراق بيانات السكان. وقد بدأ السودان الثلاثاء هذا الإحصاء السكانى الأول منذ 15 عاماً رغم اعتراض حكومة الحكم الذاتى فى الجنوب، ومتمردى دارفور ومن المقرر أن تستغرق هذه العملية أسبوعين. يذكر أن هذا الإحصاء الذى ينص عليه اتفاق السلام الشامل الذى وضع عام 2005 حداً لحرب أهلية فى الجنوب استمرت 20 عاماً سيستخدم فى تحديد الدوائر الانتخابية قبل إجراء الانتخابات العامة وتأكيد تقاسم السلطة بين أعداء الأمس أو إعادة تحديدها، ويرفض الجنوب ربط مصيره بنتائج هذا الإحصاء الذى قرر متمردو دارفور مقاطعته، ويتهم الجانبان الشمال العربى المسلم بالرغبة فى التلاعب بهذا الإحصاء لتعزيز سيطرته وتهميش السكان الأفارقة.