الباعة الجائلون المتهمون بقتل زميلهم بقطار العياط:كان دائم الشجار معنا

"المرحوم كان بتاع مشاكل وبيغلس علينا فى أكل عيشنا جوه القطر.. وإحنا ما كناش نتوقع إن الموضوع يوصل للموت".. كانت هذه الكلمات للثلاثة متهمين بقتل زميلهم البائع المتجول داخل القطار وإلقاء جثته على القضبان بسبب الخلاف على أولوية البيع فى الجيزة.
وأضاف المتهمون، ل"اليوم السابع"، نقطن بمنطقة العياط جنوب شرق الجيزة، ونعمل فى بيع الشاى والسلع البسيطة داخل القطارات منذ سنوات، وورثنا هذه المهنة من جدود الجدود، "البيع جوه القطر فاتح بيوت كتيرة.. ومش بنقبل حد يحاربنا فى أكل عيشنا، والمجنى عليه كان دائم الشجار معنا وكان مستفزا".
وأردف المتهمون، حدثت مشادات كلامية بيننا والمجنى عليه منذ عدة أشهر بمنطقة العياط، وتدخل الوسطاء وتم احتواء الأمر، ويوم الحادث ترصد لنا، واستقل برفقتنا القطار لدى تحركه من القاهرة متجها إلى العياط، وانتظر فى العربة الأخيرة بالقطار وبحوزته سكينا، وعندما شاهدنا هاجمنا بالسلاح الأبيض وأصاب أحدنا بعدة طعنات نافذة، وحدثت مشاجرة بعد ذلك وسقط من باب القطار وبرفقته السلاح.
وتابع المتهمون، "اللى بيجرى ورا لقمة العيش من الفجر لحد آخر النهار ما يعرفش لغة الدم.. احنا طول عمرنا فى حالنا كافيين خيرنا شرنا.. منه لله هو اللى نصب المعركة، التى انتهت بحادث قتل، وأصبحنا خلف أسوار السجن.
بدأت كواليس الجريمة، بتلقى اللواء محمود فاروق، مدير مباحث الجيزة، إخطارا من العميد إيهاب شلبى مفتش مباحث الجنوب، باستقبالهم إشارة من مستشفى أم المصريين العام بوصول مواطن جثة هامدة، فانتقل المقدم محمد عليان رئيس المباحث ومعاونه الرائد بسام داوود إلى مكان الواقعة، وتبين أن الجثة لشخص يدعى "علاء.أ" 29 سنة بائع متجول بالقطارات، وتبين من المعاينة الأولية أن الضحية لفظ أنفاسه الأخيرة إثر إصابته بطعنتين نافذتين بالجانب الأيمن والأيسر.
واتهم أقارب القتيل ثلاثة أشخاص بارتكاب الجريمة، "علاء.ح" 22 سنة بائع متجول، وشقيقه "صدام" 19 سنة طالب، ووالدهما 52 سنة بائع متجول بالقطارات، ونجحت قوات الأمن بقيادة اللواء محمد أبو الفتوح رئيس قطاع الجنوب، فى القبض على المتهمين الثلاثة.
وكشفت تحقيقات أجهزة الأمن، أن هناك خلافات بين المتهمين الثلاثة والمجنى عليه منذ عدة أشهر بسبب خلافات الجيرة، حيث يقيم الطرفان بنفس المنطقة السكنية بالعياط، فضلا عن خلافات بسبب أولوية بيع "الشاى" داخل القطارات، وقد دفعت الطرفين ليتشاجرا وصولا إلى القتل.
وأضافت التحقيقات، أن يوم الحادث وقعت مشادة كلامية بين المتهم الأول والمجنى عليه بسبب أولوية البيع داخل أحد القطارات المتجهة من القاهرة إلى العياط، وتطور الأمر إلى مشاجرة استل من خلالها المجنى عليه سكين وسدد بها عدة طعنات للمتهم، ونجح المتهم بفضل قوة بنيانه الجسمانية فى اختطاف السلاح من الطرف الآخر وسدد له عدة طعنات نافذة بمساعدة أقاربه، وعندما تأكد من مقتل الضحية، حاول التخلص من جثته قبل توقف القطار، فحمل الجثة بين يديه وألقاها من القطار أثناء مروره بمنطقة أبو النمرس، وسط صرخات وذهول ركاب القطار الذين شاهدوا كواليس الجريمة أمام أعينهم والدماء تملأ طرقات القطار .