كشف رئيس الحزب التقدمى الاشتراكى اللبنانى وليد جنبلاط أن الرئيس السورى بشار الأسد هدد رئيس وزراء لبنان الراحل رفيق الحريرى إذا لم يوافق على التمديد للرئيس اللبنانى الأسبق إميل لحود. وقال جنبلاط فى شهادته أمام المحكمة الدولية الخاصة بلبنان التى تعقد بلاهاى وهولندا والتى بدأت أمس واستؤنفت اليوم "أخبرنا الحريرى كيف استدعى إلى دمشق وقابله الاسد فى حضور الضباط السوريين رستم غزالى وغازى كنعان ومحمد خلوف. وكان إنذار للحريرى، إذ قال له الأسد: "أنا من يحكم هنا وليس غيرى". وطلب منه بيع اسهم امتلكها الحريرى فى جريدة "النهار" اللبنانية حيث اعتبر الاسد ان مشاركة الحريرى فيها يساهم فى رسالة عدائية له. وعن زيارة الحريرى للأسد بشأن التمديد للحود.. قال جنبلاط: "جلسنا فى الحديقة وكان الحريرى مكفهراً، غاضباً حزيناً غريباً. وقال الحريرى إن الأسد بادره "عليك بلحود. فلحود هو أنا، وإذا كان جاك شيراك (رئيس فرنسا فى ذلك الوقت) يريد اخراجى من لبنان فسأكسره، وإذا كان لجنبلاط جماعة من الدروز فى لبنان فلى أيضاً جماعة من الدروز فى سوريا". وأضاف جنبلاط "اعتبرت كلام الاسد تهديداً سياسياً وجسدياً للحريرى. ونصحته بالتصويت للتمديد من أجل سلامته الجسدية، لأننى أعلم ما يمكن أن يفعله بشار وجماعته. الأسد استقبل الحريرى أقل من ربع ساعة. لم يسمح له بالجلوس، وتلقى تهديداً مباشراً. أما أنا فلم أصوّت للتمديد لاقتناعى بأنه لا بد من الوصول إلى لبنان حر يحكم نفسه بنفسه وبعلاقة مميزة مع سوريا. ووردا على سؤال كيف ينظر إلى وفاة المسئولين الامنيين السوريين غزالى وكنعان وجامع جامع وآصف شوكت، أجاب: "كل الذين عملوا فى شكل أو آخر أو شاركوا فى اغتيال رفيق الحريرى، من كنعان، الذى لا أعرف اذا كان شارك، إنما أجبر على الانتحار، وآصف شوكت صهر الأسد الذى قتل بعدما رقى إلى رتبة عماد يوم مقتل الحريرى، ولكن كان لا بدّ من تصفيته لأن الحلقة بين الآمر والرابط يجب أن تزول، وبالأمس صُفّى رستم غزالى. وهؤلاء كان يمكن ان يموتوا. هم أساسيون فى عملية كشف اغتيال الحريرى". وأضاف فى موضع آخر: "اعتقد ان لجنة التحقيق الدولية حققت مع كنعان وغزالى. ولو قدّر لغزالى ان يُستدعى إلى لاهاى لقدّم أدلة على اغتيال الحريرى. وقال "إن علاقة الحريرى بالنظام السورى تغيرت مع بشار الأسد. ظن الحريرى أنه يستطيع اداء الدور نفسه الذى أدّاه أيام حافظ الأسد. وأكد النائب اللبنانى وليد جنبلاط، ان العلاقة كانت جيدة جدا عبر التاريخ بين "حزب الله" والنظام السورى، فالعلاقة بينهما قديمة بنيت على أيام الرئيس الراحل حافظ الأسد. و قال فى اليوم الثانى خلال شهادته أمام المحكمة إن مواقفه السياسية كانت بهدف مواجهة التمديد للحود، مؤكدا أنه تشارك ورفيق الحريرى القناعة نفسها بضرورة الانسحاب السورى وفق الطائف، مضيفا "كانت هناك حملات على البطريرك المارونى الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير من الفرقاء التابعين للنظام السورى والأبواق السورية معروفة والبطريرك صفير كان وفيا مع نفسه وطالب بالانسحاب الكامل من دون قيد أى شرط، ولا أعلم إن كان صفير قد تلقى أى تهديد مباشر من بشار الأسد كالذى تلقيته أنا أو الرئيس الحريرى". وأشار إلى أن الشهيد جبران توينى رئيس تحرير جريدة النهار كان فى مقدمة من يطالبون بانسحاب الجيش السورى من لبنان، وقال: "يوم اغتيال الحريرى اجتمعنا واتخذنا قرارا مطلقا بمواجهة النظام السورى ورئيسه، وكنا نناقش كيفية توسيع المواجهات السياسية والتمديد غير الدستورى والقسرى للحود وهذا كان جزء من عملنا الأسبوعى واليومى". وقال أن الإتهامات بالخيانة والعمالة لإسرائيل كانت تتوجه إليه بشكل علنى من قبل أحزاب وشخصيات تابعة للنظام السورى، لافتًا إلى أن "هذه الاتهامات السورية كانت الترجمة العملية لما قاله لى رستم غزالى بأنك ضدنا"، ومشيرًا إلى أنه وجّه إلى الرئيس رفيق الحريرى تهديدًا سوريًا مباشر عندما التقى بشار الأسد.