ربما لا يعرف كثير من شباب الأيام الجديدة - بعد الثمانينات - مثلاً كلمة الكنبة. والكنبة يا حضرات هى أهم ما كان يوجد فى بيوت الأجداد، كانت ملتقى الأحباب ومرتع الأصدقاء والخلاّن. كان لدينا كنبتان ناشفتان كالحجر وإن كانت الشلت الموضوعة عليهم تهون الجلسة قليلاً إلا أنهم صراحة كانتا كأنك تجلس على أحجار صلدة كحجارة الهرم الأكبر، لا عجب إذن أن البواسير كانت منتشرة فى مصر فى عهد ما قبل الثورة. كانت الكنبة منهم بداخلها توضع الملابس بعض الأحيان ثم بمجىء الدولايب صارت يوضع بها الهلاهيل القديمة ثم بعض الفئران الميتة لزوم الديكور، وهناك المسلسلات التى كانت تعرض أنها قد يوضع بها بعض الملايين المسروقة إن كان لديك منها بعض الشىء، إلا أننى أعترف أن كنبتينا لم تحتويا فى أى عصر من العصور على الأموال ولا حتى قرش معدن واحد. كانتا من الخشب الزان المهندس بشكل كعبرى زى الزفت ومسامير ربما يتجاوز طولها خمسة عشر سنتيمتراً لنتش الهدوم وأنت خارج طبعاً، وأخيراً جاء الأنترية الذى فى مصر له حواف وبروز وأشكال هندسية أكاد أجزم أنها سبب فى فتح دماغ العديد من الأطفال الذين يقودهم حظهم السيئ للارتطام بحواف الأنترية المرعبة. ثم زاد عليه الصالون وهو كرسى ضيق قد يلزق فى الجالس عليه إن كان من النوع الخفيف!!!، ثم جاءت موضة الصوفا وهى للشباب السيس بتوع اليومين دول مهمة، أذكر أحدهم كان يعمل فى بنك سى اتش اف إح تاتاتا أو...... لا أتذكر الحروف تماماً. كان يتكلم عن السوفا فى البيت وقد إيه إنه ياى ما يقدرش يقعد غير عالسوفا الطرية اللى فى اللفنج، تذكرت حينها الكنبة وضحكت كثيراً ولما سألنى فى إيه يا كابتشن بتدحك ليه؟ رديت وقولت لا أبداً أصلى افتكرت إنى نسيت الشلت عند المنّجد.