قال إيهاب سعيد خبير سوق المال إن ما تشهده سوق المال على مدي الثلاث أسابيع الماضية من تراجع حاد لا يوجد سبب حقيقي له إلا إصرار الحكومة على بقاء ضريبة الأرباح الرأسمالية على تعاملات البورصة. وأضاف سعيد أنه رغم أن إدارة البورصة ليست السبب في التراجع إلا أن عليها واجبات لابد أن تقوم بها، وأن تصر على عدم قبول هذه الضريبة التي أضرت بالسوق ولم تقدم المطلوب منها. وأضاف إيهاب أن البورصة لم تتأثر إيجابا بالنجاح الكبير لمؤتمر شرم الشيخ الاقتصادي، خاصة وأنه كان قد سبق انعقاد المؤتمر اجتماع للمجموعة الاقتصادية بالحكومة لوضع اللمسات الأخيرة بشأن التشريعات والتحفيزات المقدمة للمستثمرين وخلصوا فى النهاية إلى خفض الحد الأقصى للضريبة على الدخل ال 22,5% بدلا من 25% مع إلغاء الضريبة الاستثنائية بقيمة 5% لمن يزيد دخله عن المليون جنيه. وأضاف سعيد أن ذلك جاء تعويضا عن خلو التعديلات الأخيرة لقانون حوافز وضمانات الاستثمار من أى محفزات ضريبية وإنما اشتملت على تخفيضات جمركية وأراضى بدون مقابل لفترة مؤقتة بالإضافة لبعض الحوافز الأخرى. وبطبيعة الحال استقبل الكثيرون هذا التعديل الضريبي بشكل إيجابى فيما عدا مستثمرى البورصة، لاسيما بعد أن قامت وزارة المالية بإصدار بيان فى اليوم التالى مباشرة تؤكد فيه بقاء ضريبة الأرباح الرأسمالية والتوزيعات النقدية كما هى دون تغيير باعتبارها ضريبة مقطوعة، وكأن الحكومة الحالية تحفز كافة مناحى الاستثمار بشتى أنواعه وهو ما تجلى فى التعديلات الأخيرة لقانون الاستثمار ثم خفض ضريبة الدخل، مع الإبقاء على سوق الأوراق المالية دون أى تحفيزات، مما قد أظهر الحكومة وكأنها تعلنها صراحة بأن البورصة ليست من أولوياتها على الأقل فى الفترة الحالية. وما يؤكد ذلك أن الضريبة الاستثنائية البالغة حوالى 5% على من يزيد دخله على المليون جنيه سنويا كان من المتوقع أن توفر حصيلة تقارب على ال 4 مليار جنيه ومع هذا ألغتها الحكومة وهى التى كانت من المفترض أن تستمر لثلاث سنوات، وأما ال 2,5% التى خفضتها الحكومة على الدخل للحد الأقصى لتصبح 22,5% بدلا عن 25% فكان من المتوقع أن تصل حصيلتها أيضا إلى ما بين 4-5 مليار جنيه، ومع هذا قامت الحكومة بهذا الإجراء لدعم مناخ الاستثمار، فى الوقت الذى أبقت فيه على ضريبة البورصة والتى لن تزيد حصيلتها فى أفضل الأحوال على ال 2 مليار جنيه. واستقبلت البورصة ومتعامليها الرسالة بتفهم كامل وعبرت عنها بالتراجعات الحادة على مدار الأسبوع فى ظل مناخ مجتمعى ولا أكثر من الإيجابية وقلما نشاهده على مدار السنوات الماضية، ليكتفى متعاملو البورصة بالمشاهدة على تأكل أموالهم بالسوق، وتضييع عليهم نشوة نجاح المؤتمر الاقتصادى.