بعد انتهائها من فيلم «سلامة» إخراج توجو مزراحى، بدأت كوكب الشرق أم كلثوم التحضير لفيلمها الجديد، وقتها رشح لها الكاتب الكبير مصطفى أمين قصة كان قد كتبها الأديب توفيق الحكيم لتقديمها فى السينما. قرأت أم كلثوم القصة ولم تبد إعجابها بفكرتها، نظرًا لتناولها قصة فتاة تعيش فى العصر العباسى، وتتشابه مع القصص التى كانت قد قدمتها سابقًا فى أفلامها «سلامة» مع يحيى شاهين، و«دنانير» مع سليمان نجيب، إخراج أحمد بدرخان، لذلك رفضت تقديمها. وبعد طول تفكير كلفّت «الست» الراحل الكبير مصطفى أمين الذى كان من أصدقائها المقربين بكتابة قصة فيلم جديد، واعترض «أمين» قائلًا لها: «أنا أكتب مقالات صحفية وليس قصصًا سينمائية»، لكن «الست» صممت على رأيها، ورضح مصطفى أمين لرغبتها، وكتب قصة فيلمها «فاطمة» على سطوح منزلها بعدما أحضرت له الأوراق وقالت له: «مش هتمشى غير لما تكتب قصة الفيلم»، وقد كان، وكتبها مصطفى أمين، وبعد انتهائه صاغ الحوار بديع خيرى، والسيناريو والإخراج أحمد بدرخان، وتم عرض الفيلم فى ديسمبر 1947، ورصد «أمين» من خلاله علاقة فتاة فقيرة تعيش فى حارة يقع فى غرامها ابن أحد الباشوات، والذى جسده أنور وجدى. وكان فيلم «فاطمة» آخر ما قدمته كوكب الشرق أم كلثوم فى السينما، وفيه التقت مع ألحان محمد القصبجى لآخر مرة فى أغنيات «ياللى انحرمت الحنان»، و«نورك يا ست الكل»، و«يا صباح الخير» قبل أن يتحول للعمل فى فرقتها الموسيقية.