نشر معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى، تقريرا عن العلاقات الأمريكيةالقطرية قبيل اللقاء المرتقب بين الأمير تميم بن حمد والرئيس باراك أوباما فى البيت الأبيض اليوم الثلاثاء. وقال المعهد فى التقرير الذى كتبه سايمون هندرسون، إنه عندما يزور أمير قطر تميم البيت الأبيض سيتعين على الرئيس أوباما أن يتعامل مع بطاقة تقييم الأرصدة الدبلوماسية القطرية، التى عليها علامات استفهام كبيرة، ونظراً لعلاقتها الشاقة من الناحية التاريخية مع جارتها السعودية وملكيتها المشتركة مع إيران لأكبر حقل للغاز الطبيعى البحرى فى العالم، تنظر قطر إلى الولاياتالمتحدة باعتبارها الضامن الأمنى الرئيسى لها، وقد كان ذلك مناسباً للجيش الأمريكى الذى استخدم قاعدة "العديد" الجوية العملاقة خارج الدوحة للقيام بعمليات جوية فوق العراقوأفغانستان، لكن قطر التى يبلغ عدد سكانها حوالى مليونى نسمة، 10% منهم فقط هم مواطنون، لديها - فى كثير من الأحيان - ميل غير تقليدى لإظهار استقلاليتها. وتشمل خطاياها السابقة إقامة استعراض لصواريخ "ستينجر" التى تم الحصول عليها بطرق غير مشروعة من المجاهدين فى أفغانستان، وسماحها للقناة التلفزيونية الفضائية "الجزيرة" التى تملكها ببث تقارير تحريضية وكاذبة أدت إلى وفاة أمريكيين، وتمويل الإرهاب. وأضاف التقرير أنه يفترض أن تكون الدوحة قد خففت على الأقل جزئياً من مخاوف واشنطن حول هذا الموضوع كجزء من ثمن حصول الأمير تميم على الدعوة للاجتماع مع الرئيس الأمريكى فى البيت الأبيض. ومع ذلك، فإن الأمير الجديد، الذى يبلغ من العمر أربعة وثلاثين عاماً والذى تولى السلطة من والده فى عام 2013، من المرجح أن لا يعتبر هذه الزيارة كمناسبة للتواضع. وأحد أسباب ذلك، هو أنه يأتى من اليابان، التى تنافس الولاياتالمتحدة كالشريك التجارى الأكثر أهمية لقطر. فاليابان تشترى الغاز الطبيعى المسال من الدوحة، أكبر مصدر للغاز الطبيعى المسال فى العالم، بكمية أكثر من أى بلد آخر. وتشمل الفلسفة الدبلوماسية للأمير انخراط قطر بصورة متأنية فى القضايا التى يمكن أن تصور نفسها بأنها تلعب دور وسيط مفيد، ومن المرجح أن يتوقع حصوله على تأييد لهذا الدور فى اجتماع القمة يوم الثلاثاء، الذى هو أول لقاء له كأمير مع الرئيس الأمريكى أوباما. ورجح التقرير أن تشمل نقاط الحوار التى سيجريها مع الأمير تميم موضوع سوريا. وقال إن قطر وتركيا حتى وقت قريب كانتا تدعمان المعارضين الأكثر تطرفاً لنظام الأسد، مما كانت واشنطن مستعدة لاستيعابه. وتريد الإدارة الأمريكية أيضاً الحفاظ على استخدام قاعدة العديد لأجل غير مسمى، وتأمل فى أن تتمكن الدوحة من الاستمرار فى الاضطلاع بدور نقطة للاتصال الدبلوماسى مع حركة طالبان الأفغانية من أجل تسهيل قيام محادثات سلام محتملة.