قال الدكتور إسلام البحيرى، الباحث فى الإسلام السياسى، إن كتب التراث أصابتنا بقدر كبير من التخلف، مشيرًا إلى أن التغيير لن يأتى إلا من الدولة، لأن الإسلاميين لا يسمحون للمجتمع بالتغيير، وما زالوا يكفرون البعض، ويهدرون دم البعض، ولذلك فنحن أمس الحاجة إلى خطوة حقيقية من الدولة. جاء ذلك خلال اللقاء الفكرى، الذى أقيم بالقاعة الرئيسية بمعرض القاهرة الدولى للكتاب، تحت عنوان "نقد التراث والطريق نحو التنوير"، وأدارته الكتابة فريدة الشوباشى. وأضاف الدكتور إسلام البحيرى، أننا أيضًا فى حاجة إلى إعادة تنقية كتب التراث من الفاسد منها، وكذلك تنقيح الأحاديث النبوية، وتنقية الدين من الإسرائيليات التى أدخلها الطبرى عليه، مؤكدًا أن الأزهر مصاب بخلل ويجب أن ينتبه لذلك، وفيه بعض الأشخاص المتطرفين، وبعض الكتب المتطرفة أيضًا التى تستعين بها داعش فى سفكها للدماء تحت مسمى الجهاد، مشيرًا إلى أن كل آيات الجهاد فى القرآن زمانية مكانية، تخص ظروفها الاجتماعية، نزلت فى لحظة معينة، ولها شروطها، ولا تنطبق على كل الأزمان. وأوضح الدكتور إسلام البحيرى، أن القرآن يحتاج إلى ستة طرق فى التعامل معه، أولها أنه ليس هناك مرادفات فى القرآن، فمعنى الرسول غير معنى النبى، ثانيًا السياق التاريخى لبعض الآيات، أى المبدأ العام، بمعنى أن بعض الآيات نزلت فى مواقف معينة، ولا يجوز إطلاقها إلى الأبد، مثل آيات الجهاد مثلاً، وكذلك السياقى الاجتماعى، والسياق الدلالى. وأشار إسلام البحيرى، إلى صحيح البخارى، قائلاً إنه وضع عددًا من الشروط لنفسه فى جمع أحاديث الرسول فى السند، ولذلك يجب تنقية صحيح البخارى، لأنه وضع فيه أشياء كثيرة غير صحيحة، فهو ولد بعد وفاة الرسول بحوالى 183 سنة، أى أنه وضع فى كتابه ما يريده، وليس بالضرورة كله سليم. وأكد الدكتور إسلام البحيرى، أن أغلب الناس الآن متقبلة التنوير والتجديد، حتى فى الأرياف، لأنهم بدأوا يقتنعون بالفكرة الرئيسية وهى أن البخارى بشر قد يخطئ، وأن الأئمة الأربعة يقولون آراءهم واجتهاداتهم، وليس آراء الله، ومن هنا فإن التنوير قادم لا محالة.