عُرفت دار سينما قصر النيل، قديما، ب«سيما الباشوات»، الذين كانوا يتوافدون إليها من كل مكان، لحضور حفلات كوكب الشرق أم كلثوم، وهى تشدو على خشبة مسرحها الذى وصل عدد مقاعده ل 1100بروائع «فات الميعاد»، و«دارت الأيام» و«هذه ليلتى» و«ألف ليلة وليلة»، وكذلك حفلات العندليب الأسمر عبدالحليم حافظ، ومحمد عبدالمطلب، ووردة، ومحمد فوزى، وغيرهم. وشهد مسرح دار سينما قصر النيل، الكثير من الأحداث الفنية، ففى عام 1973 وقفت وردة الجزائرية تغنى من كلمات محمد حمزة وألحان بليغ حمدى أغنيتها «مالى وأنا مالى»، وذهب إليها العندليب مهنئا إياها، وقدم لها باقة ورد، وصفق لها، وسط صيحات الجمهور وهتافاتهم، للعندليب، الذى اضطر لمغادرة السينما حتى يستمع الجمهور لوردة. وعن نشأة السينما، يقول المنتج محمد فوزى ل«اليوم السابع»: إن تاريخ سينما قصر النيل يرجع إلى عام 1953 عندما استأجر الأخوان جعفر أرض السينما من ليفى دى بانجيو وأنشآها، وقام الزعيم الراحل جمال عبدالناصر بافتتاحها فى نفس العام، وأوضح المنتج أنه أضاف إليها المسرح منذ عام 1989 وقدم فيها العديد من العروض الفنية الناجحة، لافتا إلى أنه يحضر لها مشروعا ثقافيا كبيرا سيتم الإعلان عنه بعد 3 شهور لإعادة الجمهور إلى السينما. وحكى أحد القاطنين بجوار السينما ل«اليوم السابع»، عنها قائلاً: «هذه كانت سيما الباشوات، ولقد حضرت فيها حفلة لأم كلثوم وحفلة لعبدالمطلب ومع اقتراب موعد الحفل كان الشارع يصطف بالسيارات عن آخره، ويصبح الزحام شديدا، وعند بدء الحفل لا تجد أحدا يمشى فى الشارع، حتى المارة كانوا يقفون أمام السينما للاستماع إلى الأغنيات». ولفت آخر يقطن بجوارها إلى أن العروض الفنية التى قُدمت على المسرح فى الفترة الأخيرة وشهدت إقبالا جماهيريا، كانت مسرحيات الفنان محمد صبحى وأيضا مسرحية «دو رى مى فاصوليا»، وكان الجمهور ينتظر أمام السينما لمشاهدة الفنانين بعد انتهاء العرض والتقاط الصور التذكارية معهم، ومع قيام ثورة يناير، فقد شارع قصر النيل بريقه، وتوقف إقبال الناس تماما على عروض الأفلام أو الحفلات التى تقدمها سينما قصر النيل.