النقش على النحاس.. حكاية رجال من ذهب يحمون تاريخ المحروسة من الاندثار

داخل أحد شوارع منطقة الجمالية ستجده متكئًا على ماكينته الصغيرة رفيقة الدرب؛ بدقة متناهية يرسم على قطعة نحاس صغيرة يعرف متى يتوقف وما يفعل بكل حرفية، "محمود حافظ" أحد المحافظين على مهنة النقش على النحاس، عمل بها فى سنة ال6 ومازال باقيًا على العهد، لم يمنعه عمره الذى فاق الستين عامًا من التوقف عن هذا العمل الشاق، حتى مع وقف الحال وانخفاض المبيعات لم يثبط همته فى الاستمرار.
التصميم الذى ستبدأ الورشة فى التحضير له
كانت لنا زيارة إلى ورشة الحاج "محمود حافظ" أو كما يطلق عليه أهل المنطقة "شيخ المهنة"، البداية تكون مع تصميم مرسوم على إحدى الأوراق يبدأ معها رحلته فى النقش على النحاس، لن تكون هذه النهاية بل تبدأ هذه القطعة النحاسية رحلة أخرى مع أحد "الصنايعية" الذى يطعم مكان الحفر بقطع من الفضة، ثم يبدأ بعدها النقش على الفضة لتخرج بشكل جمالى، لتبقى ورشة الحاج "محمود" إحدى الأماكن المحافظة على مهنة تعد من تراث المحروسة.
الحاج محمود حافظ وهو يرسم بمدق صغير أجمل التصميمات على قطع النحاس
المرحلة الأولى فى النقش على النحاس وهى الحفر
شهر أو أكثر هى المدة التى يحتاجها لكى ينتهى من النقش على قطعة نحاس متوسطة الحجم
الخطوة الثانية والتى يقوم فيها أحد العاملين بوضع قطع الفضة بين ثنايا النحاس
لم تختلف هذه المرحلة فى صعوبتها على المرحلة السابقة فتحتاج إلى دقة ووقت طويل
المرحلة النهائية للنقش على النحاس وتطعيمه بقطع الفضة