هل السبب الرئيسى لضعف الإنتاج هو هموم المصريين عامةً فهل فعلاً عناء المصرى فى الوصول لعمله هو أهم أسباب ضعف إنتاجيته وهل عدم رضاه عن راتبه الشهرى ومكافأته سبب موجود وهل المعاملة السيئة من القيادات هى السبب الرئيسى لذلك وهل مشاكل أبنائه فى المدرسة وفى الجامعة وفى التوظيف وفى الزواج هى أيضًا جزء من المشكلة وهل المصيف فى لهيب أغسطس يجعله يتأكد أنه شخص تافه وأعظم شىء له إنه يروح راس البر رحلة يوم فى ميكروباص ويعود ليلاً وهل سبب ضعف إنتاجه هو عندما يزوج ابنته يلجأ لشراء 35 واحدة من الحلل الصينى بمبلغ 200 جنيه ويكتشف أنهم لا فائدة منهم، هل السبب فى المواصلات العامة التى يركبها يوميًا ويصل لعمله وقد خسر نصف جُهده فى الوقوف فى انتظار الأتوبيس ثم يقف داخله وقد انحنى ظهره ويقف على قدم واحدة هل السبب الحقيقى أنه أصبح لا يفكر ليل ونهار سوى فى إيجاد فرصة عمل لابنه الحاصل على الشهادة الجامعية وكمان بيحضر للماجستير. وأنا هنا اتكلم عن الشخص العادى الذى رضى بما قسم الله له وتزوج واحدة ولم أتحدث عن الشخص السعيد بالآية الكريمة التى تتحدث عن مثنى وثلاث ورباع وأنجب منهم جميعًا ولكن حتى لا نتشعب فنترك هذه الحالة وربنا معاه ونعود لحالتنا العادية فنعم كل ما سردناه هو مشاكل للعامل المصرى تؤثر على إنتاجيته وتجعله شخصًا بلا نفع وضعيف ومتهالك وكلها أسباب نحترمها جميعًا ولكنها من صناعة الإنسان نفسه فنحن لا نبنى مخترعًا ولا مكتشفًا ولا مبتكرًا ليكون له قيمه ولكننا دائمًا نبحث عن مكان للرزق فقط ونكتفى به ونحمد الله على النعمة ويأتى اليوم الذى نكتشف فيه أن النعمة ليست فى العمل فقط ولكنها فى الحقيقة فيما نعمل فقد حاولت فى البحث عن أهمية المصانع التى أنشئت فى مصر فلم أجد مصنعًا واحدًا للتكنولوجيا وهنا لا أتكلم عن التصنيع لا سمح الله أنا أتكلم فقط عن التجميع وعندما سألت عرفت الحقيقة المؤلمة أنها تحتاج للدقة التى يفتقرها العامل المصرى وبحثت عن العاملين فيها فى الخارج فوجدت نصفهم مصريين فهو ينتج فى الخارج ويبخل على بلده وعندما بحثت عن المصانع فوجدتها مصانع للبويات وللأغذية وللملابس وهى مهن الدقة فيها عادية وليست بدقة صناعة اللاب توب مثلاً الذى تخيلت لو تم صناعته فى مصر فتجد نفسك تضغط على حرف الآلف مثلاً فتجد نفسك كتبت حرف السين ولو ضغطت على (إنتر) تجد الجهاز عمل (ديليت) ولو جمعنا التليفون المحمول فتتصل بابنك ترد عليك خالتك مثلاً ولو اتصلت بزوجتك ترد عليك امك فالدقة عندنا لم نتعلمها سوى فى الطهى فقط وهكذا وضعنا أنفسنا دائماً فى إطار العامل العادى وحتى هذا العامل الذى يعمل فى مصنع للبدل أو القمصان فعندما تربط الزراز فى أول ارتداء للبدلة فتجد الزرار فى يدك ومثبت بفتلة واحده والسوسته لا تعمل والكم به زراران والتانى فيه ثلاث ازرار وهكذا عيوب من العامل لا تصلح للتكنولوجيا والسؤال هل لو وفرنا للعامل المواصلات الجيده والمرتب العالى والاستقرار الآسرى سيكون الإنتاج أفضل وأعظم الإجابة بمنتهى البساطة (لأ طبعًا).