المثلية الجنسية هى العلاقة الجنسية غير الطبيعية والمخالفة للفطرة الإنسانية بين اثنين من بنى الجنس الواحد، وهو ما يعد مخالفًا للطبيعة الحقة التى خلقنا الله عز وجل جميعا عليها. وفى الآونة الأخيرة، تكاثر الحديث حول انتشار موجة من الشذوذ الجنسى بين الذكور "اللواط " أو بين الإناث "السحاقية"، وأصبحت الصحف وقنوات الإعلام تتناول الأمر بشكل مكثف نتيجة خروج العديد من المشاهير فى الفن وغيره للتصريح بميولهم الجنسية غير الطبيعية، إما بنوع من التحدى، ضاربين بعرض الحائط كل قيم المجتمع، وهو ما قد يحدث اهتزاز فى إدراك البعض للمثلية الجنسية. المثلية منذ القدم منبوذة وأرسل الله الأنبياء للقضاء عليها.. ولعل التاريخ يجزم بعدم ظهور المثلية الجنسية فجأة ودون مقدمات، بل على العكس، فمنذ عصور الأنبياء وهذا المنحنى الشاذ يظهر بالفعل، وقصة سيدنا لوط عليه السلام وقومه الذين يمارسون الشذوذ من أكثر القصص التى أظهرت هذا الإعوجاج الشائع بين بعض الأقليات. التصريح بالشذوذ فعل غير متزن.. وفى هذا السياق الشائك، حدثنا الدكتور محمود غلاب أستاذ علم النفس الاجتماعى بجامعة القاهرة، والمعالج النفسى، والذى أكد على أن الشذوذ ليس جديدًا كما يعتقد البعض، لكن التصريح به هو أمر جديد كليًا وظاهرة نفسية اضطرابية لابد من التوقف عندها. وأضاف بعض المشاهير فى الآونة الأخيرة عمدوا الإفصاح عن ميولهم الجنسية غير الطبيعية، وهو ما أثار بلبلة وتخبطًا نفسيًا وقيميًا لدى البعض. ولفت "غلاب" إلى أن المجتمع الغربى لا يعترف جميع أفراده بالمثلية الجنسية كما يعتقد البعض، فهناك أصوات ترفض تمامًا المثلية على اعتبار أنها منافية للفطرة. المثلى ضحية قد يتحول إلى آفة.. وأضاف "غلاب" أن المثلى شخص عانى كثيرا من الاضطراب النفسى والجنسى وهو ما يخلق لديه اضطراب هوية جنسية، تجعله غير قادر على تحديد ميوله أو الثقة باختيارات أمور خلق على صحتها، فهو ينافى البديهيات، ويحارب نفسه قبل أن يحارب الغير، كما يعتقد أو يعانى من خلل بالهرمونات، كما يرجع بعض الأطباء المثلية لهذا السبب، فتجارب الطفولة الجنسية المشوهة المبكرة، هى تجارب يمر بها أغلب الأطفال وتترك لديهم فكرة مغلوطة عن الجنس، وترسم لهم منحنى جنسى غير سليم. ويوضح أن هناك العديد من الأسباب التى تجعل الشخص مثلى، سواء أن كان رجلا أو امرأة، فالتربية الخاطئة، والعلاقة الشاذة المفرطة بين الابن ووالدته أو الابنة وأبيها، ومع المرور مبكرا بتجارب جنسية مشوهة منذ الطفولة، أو الاعتداء الجنسى على الطفل قد يحول هؤلاء إلى مضطربين جنسيًا ينتج عنها تحولهم للمثلية. وما يؤكد فقدان المثلى للثقة بنفسه، هو شعوره الدائم بالتوتر والاغتراب بين أبناء جنسه، مع رغبته الدائمة فى الشعور بالتعاطف معه، وشعوره الدائم بالاضطهاد، والخوف وعدم الأمان. الاضطراب النفسى والعقلى وعدم الاتزان والاغتراب.. أسباب الاعتراف.. ولعل أغلب دوافع التصريح عن الميول الجنسية الشاذة للبعض يعكس حالة من الاضطراب النفسى العميق الذى يعانونه، فهذا الشخص المصرح بأمر هو موقن فى قرارة نفسه بتشوهه، هو ما يدفعه إلى التصريح به كنوع من الرغبة فى الشعور بالاختلاف الوهمى، والمواجهة المتسلطة، ومخالفة ما يؤمن به إظهار عكسه. وأكد أستاذ علم النفس، أن المثلى غير الخجول من أفعاله أو غير الشاعر بالذنب هو شخص غير متزن، تصريحه دلالة على خجله الحقيقى مما يفعل، فيقوم برد فعل عكسى ومناف لما بداخله لكى يشعر بقوة ظاهرية، وليعاقب المجتمع على النبذ المستمر له طوال فترات حياته. فهذا الشخص فاقد الاستبصار لنفسه وشخصيته، وقد يصرح البعض لكى يجذب انتباه من حوله فهو يشعر بالاضطهاد الدائم، فالاعتراف يشعره بالراحة بعد عناء الاختفاء، ويشعر ولو للحظات بانتصاره على المجتمع، وهو ما يجعلهم يعتقدون أن التصريح نوع من اقتناص شرعية وجودهم فى مجتمعاتهم، فيما يعترف بعضهم كنوع من الإسقاط المعيب على أفراد المجتمع لإشعارهم بالذنب، والتشوه. لماذا قد يقدم المثلى على هذا الأمر؟ والمثلى يقوم بهذا الفعل كنوع من التمرد على المجتمع، الذى لا يقبل بخطأه، ويشعر بأن هذا التصريح نوع من التعذيب لهذا المجتمع الذى يعيش به، وهى دلالة حتمية على اضطرابه النفسى لأن الشخص الذى يعادى مجتمعه فى أمر صالح ومعروف وعلى الفطرة، هو شخص غير متزن نفسيًا وعقليًا. الاعتراف بالشذوذ ليس نوعًا من الثقة بالنفس.. وبعكس ما يروج له أصحاب الشذوذ والمدافعين عن حقوقهم، فالتصريح بالميول الجنسية ليس نوعًا من الثقة بالنفس والميول، بل هو نوع من العنف ضد المجتمع، وضد الفطرة، وتصريح يقصد به صاحبه تجريح وتعذيب من حوله، ولا يصدره بنوع من الثقة أو دلالة على قدرته على مواجهة الصعاب بل هو يدافع عن خطأ هو واثق فى خطأه. ولعل الحرية المجتمعية فى التعبير عن الرأى ساعدت كثيرًا على انتشار مثل هذا الطور من التصريح بالميول الجنسية، ونتيجة لقدرة الشباب على التعبير عن آرائهم نوع من الاختلاف، بل ويصرح البعض منهم لجذب بعض التأييد بطريقة "صدمة المجتمع". المثلى يحتاج للعلاج.. والإقناع.. أهم خطوات التخلص من هذه الآفة، هو علاج المسبب كما يؤكد الدكتور محمد مصطفى أخصائى النفسية، والذى أوضح أن المثلى عليه أن يقتنع بالعلاج النفسى لحالته، بل ويقتنع أنه يحتاج للعلاج، وأنه لا يوجد شخص يمكن أن يكون قد خلق على فطرة تنافى فطرة الخالق عز وجل، وأن التوحد مع المثلية يريحه بعض الوقت، ويرهقه نفسيا وبشكل عام طوال الوقت. وكثير من المثليين يطلبون العلاج بالفعل، ولعل دعم الأسر والمحيطين بهم هو أهم سبل العلاج الحقيقية الفاعلة، والنبذ والهجوم يعتبر نوعًا من الترهيب الذى لا طائل منه ولا فائدة من ورائه، ومساعدته أمر واجب طالما يريد العلاج. وإذا ما تقبل المجتمع علاج المثليين وتماثل أغلبهم للشفاء، وتقبلهم بعد شفائهم، يكون قد أصبحنا فى بداية الطريق للتخلص من الظاهرة بشكل تدريجى.