أكد موقع "دايلى بيست" الأمريكى أنه حين كان الهجوم على صحيفة "شارلى إبدو" الفرنسية الحدث الذى حشد انتباه العالم، إلا أن اليمن، التى كان منفذ الهجوم على علاقة بتنظيم القاعدة به، لا يزال ينزف من هجمات لا هوادة فيها من قبل التنظيم المتطرف. وأشار الموقع إلى أن مذبحة "شارلى إبدو" لم تكن الهجوم الإرهابى الوحيد ولا الأشد دموية، موضحا أنه قبل ساعات من توجه الأخوين كواشى إلى مكاتب المجلة الفرنسية الساخرة، وعلى بعد آلاف الأميال، وقع انفجار فى العاصمة اليمنية صنعاء أدى إلى مقتل أربعين شخصا، لتنتشر الدماء وأشلاء الجثث بالشوارع. وهو تزامن أصبح أكثر وضوحا ومأساوية فى ضوء انكشاف الصلة بين منفذى هجوم شارلى إبدو والقاعدة فى شبه الجزيرة العربية، الجماعة الإرهابية المتمركزة فى اليمن والتى اتهمها المسئولون بالوقوف وراء التفجير الذى وقع بصنعاء. ووفقا لوكالة الأنباء الفرنسية، فقد سافر سعيد كواشى إلى اليمن عدة مرات بين عامى 2009 و2011، ودرس فى جامعة إيمان بصنعاء، وهى مؤسسة مثيرة للجدل يترأسها رجل الدين عبد المجيد الزيندانى، قبل أن يتدرب مع القاعدة فى معسكرات جنوب وجنوب غرب البلاد. وكانت مجلة "إنسباير" التى يصدرها القاعدة فى اليمن باللغة الإنجليزية، قد هددت صراحة بقتل رئيس تحرير شارلى إبدو ستيفان شاربونير فى عدد مارس 2013. ويقول دايلى بيست، إن اليمن التى أشاد بها المسئولون الأمريكيون فى خريف العام العام الماضى باعتبارها نموذجا ناجحا لاستراتيجية مكافحة الإرهاب، قد ضربتها الاضطرابات مؤخرا. وانهار اتفاق تقاسم السلطة المدعوم دوليا، وبدا أن اقتصاد البلاد ناهيك عن سيطرة الحكومة المركزية على باقى اليمن قد انهارت. ولا يبدو أن أحدا فى دوائر السلطة فى الغرب قد لاحظ هذا الأمر. واعتبر الموقع أن العنف الذى شهدته باريس الأسبوع الماضى قد سلط الضوء على ضعف التقدم الذى تم إحرازه ضد القاعدة فى شبه الجزيرة العربية، وعلى الرغم من جهود الحكومتين الأمريكية واليمنية، فإن التنظيم الإرهابى لا يزال يملك القدرة على ارتكاب الفظائع ضد الأهداف الغربية. تابع دايلى بيست، إن اليمن قد اكتسب سمعة باعتبارها أحد المناطق التى يتركز فيها التطرف عندما وصلها كواشى لأول مرة عام 2009. فالكثير من المسلمين المولودين فى الغرب من المتشددين درسوا بالمؤسسات السلفية فى هذا البلد، وأشهرها ربما دار الحديق فى مدينة داماج الشمالية. فى حين أن النسبة الأكبر من هؤلاء الأجانب جاءوا للدراسة، وانضم بعضهم إلى المتطرفين. من بين هؤلاء عمر فاروق عبد المطلب، الطالب النيجيرى الذى تدرب على يد القاعدة فى شبه الجزيرة والذى حاول تفجير طائرة ركاب عشية عيد الميلاد عام 2009. وفى حين أن مخططات نادرة ضد أهداف أجنبية قد لفتت الانتباه إلى القاعدة فى شبه الجزيرة، فإن القسم الأكبر من نشاط التنظيم وهجماته حدثت على الأرض اليمنية، وهو العنف الذى تجاهل الغرب مخاطره.