سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الموندو: نشاط المجتمع المدنى ودور الإسلاميين غير العنيف سبب اختلاف تونس عن مصر وليبيا.. و8 أسباب لنجاح تونس فى الانتقال إلى دولة ديمقراطية وتؤهلها لنجاج الانتخابات الرئاسية اليوم
اهتمت صحيفة الموندو الإسبانية بجولة الإعادة للانتخابات التونسية التى بدأت صباح اليوم، وتعد خاتمة المرحلة الإستيراتيجية الانتقالية، قائلة إن الانتقال السياسى بعد سقوط الديكتاتورية يزدهر فى تونس بسبب نشاط المجتمع المدنى ودور الإسلاميين غير العنيف، وهذا ما يجعلها مختلفة عن مصر وليبيا. وأوضحت الصحيفة أن التونسيين نجحوا مع المؤسسات الديمقراطية بعد 4 سنوات من الثورة الشعبية التى أطاحت بالحكم الاستبدادى لزين العابدين بن على، قائلة إنه على الرغم من أن تونس تعتبر من أصغر الدول العربية لكنها استطاعت وضع أسس متينة للتحول الديمقراطى وحتى الآن من السابق لأوانه الحديث عن نجاح أو فشل هذه الأسس، لكن العملية لاتزال غير مكتملة واليوم هو المسار الصحيح الذى سيكملها، مشيرة إلى أن ليبيا المجاورة لتونس دولة فاشلة تقريبا، أما مصر فاستطاعت اختيار رئيس لها ولكن الإسلاميين تحولوا إلى إرهابيين يمثلون تحديا كبيرا لرئيس جمهورية مصر العربية عبد الفتاح السيسى، مما يجعل الأمر لا تزال فى تدهور مستمر وحالة من انعدام الأمن بسبب الإرهاب. ورصدت الصحيفة أسباب نجاح تونس فى الانتقال إلى دولة ديمقراطية والتى تؤهلها لنجاج هذه العملية : 1- المجتمع المدنى ووفقا للمحلل السياسى الإسبانى وأستاذ الدراسات العربية فى جامعة كاستيلا لا مانتشا ميجيل إيرناندو دى لاراميندى فإن "منظمات الدفاع عن حقوق الإنسان والنقابات العمالية عملت بالفعل كجهات فاعلة حاسمة خلال فترة الديكتاتورية وهى الآن المحرك القوى للتغيير، حيث إنهم لاعبون موازيون لا علاقة لهم بالسلطة ويتمثل دورهم بوضوح فى المجال الاقتصادى وكيفية الحفاظ عليه". 2- الطبقة الوسطى المتعلمة تونس لديها طبقة وسطى موحدة مع مستوى تعليمى مرتفع مقارنة بمتوسط البيئة. 3- النضج السياسى لقد تعلم الساسة من أخطاء الآخرين وأظهروا نضجا كبيرا لمواجهة الأزمات، وليس هناك شك فى أن الأحداث فى مصر أثرت بشكل كبير على الطبقة السياسية التونسية. 4-دور الإسلاميين حزب النهضة التونسى تنازل عن رئاسة الحكومة بعد 6 أشهر من الإطاحة بالرئيس المصرى المعزول محمد مرسى، وعلى الرغم من دعم قطر وتركيا للنهضة، إلا أن مصر كانت مثالا جيدا ليتعظ منه التونسيون، مما جعلهم يتعلمون من أخطاء الغير ولا يتبعون العنف خوفا على بلدهم وأيضا لمصالحهم السياسية. 5-المؤسسات الموحدة استمرت المؤسسات التونسية فى العمل دون توقف، وذلك بعد انهيار نظام بن على، تونس بلد صغير وهى مركزية جدا ولذلك فإن العمل يعتبر عمودها الفقرى الذى لابد من أن يستمر وهذا ما جعل اقتصاد هذا البلد لا يزال فى مكانته. 6- الجيش فى المقام الثانى تونس لم يكن لها أبدا نظاما عسكريا، فكان نظام بن على مؤسس على دولة بوليسية مثل فرنسا، ولكن دائما ما يأتى الجيش فى المقام الثانى دون أن يكون له أى سلطة تنفيذية، ووفقا لدراسة حديثة لمركز بيو للأبحاث فإن 95% من التونسيين لديهم رأى إيجابى حول الجيش. 7- غياب النفط على عكس جيرانها ليبا والجزائر فإن تونس تفتقر إلى احتياطات النفط والغاز الكبيرة التى يمكن أن تكون حافزا للطبقة السياسية الناشئة للتشبث بالسلطة من أجل استغلال الموارد الطبيعية. 8-الجغرافيا السياسية مجرد رمز جعلت التفاهة الجيوسياسية لهذا البلد المتوسطى الصغير البعد الإقليمى للتغيرات التى تحدث فى أنها ليست فى غاية الأهمية. ما وراء قيمة رمزية كما مهد الثورات العربية، تونس لا توقظ جشع القوى الأجنبية. لا تلعب أى دور كبير فى التوسط فى النزاعات وتستضيف الطرق الإقليمية الكبرى ذات قيمة إستراتيجية، وهذا على عكس مصر التى تعتبر لاعبا إقليميا مهما، وقبل الربيع العربى لا أحد كان يسمع شيئا عن تونس: "تونس لا يهم كلاعب إقليمى، لها قيمة رمزية فقط. وقبل الربيع العربى لا أحد ينظر إلى تونس". ويذكر أن اليوم سيتوجه أكثر من خمسة ملايين تونسى لصناديق الاقتراع للإدلاء بأصواتهم واختيار رئيس جديد، من بين الرئيس المؤقت محمد المنصف المرزوقى ورئيس حزب نداء تونس الباجى قائد السبسى، وأعلنت السلطات الأمنية والهيئة المستقلة للانتخابات استكمال الاستعداد لإجراء الانتخابات. ويتنافس فى هذا الدور الثانى كل من الباجى قائد السبسى زعيم حركة "نداء تونس"، الذى حاز على المركز الأول فى الدور الأول بنسبة 39.46%، أما المرشح الثانى، فهو الرئيس المنتهية ولايته المنصف المرزوقى، الذى حصد نسبة33.43%" خلال الدور الأول. موضوعات متعلقة مراكز الاقتراع فى تونس تفتح أبوابها للتصويت فى انتخابات الرئاسة