تعد مرحلة الفطام من أهم وأصعب المراحل التى تمر على الأم والطفل على حد سواء، وقد جرت العادة على أن تستخدم الأم بعض الأساليب الدارجة فى المجتمع لجعل الطفل ينفر من الرضاعة. وعن الآثار السلبية لتلك الطرق وأفضل الطرق الآمنة للفطام، يقول الدكتور طلعت حسن سالم أستاذ طب الأطفال وحديثى الولاة، أن من الأخطاء الشائعة استخدام الأم لبعض الأشياء ذات المذاق المنفر، لكى تجعل الطفل يصاب بنوع من الرفض للرضاعة الطبيعية، ولكن للأسف لا تدرك الأم مدى خطورة تلك الطريقة على رضيعها، فهى تمثل لديه صدمة حقيقة، فثدى الأم بالنسبة له هو الرابط الباقى بعد خروجه من رحمها، وهو ليس مجرد مصدر للحصول على الطعام، بل هو وسيلة للتقرب من والدته واحتضانها والشعور معها بالأمان، وبالتالى تنفيره منه بتلك الوسائل أمر فى غاية الخطورة على صحته النفسية وثقته بوالدته. والحل البديل أن يتم ذلك الأمر على مراحل متباعدة تبدأ من الشهر السادس ومع بداية إدخال الأطعمة الصلبة لنظامه الغذائى، والبدء بتقليل عدد الرضعات الطبيعية على حساب الطعام. ومع الوقت يجب أن تتقلص عدد الرضعات إلى أن تصل لمرتين فقط فى اليوم، وعند بداية مرحلة الفطام النهائية يجب أن نتبع أسلوب الإلهاء بدلا من التنفير، ويتم ذلك بإشغال الطفل بأنشطة جديدة مثل الخروج به إلى أماكن الألعاب والتنزه، والعودة عند ساعة النوم، وغالبا ما يكون مرهقا فلا يفكر فى الرضاعة، كما يجب أن تهتم الأم بتعويض الطفل عاطفيا عن انقطاع الرضاعة، وذلك بالإكثار من احتضانه وتدليله والخروج معه، لكى يبقى دائما شاعرا بوجودها ولديه أحساس بالأمان لا يخشى فقدانه.