يفرح الوالدان لرؤية مولودهما الجديد الصغير الحجم ينمو ويكبر بسرعة، وتعتبر التغذية الصحيحة من العناصر الحيوية لصحة الطفل وسعادته في الواقع، يعتبر حليب الأم مثالياً كطعام أول للطفل إذ يحتوي على المواد الغذائية الطبيعية كافة التي تلبي احتياجات الأطفال. ولكن حين لا تكون الرضاعة الطبيعية ممكنة، يعدّ الحليب الصناعي للرضّع بديلاً جيداً. صحيح أن الأطفال ينمون ويكبرون بطرق مختلفة. فكثيرون منهم يستمتعون بالانتظار حتى بلوغ الستة أشهر من العمر كي يبدأوا الفطام في حين يبدي آخرون جهوزيةً قبل ذلك. ويُعدّ عمر الأربعة أشهر أو 17 أسبوعاً العمر الأبكر الذي تستطيعين اعتماده لبدء مرحلة الفطام. مرحلة الفطام: يُعتبر حليب الأم غذاء كاملا و كافياً للطفل خلال الأشهر الستة أشهر الأولى من عمره.. و لكن بعد هذه المرحلة يجب مساعدة حليب الأم بأغذية إضافية في حين يجب الاستمرار بالإرضاع الطبيعي إلى مرحلة متقدمة من السنة الثانية والأفضل حتى نهايتها.. إن البدء بإدخال أغذية أخرى إضافية إلى حليب الأم في وجبات الطفل الرضيع يُدعى بالفطام التي تعني تعويد الطفل الرضيع على أغذية أخرى.. ويتعرض الطفل خلال فترة فطامه إلى خطرين أساسيين: يكمن الأول بالحقيقة أن معظم أغذية الفطام الأولى مائية القوام وتحوي كميات اقل من الطاقة والمواد المغذية بالمقارنة مع الحجم نفسه من حليب الأم، والثاني زيادة احتمال تعرض الطفل للإصابة بالأمراض الإنتانية ولا سيما الإسهال.. وفي معظم المجتمعات يُمنع الطفل من تناول الكثير من المواد الغذائية لدى إصابته بالإسهال مما يزيد من احتمال تعرض الطفل لسوء التغذية.. إن الهدف العام من رعاية الطفل أثناء مرحلة الفطام هو تحسين نوعية الغذاء الذي يقدم له في هذه المرحلة ووقاية الطفل من الإصابة بأمراض الإسهال. أهداف الفطام السليم: 1- تجنب الفطام المفاجئ . 2- تحسين القيمة الغذائية لأطعمة الفطام التقليدية . 3- تأكيد إتباع شروط النظافة العامة . 4- تجنب منع الطعام عن الطفل المصاب بالإسهال . 5- التشجيع على المباعدة بين الحمول . تجنبى الفطام المفاجئ: إن أنواع الأطعمة الجديدة على الطفل يجب أن يقدم له بكميات صغيرة في البداية وذلك حتى يعتاد الطفل على مذاقها الجديد كما يجب أن تكون مائعة القوام لعدم مقدرة الطفل في هذه المرحلة على المضغ.. إن الفطام المفاجئ ممارسة خطرة على الطفل لأنها تؤدي إلى تحول وارده الغذائي بصورة تامة من طعام مغذٍ عالي القيمة (وهو حليب الأم) إلى طعام سائل منخفض القيمة الغذائية غريب المذاق.. لذا يجب أن يكون الفطام عملية تدريجية تقدم فيها وعلى مراحل إحدى أطعمة الفطام بالتدريج ثم تُشارك بطعام آخر وهكذا بالتدريج حتى يصبح الوارد الغذائي من أطعمة الفطام جيدا ومناسبا للطفل ونموه ودائما بمشاركة مع حليب الأم الذي يبقى الغذاء الأساسي للطفل ولا سيما في المراحل الأولى من إدخال أطعمة الفطام.. وعند البدء بأطعمة الفطام يجب أن تٌقدم الوجبة مرة أو مرتين باليوم وذلك بعد الإرضاع الطبيعي وبعد اعتياد الطفل على تلك الوجبة يمكن تقديم وجبة من نوع آخر مناسبة لعمر الطفل واحتياجاته الغذائية وتذوقه لها.. و يمكنك إتباع الخطة التالية لتغذية الطفل في مرحلة الفطام: 6- 7 أشهر: - متابعة تغذية الطفل بحليب الأم كغذاء أساسي. - إدخال وجبة مطبوخ مسحوق الأرز أو القمح (السيريلاك) بعد إحدى الرضعات وتقدم للطفل بالملعقة. 8 إلى 9 أشهر : - بعد اعتياد الطفل على الوجبة السابقة (مذاقها وطريقة بلعها) تقدم كميات صغيرة من أغذية طرية أو سائلة أخرى مثل الجبنة الطرية واللبن والفواكه المسحوقة وصفار البيض والبطاطا المسلوقة والمسحوقة...الخ - زيادة تركيز المواد الغذائية والطاقة التي توفرها وجبة مسحوق الحبوب عن طريق إنقاص كمية الماء بتحضيرها أو إضافة الحليب عوضا عن الماء عند التحضير وبإضافة ملعقة صغيرة من الزبدة أو السمنة أو زيت الزيتون إلى الوجبة. 9 إلى 11 شهر : - إضافة وجبات غنية بالمواد البروتينية مثل: البقول المسحوقة والمسلوقة كالبازلاء والفاصولياء والحمص ولحم الضأن أو السمك المسلوق جيدا والمسحوق وحليب البقر أو الجبنة الطرية أو اللبن الممزوج جيدا مع مادة دسمة كالزيت أو الزبدة. - إدخال الأغذية الغنية بالفيتامينات والحديد كمسحوق مسلوق الجزر والسبانخ والفواكه بأنواعها حيث يُعتبر الجزر والخضار الخضراء مصدرا جيدا للفيتامين (أ).. كما أن الفواكه بأنواعها غنية بالفيتامين (ث) كما أن الحبوب ولا سيما العدس والسبانخ غنية بالحديد ولكن يجب أن يرافقها بروتينا حيوانيا لزيادة امتصاصه (البيض مصدر جيد للبروتينات الحيوانية) ويفيد التعرض للشمس بتامين احتياجات جسم الطفل من الفيتامين (د).