كلى ينتهى إليك

كيف أمدح سُلطان الأنبياء يا أبى!
وأنا أشاهدك فى حجرة العمليات
وهل أرفعهم على العرش يا دمى؟
كيف وأنا مخطوفة منى الكلمات!
ولا أتحرك فأنا تُقيدنى الحسرات
وهل أنتما إلا الرحمات والجنات؟
يا أبى يا أمير الصمت والفصاحة
أنا الذى أتألم يا مُدن السماحة
وأمام عيونى يجرون لك الجراحة
فكيف أعرف دمشق مِن تل أبيب!
وكيف أميز بين الشروق والمغيب!
وكيف أُفرق بين البنات والبنين!
وكيف أميز بين السعيد والحزين!
وكيف أُميز بين الحدائق والحرائق!
وجراحك يا أبتاه تجتث السرور
أبى حتى الطيور تنوح ولا تطير
وتصرف عُمرك على محو المصائب
وكم تنقذ ملايين الدول بالمراكب!
وكيف أحمى بيروت وقطر والقيروان!
وعقلى المرجانى يفترسه الجنون
مِن عمليتك يا حفيد ملوك قحطان
ومرضك أبى يلغى الضوء فى العيون
وجراحتك تؤجل تحرير بغداد والجولان
أبى كيف أميز بين الأرض والسماء!
أبى كيف أُفرق بين الصباح والمساء!
ودمك النازف يا كبدى أطهر الدماء
أبى كيف أُفرق بين الصخر والبحر!
وكيف أميز بين العشب وبين النهر!
وكيف أُفرق بين الرقة وبين القهر!
وهل أُفرق بين المحتلين والثوار!
كيف وأنت تعانى يا شريان الديار!
وكيف تغنى البلابل على الشجر!
وكيف أمتطى الشمس و القمر!
ومرضك يا أبى أذهل كل البشر
أبى يا أيها البطل الدافئ الحنون
أيها المكافح منذ ملايين السنين
قطرات دمك تفوق أثمان العالمين
ويكتب عنك بحُبٍٍ الرسول الحزين
حبيبى أيها الملاك العربى الندى
يا أيها الإمبراطور الحليم الأبى
مثلك يا أبا عبده مثل أعظم نبى
وتفوق أكبر عالم عربى أو أجنبى
ونحضر معك الجراحة ومعنا الكريم
وندعو لك بالشفاء وقبلنا النجوم
أبى أنت سُكّر وحُبك نخلة تكبر
يا صِور يوسف وخُلق المصطفى
أبتاه يا حِكمة لقمان وصَبرْ أيوب
ونَغَمْ داوود و شمسٌ لن تغيب
ويهبط الحشد فى مطار المنصورة
مدينتى الملكة المتوجة الجميلة
وتهرع الملائكة لتجرى لك الجراحة
فتضحك يا صديقى يا وطن الشجاعة
فتُسعد القلب يا ناثر الأعياد والقناعة
أبى أنت سُكّر وحُبك شجر كافور يكبر
إن كل حقولنا الخضراء تُقّبل قدميك
وإن حشود فيلاتنا البيضاء ترنوا إليك
والشعوب الإسلامية تُسلْم عليك
وإن الشمس بفرحةٍ تطلع مِن كفيك
فالكون يبدأ مِن ولديك وينتهى إليك
والشعوب الأوربية تهدى الورد إليك
وإن الياسمين يا عينى يهفو إليك
وإن جحافل الأوطان تُقبّل قدميك
وبذور وثمار الشهامة تعود إليك
يا شريانى مكانك فى القلوب يكبر
يا أفلاطون حرفك يُضيئ ويُسحر
والحنان يبدأ مِن أمى وينتهى إليك
والجنات تبدأ مِن أمى وتتتهى إليك
يا أبى يا أبى