قال مسئول فى حكومة السلفادور، إن الحظر المفروض على الإجهاض يدفع سنويا مئات الفتيات اللائى يحملن بعد تعرضهن للاغتصاب إلى الانتحار، لأنهن لا يجدن أمامهن أى خيار آخر. وحمل المراهقات هو أحد الأسباب الرئيسية للانتحار فى السلفادور. وأظهرت أحدث الإحصاءات الحكومية أن ثلاثة من بين كل ثمانى حالات وفاة للأم الحامل فى السلفادور هى نتيجة للانتحار بين فتيات حوامل تقل أعمارهن عن 19 عاما. وعدد كبير من هؤلاء الفتيات اللاتى يتعرضن للاغتصاب من جانب المحارم أو العصابات يجبرن على الصمت، ويمنعن من طلب المساعدة نتيجة لوصمة العار التى تطارد الضحايا. ويقول مدافعون عن حقوق الإنسان إن هؤلاء الفتيات يواجهن فوق كل هذا مصيرا مؤلما، لأنهن يجبرن قسرا على الاحتفاظ بالأجنة، لأن الدولة تحظر عمليات الإجهاض فى حالات الاغتصاب أو الحمل سفاحا أو تشوه الأجنة أو حتى حين تكون حياة الأم فى خطر. وقال ماريو سوريانو وهو طبيب يرأس برامج تنمية الشبان والمراهقين فى وزارة الصحة فى السلفادور: "هناك وصمة عار وخوف من الإبلاغ عن أى حادث اغتصاب يقع فى الأسرة". وقال سوريانو فى مقابلة مع مؤسسة تومسون رويترز "فى بعض الأحيان يكون الشخص الذى يمارس العنف الجنسى هو عائل الأسرة، ولذلك يستغل الخوف من الحرمان من المساعدة الاقتصادية لتهديد الفتاة حتى لا تبلغ عن الجريمة". وأضاف "هناك علاقة تبادلية بين العنف الجنسى وارتفاع معدلات الانتحار بين المراهقات. هذه حقيقة. الحمل عامل أساسى وراء انتحار المراهقات". ويوجد فى السلفادور أعلى معدل لحمل المراهقات فى دول أمريكا اللاتينية، حيث إن ثلث حالات الحمل فى البلاد العام الماضى هن فتيات تراوحت أعمارهن بين عشر سنوات و19 عاما. ويجرم قانون السلفادور ممارسة الجنس مع أطفال تقل أعمارهم عن 15 عاما، لكن ناشطين يقولون إن القانون لا يطبق عادة، مشيرين إلى أن الأرقام الرسمية التى أظهرت أن 1540 فتاة تقل أعمارهن عن 15 عاما حملن العام الماضى.