احذر.. تزوير الكود التعريفي للمعتمر يعرّضك للحبس والغرامة وفقًا للقانون    عاجل- الفصائل الفلسطينية تؤكد شروطها تجاه أي قوة دولية محتملة في قطاع غزة    نتنياهو يواصل التهرب من تشكيل لجنة تحقيق رسمية في هجوم أكتوبر    وزير خارجية إيران يبحث مع أمين "التعاون الخليجي" التطورات في المنطقة    لافروف: مبادئ محكمة نورنبيرج تواجه انتهاكات متكررة وتحديًا جوهريًا    إيطاليا تسقط أمام النرويج برباعية في تصفيات أوروبا المؤهلة لكأس العالم    تريزيجيه: فضلت منتخب مصر على أستون فيلا.. والقرار أنهى رحلتي في إنجلترا    كلب ضال يعقر 9 أشخاص فى منطقة الكرور بأسوان    أحمد سعد يطمئن جمهوره: أنا بخير وقريبًا بينكم    ياسمين العبد: أريد أن أعيش سني وأتعلم من أخطائي.. «حاسة إني لسه بيبي»    وزير أمريكي يحذر من خطورة الطائرات المسيرة على الحياة البشرية بأكملها    اللجنة المصرية في قطاع غزة توزع الخيام على النازحين المتضررين من الطقس السيء | فيديو    السجن المشدد عقوبة جريمة الإضرار بالأمن القومي من خلال تقنية المعلومات    لاعب الزمالك السابق: خوان بيزيرا صفقة سوبر وشيكو بانزا «غير سوي»    حلم البديل يتحقق.. الكونغو الديموقراطية تقصي نيجيريا وتتأهل إلى الملحق العالمي المؤهل للمونديال    مودي ناصر: طارق السيد فاوضنى للانضمام للزمالك والموسم الحالى هو الأخير مع إنبى    رجب بكار: منتخب مصر ضحى بي في أمم أفريقيا 2019    نائب رئيس اتحاد كاب فيردي: غياب صلاح لن يؤثر على قوة منتخب مصر    نشرة الرياضة ½ الليل| مثل صلاح الأعلى.. تفكيره في القطبين.. تدريبات مصر.. عزاء صبري.. وجوائز كاف    هل تناول اللحوم والألبان خطر على الصحة في ظل انتشار الحمى القلاعية؟    "هو ضاع وهي ضاعت".. شقيقة المجني عليه بالإسكندرية تروي تفاصيل قبل مقتله أمام أطفاله الثلاثة    ضبط 16 جوال دقيق مدعم وإغلاق مخابز مخالفة في حملة تموينية موسعة بالعياط    السيطرة على حريق فيلا بطريق المنصورية دون إصابات وتحقيقات لكشف ملابساته    بعد شكاوى المواطنين، محافظ الدقهلية يقرر وقف محرقة النفايات الطبية الخطرة ببلقاس    اللجنة المصرية تستنفر طواقمها الفنية في غزة لمواجهة آثار الأمطار.. فيديو    بعد تعرضه لوعكة مفاجئة، تطورات الحالة الصحية ل عمر خيرت    ريهام عبد الحكيم: أسعى للمزج بين الطرب الأصيل وروح العصر    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. المقاومة الفلسطينية توضح أسباب تأخر الكشف عن مصير قادة استهدفهم الاحتلال.. زلزال بقوة 3.5 ريختر يضرب ولاية باليكسير بتركيا.. بريطانيا تعلن تقليص الحماية المقدمة للاجئين    أخبار × 24 ساعة.. وزارة التضامن: 10.2 مليون طفل من سن يوم إلى 4 سنوات    خبراء التكنولوجيا يؤكدون اقتراب مصر من ريادة الذكاء الاصطناعي إقليميًا بشرط توحيد الاستراتيجية    بولندا تستقبل 2026 باحتفالات مبهجة.. أسواق الهدايا تضيء مدينة بوزنان    ياسمين العبد تسترجع أصعب أدوارها في لام شمسية: أصبت بانهيار بعد آخر مشهد    وزير التعليم الأسبق ل ستوديو إكسترا: التقييم المدرسى يجب أن يكون له هدف واضح    في عمق الشتاء، صيف. (10)    خلاف بسيط بالهرم يتحول إلى صفعة قاتلة تنهي حياة أب    دبابة إسرائيلية تطلق ذخيرة ثقيلة بالقرب من قوات حفظ السلام في لبنان    أحمد موسى: الإخوان لا علاقة لهم بالدين أو الجهاد وهدفهم السلطة فقط    هل التبسّم في الصلاة يبطلها؟ أمين الفتوى يجيب    خطوبتي مش بتتم وقالوا لي معمول سحر.. أمين الفتوى يجيب    داعية توضح حكم منع الميراث من زوجة الأب الثانية    لأول مرة بمستشفيات الفيوم.. نجاح تركيب منظمات ضربات القلب وأجهزة الصاعق الداخلي    أمين البحوث الإسلامية يتفقد منطقة وعظ أسيوط لمتابعة الأداء الدعوي    مصر تتجاوز مليار دولار في الأمن السيبراني وتستعد لقيادة الحماية الرقمية    ما حكم الامتناع عن الإنفاق على الزوجة والأولاد؟.. أمينة الفتوى تجيب    ياسر عبدالله يتفقد مستوى النظافة في شارع أحمد عرابي ومحيط كلية الزراعة    قضايا الدولة تفتتح مقرا جديدا لها بالوادي الجديد (صور)    انطلاق حملة التطعيم ضد الحصبة للأطفال حتى 12 سنة بأسوان.. صور    بتوجيهات شيخ الأزهر .. دخول قافلة «بيت الزكاة والصدقات» الإغاثية الثانية عشر إلى غزة    زراعة بنى سويف تعاين مزرعتى ماشية و4 للدواجن وتصدر 6 تراخيص لمحال أعلاف    وزير الصحة يكشف مفاجأة عن متوسط أعمار المصريين    10 محظورات خلال الدعاية الانتخابية لمرشحي مجلس النواب 2025.. تعرف عليها    جهاز مستقبل مصر يقود سوق القمح نحو الاكتفاء الذاتى عبر زيادة المساحات الزراعية    «تعليم الجيزة»: المتابعة اليومية بالمدراس رؤية عمل لا إجراء شكلي    مواعيد وضوابط امتحانات شهر نوفمبر لطلاب صفوف النقل    استنئاف حركة الملاحة والصيد بميناء البرلس    انطلاق أسبوع الصحة النفسية لصقل خبرات الطلاب في التعامل مع ضغوط الحياة    الرعاية الصحية تبحث تطوير خدمات القساطر القلبية المتقدمة لمرضى التأمين الصحي الشامل    وزير الدفاع يشهد تنفيذ المرحلة الرئيسية للمشروع التكتيكي بالذخيرة الحية في المنطقة الغربية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



اليونسكو.. طموح مصرى أم طموح وزير
نشر في اليوم السابع يوم 24 - 03 - 2008

لعله من مفارقات عملية العولمة الحديثة الجارية، أنها بينما تحفز على تأكيد الذاتيات المحلية والثقافات التاريخية، تربط فى الوقت نفسه بين مصائر شعوب العالم معاً على نحو أوثق، وليس ثمة خطر كبير فى أن يختفى تمايز الثقافات والتقاليد الوطنية، فالواقع يؤكد أن قدراً من الأمن للذاتية الوطنية يمكن أن يعتبر شرطاً مسبقاً لازماً لتوجه دولى أكثر ثقة وأكثر سماحة، والأمر المرجح فى المستقبل أن ترحب كافة القوى الديمقراطية فى العالم بمثل هذا التطور طالما أن الاتجاه إلى تحقيق عالمية الديمقراطية ومبادئها يقوى بالضرورة النزعات الإنسانية وتفعيل قيم التسامح والتصالح.
فعندما تم تأسيس منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (UNESCO) كان الهدف منها بث روح التصالح والتسامح بين ثقافات العالم المختلفة، والحفاظ على التراث العالمى، إضافة إلى النهوض بالثقافة والتعليم فى كافة الدول وإعلاء قيم احترام الآخر والحفاظ على الهويات المختلفة وخصوصيتها مع تواصلها مع الحضارات العالمية ... ومع تطور المجتمعات واتساق قيمها فى ظل العالم المفتوح وتعدد الثقافات وتكاملها والاعتماد المتبادل، أى ترسيخ لقيم العولمة الإنسانية، صارت هذه المنظمة المظلة والآلية العالمية للحفاظ على التراث الإنسانى– المادى والروحى – وتنقيته من أى شوائب عنصرية أو استبعادية أو إقصائية.
والسؤال: إذا كانت مصر بالفعل تطمح بأن تفوز من خلال وزير ثقافتها بمنصب مدير عام منظمة اليونسكو، لابد وأن يكون هناك إيمان بهذا الطموح لدى كل المؤسسات المصرية، قبل أن يكون طموحاً خاصاً بالوزير الذى يسعى إلى اعتلاء هذا المنصب.
لذلك فإن الهدف الرئيسى الذى لابد وأن تجتمع حوله كافة المؤسسات فى مصر أن هناك طموحاً عالمياً لاعتلاء هذه المنظمة المنوط بها حماية التراث والثقافة العالمية، وأن مصر التى تسعى لاعتلاء هذه المنظمة تتميز بأنها وطن يحتضن ثلثى آثار العالم الحضارية، وثقافة تضرب فى عمق التاريخ، وإنجازات عظيمة على الصعيد الحضارى والمدنى متمثلاً فى أنها أول دولة عرفت الاستقرار، وهكذا تتضح معالم الطموح الجمعى لأهمية المنافسة على هذا المنصب الرفيع.
فدولة بحجم مصر وإرثها التاريخى والحضارى والثقافى لابد وأن تكون لها أولوية فى اعتلاء منظمة تعنى بالحفاظ على التراث الثقافى والحضارى العالمى كمنظمة اليونسكو، لذلك فإنه من الضرورى أن تتكاتف جميع المؤسسات المصرية فى مساندة المرشح المصرى وتسويقه لنجاح الطموح المصرى لاعتلاء هذه المنظمة، وعطفاً على ذلك فأتصور أن الطموح المصرى أكبر بكثير من مجرد طموح وزير- حتى وإن كان هذا حقه – فى اعتلاء هذه المنظمة، فما تملكه مصر من إمكانات حضارية وخصوصية ثقافية يجعلها مؤهلة للحصول على هذا الامتياز.
السؤال: أين هى الاستراتيجيات المصرية المتكاملة والسياسات الفعالة لتسويق هذا الطموح المصرى للوصول إلى هدف اعتلاء المنظمة الدولية؟ أتصور أن هناك غيابا شبه كامل للمؤسسات فى ذلك، فهل مجرد أن تنوى مصر ترشيح أحد أبنائها – حتى ولو بحجم وزير الثقافة – يعد كافيا.
لابد وأن يتم تفعيل هذا الترشيح عبر آليات داخلية تتفاعل مع نظيراتها الخارجية وتتلخص استراتيجيات التسويق هذه فى تكامل المؤسسات الوطنية بالخارج وتسويق تراث مصر ومرشحها مع الكيانات والمؤسسات المؤثرة والفاعلة فى كافة أنحاء العالم، وكذلك طرح رؤى مرشح مصر لكيفية التفاعل مع الحضارات والثقافات الأخرى من منطلق واحد ووحيد، هو صياغة رؤية ثقافية قائمة ومنطلقة من مبادئ التسامح والتصالح والتفاعل بين الثقافات المختلفة.
لا فضل لثقافة على أخرى أو حضارة على أخرى، وإنما تتكامل هذه الثقافات للبحث عن عالم تسوده روح التسامح والانفتاح مع كامل الاحترام للذاتيات والخصوصيات الوطنية ... هكذا هى فلسفة اليونسكو، وهكذا يجب أن تكون فلسفة أى من المرشحين... والسؤال الأخطر والأخير! هل يمكن أن تضيف مصر إلى هذه المنظمة العريقة بمبادئها وفلسفاتها السامية فى الحفاظ على التراث العالمى وبث قيم التصالح لا الصدام والتفاعل لا الصراع والتسامح لا الكراهية واحترام الآخر لا نفيه ولا إقصائه، بقيم التعليم الابتكارى لا العنصرى؟
نعم يمكن أن تضيف بميراثها الحضارى المتباين والمتنوع وبما تملكه من حضارة تضرب فى عمق التاريخ، فهى أول الحضارات التى عرفت الدولة والكتابة والاستقرار، ولكن هل تتوافق قيم تعاليمها فى مناهجها المختلفة وثقافتها المعاصرة مع قيم التسامح وليس العنصرية؟ سؤال موجه لمن يطمحون فى اعتلاء المنظمة العريقة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.