كشف "مهرجان دبى السينمائى الدولى" اليوم عن القائمة الأولى من الأفلام التى ستتنافس على جوائز "المهر العربي" للأفلام الطويلة فى دورته الحادية عشرة (10-17 ديسمبر 2014). هذا وتشكل الأفلام المتنافسة مجموعة منتقاة لأهم إنتاجات السينما العربية، لها أن تتيح للمشاهدين ومتابعى المهرجان معاينة جديدها، سواء عبر الاكتشافات الجديدة، أو عبر التعرف على جديد أسماء سينمائية حاضرة فى ذاكرة عشّاق السينما العربية ومشاهديها. وفى هذا السياق قال المدير الفنى لمهرجان دبى السينمائى الدولي، مسعود أمرالله آل علي: "نفخر بالإعلان عن أول قائمة لأفلام هذا العام، للاحتفاء بالإبداع السينمائى العربي، ودعم المساهمين فى تطورها من صانعى السينما على امتداد العالم العربى، وما تحمله هذه القائمة من أفلام المهر العربى للأفلام الطويلة يأتى متناغماً تماماً مع ما تأسست عليه هذه الجوائز، كونها أولاً أفلام تمتلك إضافات إبداعية على مسيرة السينما العربية، سواء على صعيد السرد وآلياته، أو لكونها أفلاماً مؤسسة على انشغال أصحابها بالتجريب ومعاينة أساليب سينمائية جديدة. ولعل حقيقة أن العديد من هذه الأفلام قد نال دعماً من برنامج إنجاز، مدعاة للبهجة كون المهرجان قد ساهم بدعم إبداعات سينمائية على هذا القدر من التميز". البداية من دولة الإمارات، وفيلم "دلافين" للمخرج وليد الشحى فى أولى تجاربه الروائية الطويلة، وقد حظى هذا الفيلم بدعم برنامج "إنجاز" بالتعاون مع مؤسسة "وطنى" برنامج "فيلمى"، إضافة لنيل سيناريو الفيلم جائزة "آى دبليوسى شافهاوزن للمخرجين" فى الدورة العاشرة من مهرجان دبى السينمائى الدولى. تدور أحداث "دلافين" -الذى سيُشاهد فى عرضه العالمى الأول- على مدار 24 ساعة استثنائية فى حياة عائلة إماراتية، عبر قصة تمضى فى 3 مسارات، تمتد إلى نهاياتها المفتوحة، وفى ثلاثة عوالم منفصلة ظاهرياً لكنها متشابكة فى العمق، حيث تجتمع الأنوثة، والذكورة، والطفولة، فى نسيج اجتماعى واحد. أما جديد السينما المصرية فى "مسابقة المهر" فسيكون حاضراً عبر مخرج مفصلى فى تاريخ هذه السينما ألا وهوالمخرج داود عبد السيد وفيلمه المرتقب "قدرات غير عادية"، وهو يروى لنا حكاية يحيى الذى يُجبر على أخذ إجازة من عمله وحياته المعتادة بعد فشل بحثه العلمى عن القدرات غير العادية عند البشر. فيستقر فى "بنسيون" على البحر تسكنه مجموعة من الشخصيات الطريفة. حين تنمو علاقة حميمية بينه وبين صاحبة البنسيون، ويتقرب من بنتها الصغيرة ذات الشخصية القوية. وهكذا سيعتقد يحيى أنه قد عثر على السحر الذى طالما بحث عنه، فيبدو أنه يوجد شىء غير عادى بداخل كل منهما، وربما بداخله هو أيضاً. ومن الجزائر يعرض للمرة الأولى عالمياً فيلم "رانى ميت" للمخرج ياسين محمد بن الحاج، وتدور أحداث الفيلم المدعوم أيضاً من برنامج إنجاز، حول عمر سارق السيارات المحترف الذى يسوقه القدر إلى العثور على حقيبة مكتنزة بالنقود موضوعة فى صندوق سيارة قام بسرقتها. سيدرك عمر أن صاحب السيارة لن يتركه يفر بفعلته بسهولة، خاصة أن صاحب السيارة قاتل. وتعود المخرجة اليمنية خديجة السلامى إلى شاشات مهرجان دبى السينمائى الدولى من خلال "أنا نجوم بنت العاشرة ومطلقة"، فى عرضه العالمى الأوّل وهو أوّل فيلم روائى طويل لها موثقة حياة فتاة تجبر على الزواج من رجل ثلاثينى وهى لم تتجاوز مرحلة الطفولة بعد. تعيش نجوم فى جحيم مع زواجها، الذى يتكشّف عن رجلٍ قاسٍ لا يرأف بها ولا بصغر سنّها، وهى تتعرض للاغتصاب بشكل متواصل منذ ليلة زفافها الأولى، على يد رجل يكبرها بعشرين سنة، بينما تمضى نهارها فى أعمال شاقة. ويعود أيضاً المخرج المغربى هشام العسرى إلى "دبى السينمائى" ليقدّم فيلم "البحر من ورائكم" فى عرض عالمى أول، ويحكى قصة مأساوية عن العنف وعدم التسامح والتعصب فى المجتمعات العربية، وما الذى سيكون عليه طارق بن زياد فى هذا السياق وكل ذلك فى إطار أسلوبى خاص بالعسرى المشغول دائماً باكتشاف مساحة تجريبية جديدة مع كل فيلم يصنعه، وقد نال "البحر من ورائكم" دعماً من برنامج إنجاز. ونعود إلى المشرق العربى مجدداً، لمتابعة أحدث أعمال المخرجة اللبنانية رين مترى بعنوان "لى قبور فى هذه الأرض" حيث تمضى مخرجة الفيلم فى رحلة تضيء على المخاوف المناطقية والديموجرافية التى تسود المجتمع اللبناني، وذلك إثر قيامها ببيع أرضها الواقعة فى "قرية مسيحية" إلى رجل مسلم. إنها مخاوف ما زالت حاضرة ومتواصلة جراء المجازر وحملات التهجير التى حدثت على أساس طائفى أثناء الحرب الأهلية اللبنانية. لقد أنجزت صفقات بيع الأراضى منذ نهاية الحرب الأهلية عام 1990 ما عجزت عن فعله هذه الحرب، مقسمة لبنان إلى قطاعات ومناطق طائفية. أما المخرج النرويجى كردى الأصل هشام زمان الحائز على العديد من الجوائز الدولية، فيشارك بفيلم "رسالة إلى الملك" الذى حصل على دعم برنامج "إنجاز"، ليروى قصة خمسة أشخاص يقطنون مركزاً لإيواء اللاجئين فى النرويج، تتاح لهم فرصة القيام برحلة إلى العاصمة أوسلو، والخروج من رتابة الحياة فى ذاك المركز، ليجابهوا مصائر مختلفة تضعها أمامهم العاصمة وما يسعون لاكتشافه فى ربوعها من سعادة، أو معاناة، وصولاً إلى الحب والسعى للانتقام، وما يجمع بين قصص الأشخاص الخمسة رسالة كتبها العجوز ميرزا البالغ من العمر 83 عاماً، ويريد إيصالها إلى ملك النرويج. إلى المغرب مجدداً وفيلم "إطار الليل" للمخرجة تالا حديد الذى يحكى قصة العثور على عائشة وحيدة فى غابات المغرب، وما هى إلا فتاة يتيمة ستجد نفسها تحت رحمة المجرم عباس وصديقته ناديا، بعد أن تمَّ بيعها إليهما وانتزعت من موطنها فى جبال الأطلس، وليصادفوا زكريا الذى تخلى عن كل شيء فى سبيل البحث عن أخيه المفقود، يأخذنا الفيلم فى رحلة تمتد من المغرب مروراً بإسطنبول وصولاً إلى كردستان العراق وما بعده. ويطل المخرج الأردنى يحيى العبدالله بفيلم وثائقى طويل فى عرض عالمى أول بعنوان "المجلس" الذى حصل على دعم برنامج "إنجاز". يناقش هذا الفيلم قضايا تتعلق بهموم وآمال طلبة إحدى المدارس الأساسية فى "منطقة السخنة" فى الأردن سواء من الناحية التربوية والتعليمية أو الإنسانية. ويتوقف الفيلم حول طموحات أولئك الطلبة فى تأسيس مجلس للطلبة على غرار مجلس نيابى يجرى من خلاله تنظيم العلاقة فيما بينهم كطلبة ومعلمين فضلا ًعن تهيئة بيئة صالحة للتطوير التربوى والتعليمى. وفى معرض تعليقه على هذه الافلام قال المبرمج العربى فى مهرجان دبى السينمائى الدولى أنطوان خليفة: "تُبرز تلك الأعمال السينمائية الكثير من جوانب الكفاح الذى تخوضه المجتمعات العربية، ما يجعلها أفلاماً لها أن تكون الأفضل فى رصد حركية هذه المجتمعات. فكل الأبطال الذين سنشاهدهم وجدوا أنفسهم واقعين فى مشكلات أو يمرون بأوقات عصيبة، حيث تتلاطم بهم أمواج الحياة بين ضغوط مجتمعية، ومآسٍ إنسانية، وأخطاء تقود لمصائر مجهولة. إلا أنهم مجتمعون على أمر واحد، وهو خوض الرحلة إلى النهاية. ونحن سعداء بما سنعرضه على عشاق وصانعى السينما فى الدورة الحادية عشرة، لنُبرز مدى التطور الذى وصل إليه المخرجون العائدون إلى شاشات دبى السينمائى، بعد أن رأيناهم فى دورات سابقة من المهرجان، وحيث يضيف كل واحد منهم زخماً متفرداً إلى صناعة السينما فى العالم العربى". وسيتم الإعلان عن الفائزين بهذه الجائزة خلال مهرجان دبى السينمائى الدولى فى حفل يقام يوم 16 ديسمبر، وتقام فعاليات الدورة الحادية عشرة خلال الفترة من 10 إلى 17 ديسمبر 2014.