انتهت أعمال اجتماع مجلس الجامعة العربية غير العادى على مستوى المندوبين الدائمين اليوم الأحد بمقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية والذى انعقد بناء على طلب من الكويت، الرئيس الحالى للقمة العربية، ودعوة الأمين العام للجامعة الدكتور نبيل العربى، للبحث فى عدد من القضايا الخاصة بتطورات الاوضاع بالمنطقة العربية. وأكد السفير طارق عادل مندوب مصر الدائم لدى الجامعة أن ظاهرة الارهاب آخذة فى الاستفحال فى العديد من الدول العربية بشكل بات يهدد- ليس فقط- سلامة وأمن واستقرار هذه الدول بل تجاوز ذلك فى بعض الحالات ليهدد وجود ووحدة اراضى هذه الدول، مؤكداً فى كلمته على أن الحديث عن ضرورة تضافر الجهود بغية مكافحة الإرهاب لم يعد من نافلة القول كما "لم تعد أمامنا رفاهة من الوقت بعد أن اتسعت رقعة التطرف الفكرى واصبح له أنياب ومخالب ينهش بها كل يوم من الجسد العربى ". وأشار عادل إلى أن العالم تابع ما تعرضت له القوات المسلحة يوم الرابع والعشرين من أكتوبر الماضى من عدوان إرهابى خسيس فقد جراءه العشرات من أبناء القوات المسلحة أرواحهم، كما سقط آخرون جرحى ومصابين، ووجه الشكر للدول العربية التى سارعت بإدانة هذا العمل الإجرامى الذى لا يمكن أن يستند إلى أى مبرر دينى أو أخلاقى والذى لا يمكن أن يقره أى دين أو قانون أو شرع أو أيديولوجية سوية سياسية كانت أم فكرية. كما وجه الشكر للأمانة العامة للجامعة العربية وأمينها العام على البيان الذى صدر عنها ليعبر عن الإدانة والرفض لهذه العملية الإرهابية الإجرامية. وأضاف السفير طارق عادل أن وفد مصر أعد مشروع بيان يصدر عن مجلس الجامعة العربية يدين هذا العمل الإجرامى الذى تعرضت له مصر مؤخرا ويعبر عن تضامن الجامعة العربية مع مصر وتأييدها لما تتخذه من تدابير لدحض التطرف والإرهاب، كما يؤكد مشروع البيان على التزام الدول العربية بالتعاون المشترك فيما بينها على كافة المستويات وبكل السبل حتى يتمكن من إخماد جذوة الارهاب التى توشك أن تحرق الأخضر واليابس. ودعا مندوب مصر الدائم مجلس الجامعة العربية لتبنى هذا البيان ليكون بمثابة رسالة تأكيد على أن الدول عربية عازمة على التعاون فيما بينها حتى يتم القضاء على ظاهرة الإرهاب، كما أعرب عن أمله فى أن يشهد العام الهجرى الجديد انفراجة للأزمات التى تشهدها بعض دولنا العربية، وأن يكون علامة فارقة على طريق العمل العربى المشترك، وأن يعم الأمن والأمان والاستقرار والرخاء جميع ربوع وطننا العربى. وبحث مجلس الجامعة بندا بشأن الاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة على المسجد الأقصى والحرم القدسى، وكذلك بندا آخر بشأن موضوع الهجوم الارهابى الذى تعرضت له القوات المسلحة المصرية بشمال سيناء فى 24 أكتوبر الماضى والنظر فى كيفية دعم مصر فى هذا المجال. واستمع المجلس إلى تقرير من الدكتور نبيل العربى بشأن التحرك السياسى الذى قام به مع رئاسة القمة الكويت ورئاسة المجلس الوزارى الجمهورية الموريتانية بالمشاركة فى اجتماعى برلين حول أوضاع المهجرين السوريين والاجتماع الخاص بالمجموعة الدولية لدعم لبنان، كما استمع المجلس أيضا إلى تقرير حول زيارة الوفد الوزارى العربى إلى العراق يوم 19 من الشهر الجارى برئاسة النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير خارجية الكويت الشيخ صباح الخالد الحمد الصباح. واستمع المجلس أيضا إلى تقرير لدولة الأردن على لسان سفيرها لدى مصر ومندوبها الدائم لدى جامعة الدول العربية، السفير بشر الخصاونة، حول مساعى وجهود المملكة الأردنية الهاشمية التى قادها الملك عبد الله الثانى، والتى أدت إلى عدول إسرائيل عن قرارها بإغلاق المسجد الأقصى. واستعرض المجلس تنفيذ قرارات مجلس الجامعة العربية على المستوى الوزارى الذى عقد سبتمبر الماضى خاصة ما يتعلق بصيانة الأمن القومى العربى ومكافحة الجماعات الإرهابية المتطرفة. ومن المقرر أن يعقد نائب الأمين العام، السفير أحمد بن حلى، مؤتمرا صحفيا بعد قليل لعرض ما توصل إليه مجلس الجامعة من قرارات بشأن ما تمت مناقشته اليوم.