نفلا عن اليومى.. من منا لم ترتسم البسمة على وجهه حين يسمع أغنية «ماما زمانها جاية»؟، وهل يوجد أحد فى الوطن العربى لم تطربه تلك المعزوفة الرائعة التى أضحكت ملايين الأطفال فى بلادنا العربية؟ كنا على موعد مع الحنين، وبالتحديد يوم 20 أكتوبر، حيث يكون قد مرّ على رحيل الفنان المبدع محمد فوزى 48 عامًا بالتمام، حيث ولد فى الخامس عشر من أغسطس 1918 بقرية كفر أبوجندى، التابعة لمركز قطور بمحافظة الغربية، وهو الابن الواحد والعشرون من أصل خمسة وعشرين ولدًا وبنتًا، منهم المطربة هدى سلطان. كسر احتكار الأجانب للأغنية فى كتابه المدهش «محمد فوزى.. المجد والدموع»، يقول الروائى والناقد مصطفى بيومى: «آثر محمد فوزى أن يتوج رحلة كفاحه بمشروع وطنى متميز يقدم من خلاله خدمة جليلة للفن والفنانين بكل تحويشة العمر، التى بلغت ثلاثمائة ألف جنيه، وهو مبلغ ضخم بمقاييس منتصف الخمسينيات من القرن العشرين، حيث أسس محمد فوزى شركة «مصر فون» لإنتاج الأسطوانات، هادفًا بمشروعه المبتكر ضرب الاحتكار الأجنبى لسلعة حيوية هى الأسطوانات الموسيقية والإنتاج الغنائى.. وقد وُلد المشروع عملاقًا، وفى الثلاثين من يوليو سنة 1958 افتتح وزير الصناعة الدكتور عزيز صدقى المشروع، مشيدًا بالفكرة الإيجابية البنّاءة التى توفر العملة الصعبة، وتتيح إنتاج أسطوانة محلية رخيصة لا يزيد سعرها على 35 قرشًا، وغير قابلة للكسر، ويمكن استخدامها على الوجهين فتتسع لأغنيتين كاملتين، بينما كانت أرخص أسطوانة مستوردة فى ذلك الوقت بجنيه كامل، ولا تستوعب إلا أغنية واحدة، إضافة إلى أنها قابلة للكسر. قدّم محمد فوزى 36 فيلمًا خلال رحلة عمره الفنية القصيرة، وصار البطل الأول فى 34 فيلمًا، وتضمنت أعماله قدرًا هائلًا من الأغانى والاستعراضات، بدأت بفيلم «سيف الجلاد» إخراج يوسف وهبى، والذى عرض عام 1944 فى مهرجان فينيسيا، وانتهت بفيلم «ليلى بنت الشاطئ» إخراج حسين فوزى عام 1959، أى أنه عمل بالسينما لمدة 15 عامًا «1944 - 1959». بلغ رصيد محمد فوزى من الأغنيات 400 أغنية، منها نحو 300 فى الأفلام، ومن أشهرها «حبيبى وعينيّه»، و«شحات الغرام»، و«تملّى فى قلبى»، و«وحشونا الحبايب»، و«اللى يهواك اهواه»، ومجموعة من أجمل أغنيات الأطفال التى من أشهرها: «ماما زمانها جاية»، و«ذهب الليل طلع الفجر» وغيرها من الأغانى الخالدة.