أزمة فى البرلمان بسبب "عمر بن الخطاب"

" حميدة" شبه " الجبلى" بأنه مثل أمير المؤمنين

أزمة حادة شهدها مجلس الشعب الثلاثاء الماضى، فى جلسة مناقشة طلبات الإحاطة والاستجوابات المقدمة من النواب ضد الدكتور"حاتم الجبلى" وزير الصحة، بسبب أمير المؤمنين" عمر بن الخطاب".
النائب رجب هلال حميدة، افتتح الكلام بوصلة مدح لوزير الصحة بلغت ذروتها حيث شبهه ب "عمر بن الخطاب" قائلاً: "أنت تفعل كما يفعل الخطاب، حين كان يتخفى ويمر على رعيته، وأنت تتخفى وتزور المستشفيات بشكل مفاجئ لرصد مخالفاتها وسلبياتها ومحاولة علاجها".. وحين رأى النائب استهجان وسخرية زملائه استدرك: ولكن يبقى أن تكمل ما كان يفعله سيدنا عمر حيث كان يحمل الدقيق على كتفيه ويذهب إلى الفقراء، وطلب حميدة من الوزير أن يحمل الأدوية ويذهب بها إلى المستشفيات حتى يكون مثل أمير المؤمنين فى كل صفاته.
ما قاله "حميدة" أثار استياء عدد كبير من النواب، خاصة أنه استغرق وقتاً طويلاً فى سرد واقعة المرأة التى كانت تغلى الأحجار لأولادها فى المياه حتى يناموا بعد أن يغلبهم الجوع، ودور عمر بن الخطاب فيها، وحاول النائب أن يخرج من هذه الحالة فحكى قصة علاجه من الكبد فى ألمانيا، وقال" إن الأطباء هناك قالوا إن من يستخدم عقار الإنترفيرون الذى يستخدم فى علاج الكبد يريد تدمير الشعب المصرى لأن هذا العقار ممنوع عالمياً.
نواب المجلس من جانبهم شنوا هجوماً حاداً على وزير الصحة الذى شبهه "حميدة" بعمر بن الخطاب، وقالوا إن الفرق شاسع بين تقشف وعدل وإيمان ابن الخطاب، وملايين "الجبلى" صاحب مسشفى "دار الفؤاد" أكبر مستشفى استثمارى فى مصر.
وزير الصحة من جانبه اعتبر أن "حميدة" هاجمه أثناء كلامه ورد على ما ذكره حول عقار "الإنترفيرون" فى ألمانيا، بأن ميزانية العلاج فى ألمانيا 150 مليار يورو فى حين أنها فى مصر لا تتجاوز 1.5 مليار يورو، وقال الوزير: إذا أردتم مستوى صحياً مثل ألمانيا فأعطونى ميزانية مثل ميزانيتها، وأضاف الجبلى: أن الإنترفيرون معترف به من جهات بحثية عالمية بناءً على أبحاث علمية وبراهين، وهو متاح منذ أواخر السبعينيات، وقال موجهاً كلامه إلى حميدة: "الأساتذة الكبار فى الكبد ممكن أن يردوا عليك".
النواب لم يكتفوا برد الجبلى على حميدة، فقال له بعض النواب الذين استفزهم كلامه: "إذا كنت تريد أن تجامل الوزير لأنه وقف بجوارك وأصدر قراراً بعلاجك فى ألمانيا على نفقة الدولة، فيمكن أن تجامله بعدم انتقاده أو حتى بالدفاع عنه، لكن المجاملة بهذه الصورة الفجة وتشبيهه بأمير الخلفاء الراشدين غير مقبول بالمرة".
يذكر أن 15 % من المصريين مصابون بالالتهاب الكبدى الوبائى، و7 % مصابون بفيروس B، حسب آخر إحصاءات منظمة الصحة العالمية.