كنت أشاهد أحد برامج المسابقات على إحدى الفضائيات العربية.. سأل المذيع الفائز المصرى عن لاعب سجل هدف مصر فى كأس العالم عام 1990 فقال إنه مجدى عبدالغنى.. وأنا على ثقة أنه ليس أول لاعب يسجل فى كأس العالم.. وأثق أن المذيع لا يعرف ولا الضيف أن أول من سجل فى كأس العالم ليس مجدى عبدالغنى، وإنما هو عبد الرحمن فوزى، صاحب أول هدف مصرى وإفريقى فى كأس العالم على مر التاريخ.. فقد أحرز هدفين فى المجر عام 1934.. وهو لاعب ومدرب كرة قدم مصرى سابق، لعب لأندية المصرى والزمالك، صاحب أول هدف للاعب إفريقى فى بطولات كأس العالم، وهداف المنتخب المصرى فى بطولات كأس العالم على مر التاريخ!. وهو والد الصديق الدكتور أحمد شيرين فوزى، المحافظ السابق، كان «فوزى» حتى وفاته اللاعب المصرى الوحيد الذى سجل أهدافاً لمنتخب بلاده فى بطولة كأس العالم، إلى أن قام مجدى عبد الغنى بتسجيل هدف فى مباراة بلاده ضد هولندا فى كأس العالم 1990. وكان عبد الرحمن فوزى ضمن أعضاء الفريق الذى نافس فى تصفيات كأس العالم 1934، والتى فاز فيها المنتخب المصرى بنتيجة 11-2 بمجموع المباراتين على حساب منتخب فلسطين، بواقع سبعة أهداف فى المباراة التى أقيمت بالقاهرة، والتى انتهت بنتيجة 7-1 وأربعة أهداف فى المباراة التى أقيمت بالقدس، والتى انتهت بنتيجة 4-1. شارك فى مباراة المجر ببطولة كأس العالم 1934، وأحرز هدفين فى المباراة التى انتهت بنتيجة 4-2 لصالح منتخب المجر، وذكر مصطفى كامل منصور أنه أحرز الهدف الثالث لمنتخب مصر (عندما كانت النتيجة تشير إلى تعادل الفريقين 2-2)، ولكن الحكم ألغاه بداعى التسلل رغم انطلاقه بالكرة من منتصف الملعب!. درب عبدالرحمن فوزى نادى الزمالك فور اعتزاله اللعب عام 1947، وأصبح أول مدرب مصرى يدرب ناديين مختلفين فى وقت واحد، عندما قاد نادى غزل المحلة عام 1956 وقت إدارته لنادى الزمالك، وفى العام 1957 أصبح أول مدرب لمنتخب السعودية، كما درب نادى السكة الحديد، وكان من أعضاء اللجنة الفنية التى تولت تدريب منتخب مصر فى الفترة من 1953 إلى 1954، توفى رحمه الله فى 16 أكتوبر 1988، وعقب وفاته بأسبوع واحد كرمته إدارة نادى الزمالك بإطلاق اسمه على الصالة المُغَطّاة للنادى!. كتب ابنه الدكتور شيرين عدة موسوعات رياضية، منها موسوعة الأهلى وموسوعة الزمالك وموسوعة اتحاد الكرة، ولغزارة ما كتبه فى الشأن الرياضى رشحه بعض النقاد الرياضيين لجائزة الدولة التقديرية.. وبعضهم رشحة للدكتوراة الفخرية، لما قدمه من خدمات، وأطلق البعض عليه لقب المؤرخ الرياضى!.