تسعى كثير من الأمهات لدعم أطفالهن في مراحل النمو المبكرة، خاصة في ما يتعلق بتحسين الذاكرة والتركيز، وفي عيادات الأطفال، يتكرر سؤال قد يبدو بسيطًا لكنه يحمل خلفه قلقًا كبيرًا من الأمهات: "يا دكتور، ممكن فيتامين يقوي الذاكرة لطفلي عنده 3 سنين؟" يشدد د. محمود كامل، استشاري طب الأطفال وحديثي الولادة، على أن الفيتامينات وحدها لن تصنع فرقًا ما لم تتم مراعاة الجوانب الأساسية لصحة الطفل. يؤكد أن أهم ثلاث ركائز لنمو المخ والتطور العقلي في هذا العمر هي: النوم، التغذية، والحالة النفسية، فالطفل الذي لا يحصل على قدر كافٍ من النوم يوميًا (من 10 إلى 12 ساعة)، أو الذي يتناول كميات كبيرة من السكريات ويهمل الخضروات والبروتين، أو يعاني من مشاكل نفسية أو بيئية، لن يستفيد بالشكل المرجو من أي نوع من المكملات الغذائية، حتى لو كانت غنية بأفضل الفيتامينات. من الأمور المهمة أيضًا هي ضرورة التأكد من عدم إصابة الطفل بالأنيميا، وخاصة نقص الحديد، لأنها تؤثر بشكل مباشر على الانتباه والنشاط العقلي. تحليل صورة الدم يعد خطوة ضرورية قبل البدء في إعطاء أي مكملات تحتوي على الحديد. أما عن الفيتامينات التي تساهم بالفعل في تحسين وظائف المخ لدى الأطفال، فيتصدرها عنصر أوميجا 3، الذي يعتبر من أهم العناصر الغذائية لنمو الدماغ والتطور العقلي، يمكن الحصول عليه من زيت السمك، ويتوفر في أشكال مخصصة للأطفال. كذلك، لا يمكن إغفال أهمية فيتامين D، والذي يعاني عدد كبير من الأطفال من نقصه دون أن تلاحظ الأم، رغم أنه يؤثر على النمو والتركيز بشكل عام. فيتامين D يمكن إعطاؤه على هيئة نقاط أو شراب بجرعة غالبًا ما تكون 400 وحدة يوميًا. في بعض الحالات، قد يُنصح باستخدام فيتامينات شاملة، تحتوي على مزيج من فيتامينات A وB وC وD وE، بالإضافة إلى الزنك وDHA. لكن الفيتامين وحده لا يكفي، ويشدد د. محمود كامل على أن تعزيز القدرات الذهنية للطفل لا يتوقف عند المكملات، بل يجب أن يكون مصحوبًا بتغذية يومية متوازنة تضم البيض، اللبن، اللحوم، الفواكه، الخضروات، والدهون الصحية مثل زيت الزيتون، كما يُفضل تقليل استهلاك السكريات والمعلبات. ولا ننسى أهمية الجانب التحفيزي في تنمية المهارات الذهنية؛ لذلك ينصح بدمج ألعاب التركيز والذاكرة ضمن روتين الطفل اليومي، مثل ألعاب البازل، المطابقة، التلوين، والقصص المصورة، لما لها من أثر إيجابي على قدراته الإدراكية.