علامات استفهام عديدة... تثير العديد من التكهنات حول الدوافع والأسباب التى تدفع ببشاعة ضد المرأة التى ارتضت اختيار النقاب زيا لها. منذ ظهور عودة الحجاب، ثم عودة النقاب.. انطلقت الملاحقة لهما على مستويات متعددة.. مثل من يسمون بالكتاب والمثقفين من الذكور والإناث المنتمين للثقافة والفكر الغربى، ومثل بعض الممتهنين لمهن مشينة تستتر تحت اسم الفن. ولم تكن الدولة ممثلة فى وزير تتدخل بثقلها وقوتها لتقف فى مواجهة المرأة المنتقبة من عضوات هيئة التدريس بالجامعات إلى الطالبات إلى مغتربات السكن الجامعى إلى الموظفات فى وقت تلعن فيه الدولة اعتناقها لثقافة تمكين المرأة وتخصيص مقاعد لها بالسلطة التشريعية وانشاء مجلس قومى لها... بينما تستبعد المرأة التى عبرت عن ثقافتها وهويتها أنها إسلامية وعربية بل وتستأصل من فعاليات المجتمع ومؤسساته حتى بدا التمييز وأن المستهدف هو تمكين امرأة بعينها تعلن عن ثقافتها هى الأخرى من زيها الذى كلما اقترب من زى الغرب كان التمكين فى أعلى مستوياته. لقد مررنا بحقبة زمنية كان أقصى من يدخل مواجهة مع النقاب رئيس جامعة سرعان ما يعدم القضاء قراره وينتهى الموضوع، ولكن هذه المرة يبدو للقارئ المراقب لما يجرى أن الأدوات والآليات ذات مؤشرات أخرى تثير التساؤلات والتكهنات. الحملة على التقاب هذه المرة يقودها وزير بنفسه علانية وبإصرار وعناد وملاحقة الحملة على النقاب هذه المرة لم ينهها حكم قضائى بل هناك تحد سافر لأحكام القضاء الحملة على النقاب هذه المرة تتم تنقيذ التعليمات فيها بتفان وإتقان دون تهاون فهناك المراقبون ولمفتشون والمتابعون وكل مرؤوس ولو كان عميد كلية أو أستاذ جامعة يخشى من رئيسه إن عثر على منتقبة تؤدى الامتحان.. قد تجد تهاون الدولة بما يؤثر على حياة المواطنين مثل موضوع الدم الملوث لكن لا تهاون مع النقاب. الحملة على النقاب هذه المرة مخططة وشاملة فقد تم التخطيط لها بحشد رموز المؤسسة الدينية الرسمية ومن شايعهم، وكانت الحملة شاملة لكل جامعات مصر من أسوان جنوبا إلى الإسكندرية شمالا. الحملة على النقاب هذه المرة لم تعرف التعدد فى الرأى أو التنوع فى الفكر بل شملت السب والقذف والتزوير والتزييف فمسؤلو التعليم زيفوا الحقيقة وقالوا إن النقاب يستخدم للغش.. فلماذا تمنع عضو هيئة التدريس المنتقبة من التدريس؟!! والمفتى ورؤساء الجامعات وقعوا فى السب والقذف بوصف النقاب بالتخلف تارة والتعفن تارة أخرى وإهانة شيخ الأزهر لطالبة منتقبة بمعهد أزهرى، ولم يبق من المعركة على النقاب من كل معانى انتهاك حقوق الإنسان إلا أن يحترم الاحتلال الإسرائيلى المنتقبة فتتعامل معها سيدة من الجيش الإسرائيلى بينما وزير التعليم العالى يعلن فى حربه أنه غير معنى بتكليف امرأة من موظفاته للتعامل مع المنتقبات هذا ما قررته لى طالبة منتقبة من فلسطين. فبدا من الأحداث الهوة بين قيم هانى هلال وقيم الاحتلال.