على الرغم من أننى أصغر كثيراً وعلى ما أعتقد من الدكتور/ أحمد نظيف وأنا الآن فى عمر 57 عاماً تقريباً وأتمتع وبحمد الله بصحة جيدة إلا وأننى وبصراحة "والصراحة راحة" لم أعد بفحولتى السابقة ومن ثم فعرفاناً منى بالحق وأن فطرة الخالق لاتبديل لها وأننا ونحن على مشارف الستينات من العمر حيث تبدأ ظهور علامات الشيخوخة وأقلها داء المفاصل والحركة وأذلها ضعف الحالة الجنسية حتى لو أخذت فياجرا المصانع الأمريكية مجتمعة وأكلت معها " ديناصوراً "؟ ومن ثم فقد قررت ومن تلقاء نفسى بأن أذهب إلى أقرب وحدة للمرور وأسلم النمر؟ إيذاناً واعترافاً بفتور الحالة والحاجة الجنسية وحفاظاً لماء الوجه فى أن يسحبوا منى النمر قهراً؟ أو يشيلوا العدة؟ على رأى الممثل عادل أمام، أما بالنسبة للسيد الدكتور/ نظيف ومع اقتناعى أن الرجل مثله مثل أى مواطن أرمل فى مثل ظروفه فى حاجة إلى شريكة للحياة تؤنس وحدته وتراعى حاجته وخدمته وخاصة فى خريف العمر أطال الله عمره وأنا أتقدم إليه عبر موقعكم هذا بكل التهانى وأقول لسيادته بالرفاء والبنين يا معالى الريس وزواج سعيد وزفاف ميمون ولكن؟ يبدو أن سيادته لا يعلم أو ربما يعلم ولكنه "مطنش" عن حالات العنوسة والتى تبلغ حالياً وفى رأيى المتواضع 60% من شباب وكريمات مصر وأن داخل كل بيت ويقيناً كل أسرة مصرية تجد أكثر من فتاة عانس سبقها قطار الزواج وفقدت حلمها فى فارس الأحلام المنتظر أو فستان الزفاف دون أدنى ذنب لها فى سرقة حقها الشرعى والطبيعى والخلقى كأنثى مخلوقة بطبيعتها للزواج والأنجاب , وكم يحزننى ويفطر قلبى ووجدانى وأنا أرى وألمس العديد من كريمات الأسر المصرية وهن على أعلى مستوى من التعليم ومنهن الأطباء والمهندسات خاصة وعلى قدر عال من الجمال والعفاف ومازلن ينتظرن وبفارغ الصبر فارس الأحلام والذى من فقره المدقع فى هذا الزمان الأسود والردىء (قد باع حماره أو حصانه) ولن يأتى أبداً لأنه حتى من وهنه وانعدام حيلته وضعفه بات لا يقوى حتى على السير ؟ أصبحت عفيفات مصر وكريمات تلك الأسر واللاتى سبقهن قطار الزواج أصبحن بمثابة كابوساً ونكداً وغماً أحال حياة الأسر المصرية إلى هم وغم وهم يرون بناتهم المتعلمات العفيفات فى هذه الحالة المحزنة وأصبحت البنت ومهما علا مستوى تعليمها وثقافتها تعانى الاكتئاب الحاد والحزن المرير القاتل فى داخلها لأنها غاية ومنتهى ما تريده هو الزواج والإنجاب والذى خلقت وجبلت له ومن ثم تحولت حياة جميع الأسر المصرية وعلى مختلف مستوياتها الاجتماعية إلى كابوس وحياة سودة وبالمعنى الكامل والمؤلم للسواد وهم يموتون كمداً وغيظاً وإحباطاً ألف مرة فى اليوم الواحد تحسراً على بناتهم الجامعيات واللاتى يمكثن معهم فى البيوت والمنازل ولا يدرون مصيرهن بعد وفاة الوالدين وهذا هو الكابوس الأعظم لكافة الأسر المصرية، وأما وعلى الجانب الآخر نجد شباباً والله قد شاب من بطالة قسرية وقهرية فرضت عليه، وأما من نجح فى الحصول على فرصة للعمل فأصبح مساوياً للعاطل لأن عائد العمل وهو الأجر أو الراتب لن يقدم له شيئاً اللهم إلا كلفة مواصلاته وملبسه ومأكله هذا إن كفى؟ فأين لأى شاب فى مصر من الطبقات الرقيقة الحال أو حتى المتوسطة فى أن يحصل على شقة متواضعة بمساحة 62 مترا وصل سعرها وبدون تشطيب إلى 180 ألف جنيه؟ فكيف له بتدبير هذا المبلغ؟ وإذا ما أقدم على الإيجار فقد وضعت له حكومة العريس نظيف قانوناً يسمى الإيجار بالمدة أو الإيجار الجديد؟ والذى ترك الشاب فريسة لمالك لا يرحم، يؤجر له الشقة لمدة لاتزيد عن عام أو اثنين لكى تصبح رقبة الشاب تحت سكين المالك الجشع ليعلى ويزيد عليه الإيجار فى كل تجديد له ومع العلم أن قيمة الإيجار لشقق غاية التواضع وفى بيوت قديمة مشيدة فى الأربعينات وآيلة للسقوط والانهيار ولا تزيد مساحتها عن 50 مترا مربعا وفى أقذر الأحياء الشعبية فى مصر وصلت إلى 500 جنيه شهرياً؟ فكيف إذن لشاب أن يدفع شهرياً 500 جنيه مقابل سكن معفن ومؤقت وأما المناطق المتوسطة فإيجار الشقة فيها وصل 1300 جنيه ووصولاً للمناطق المصنفة أنها راقية وصل الإيجار الشهرى فيها إلى 5000 جنيه؟ فكيف لشاب أن يسدد هذا الإيجار الفاحش ثم كيف له أو من أين له أن يشترى أثاث وغرف الزوجية والمعدات الكهربية المنزلية وكل منها مصيبة وكارثة مالية بحد ذاته ناهينا عن شبكة الزواج؟ إذن الشاب وجد أنه لاحل أمامه فى حياته السودة فى هذا العصر الأغبر إلا التعفف والعزوف عن الزواج واللجوء لممارسة العادة السرية أو الجنوح إلى المخدرات وأحضان المومسات والعاهرات وأصبح كما يقال بين الشباب وضمن مصطلحاتهم الغريبة (كله يبدبح بره!! وبيقضيها!) سقوط ما بعده سقوط وإحباط ما بعده إحباط وفشل ما بعده فشل ووكسة وخيبة وتردى ما بعده ولا قبله وكسة ولا تردى؟ فهل نلقى باللوم على الشباب الذى وهن وشاب أم على حكومات فاشلة وعقيمة لم تحسن التخطيط أم على فساد هزلى نراه ونقرأه كل يوم فى وزراء ورجالات أعمال يدفعون بالمليارات لهثاً وراء العاهرات أو إتلافاً فى صالات الروليت والقمار؟