فى خطاب للبيت الأبيض، اتهم عضو الكونجرس النائب الجمهور البارز فرانك وولف، الرئيس باراك أوباما وإدارته بالفشل فى حماية الأقليات الدينية وتاريخهم فى العراق من فظائع داعش، قائلا: "السيد الرئيس، أنت وإدارتك فشلتوا، وزير الخارجية جون كيرى وفريقه جميعكم تحتاجون للتحدث علنا". وقال وولف فى خطابه، الذى بعث به لأوباما، الثلاثاء، إن لقاء مستشار للبيت الأبيض، متوسط المستوى، مع مجموعة من قادة الطائفة الآشورية، لا يكفى. بل فى الواقع لم يكن أكثر من مجرد لفتة فارغة، حسب وصفه. وأكد النائب الجمهورى البارز أن جريمة إبادة جماعية لمسيحى العراق وغيرهم من الأقليات، تجرى أمام أعين الجميع دون تحرك ساكن، وأشار إلى الجرائم الوحشية لداعش وقيامها بالتمثيل بجثث ضحاياها وتصويرهم من أجل عرضهم على العالم، وقال إن أحد الفيديوهات كان وحشية لدرجة لا يمكن تحمل مشاهدته. ولفت فى خطابه إلى تطور الأوضاع إلى نحو أكثر خطورة، إذ وقع بالفعل عنف بين داعش وقوات البيشمركة على حدود إقليم كردستان، مما اضطر اليزيديين إلى الفرار من المنطقة التى عاشوا فيها منذ آلاف السنين، وحذر بالقول "إن الوقت ينفذ"، متسائلا "كم من الناس يجب أن يلقوا حتفهم حتى نقر بهذا الوضع؟". واقترح وولف عددًا من الخطوات التى يمكن اتخاذها فى الوقت الراهن، وعلى رأسها تصديق الرئيس أوباما، سريعا، على مشروع القانون الخاص بتعيين مبعوث خاص لتعزيز الحرية الدينية فى الشرق الأوسط، الذى وافق عليه مجلسو النواب والشيوخ قبل شهر، وحثه على توجيه وزير الخارجية ومدير الوكالة الأمريكية للتنمية لإعادة برمجة الأموال المتاحة حاليا، لتوفير الموارد لتلك المنظمات غير الحكومية الموثوقة. وتعيين مسئول رفيع المستوى فى الإدارة يقود عملية تنسيق موارد الحكومة الأمريكية اللازمة لوقف هذه الإبادة الجماعية، وتقديم الشكر علنا للسلطات الكردية لدورها فى حماية المسيحيين والأقليات الدينية الأخرى الفارة من داعش، والتى وجدت ملجأ فى الأقليم الكردى. كما دعا للعمل مع المنظمات غير الحكومة الموثوقة، مثل خدمة الإغاثة الكاثوليكية ومنظمة "إغاثة الأطفال" واليونيسيف وغيرها ممن هى على استعداد للعمل على أرض الواقع فى مساعدة ضحايا عملية الإبادة الجماعية، مشيرًا إلى أنها بحاجة للمساعدة من أجل الوصول إلى الكثير من الضحايا. وبينما كانت الذكرى ال20 لجريمة الإبادة الجماعية فى رواندا، أبريل الماضى، دعا وولف الرئيس الأمريكى للتأمل فى شعور الرئيس الأسبق بيل كلينتون بالأسف لفشله فى التحرك لوقف هذه الجريمة عام 1994، مضيفا "هذا يجعلنا نرى ماذا ستشعر أنت وموظفوك بعد سنوات من الآن لتقاعسكم عن التصرف"، وختم بالقول "يجب عليك وإدارتك التحرك فورا، قبل أن يصبح الضرر لا رجعة فيع، برجاء التحدث علنا باسم أولئك الذين لا صوت لهم".