قالت صحيفة "انترناشيونال بيزنس تايمز" الأمريكية أن العديد من الفتيات الأكراد اللاتى أختفين بعد الحملة الوحشية التى شنها الرئيس العراقى السابق صدام حسين على الأكراد فى ثمانينات القرن الماضى ، تم العثور عليهن فى مصر. ونقلت الصحيفة عن شبكة "رضوى" الإعلامية فى إقليم كردستان العراق ، قولها إن هؤلاء الفتيات تم بيعهن بمعرفة أجهزة المخابرات والأمن العراقية بالتعاون مع مسئولى أمن مصريين للعمل فى وظائف وضيعة فى مصر، ومنها الدعارة والملاهى الليلية، وذلك بعد ما عرف بحملة "الأنفال" الوحشية التى نفذتها قوات الأمن العراقية ضد الأكراد فى أواخر الثمانينات من القرن الماضى وارتكبت خلالها مذابح وعمليات تعذيب وحشية ضد الأكراد. وأشارت الصحيفة إلى أن هؤلاء الفتيات أصبحن حاليا فى سن الأربعينات والخمسينات. وقال رجل أعمال كردي اسمه "رشدي سعيد" إنه لديه دليل بالفيديو لوجود 40 أمرأة كردية تعيش فى مصر حاليا، وتزوج بعض من هؤلاء النساء الآن ولديهم أطفال ". وأضاف "سعيد" فى حديث لشبكة "رضوى" " أن بعض منهن تعيشن في القرى وتعيشن على الصدقات من الناس . ويظهر الفيديو النساء وهن تتحدثن عن أسرهم ، وبعض منهم يتكلم أيضا عن عدد أفراد أسرهم الذين قتلوا فى عملية "الأنفال" . وأوضحت الصحيفة أن "سعيد" أدلى بشهادته وما لديه من معلومات وأدلة أمام وزارة إقليم كردستان المكلفة بملف الأنفال والشهداء، ومع ذلك، فإنه من غير الواضح إذا كانت النساء اللاتى ظهرن في شريط الفيديو تتطابق مع الأسماء المسجلة لدى الوزارة واللاتى يعتقد أنه تم اختطافهن من قبل رجال "صدام" . وبالإضافة إلى ذلك، حتى لو كانت السيدات اللاتى ظهرن في الفيديو هن حقا من الأكراد ، لم يتضح ما إذا كان انتقالهن إلى مصر قبل أو بعد مأساة "الأنفال" . والمعروف القوات العراقية اعتقلت و قتلت عشرات الآلاف من القرويين الأكراد في صحاري العراق ردا على انتفاضة كردية في الأيام الأخيرة من الحرب العراقية الايرانية. واستخدم "صدام" الأسلحة الكيماوية فى عملية الإبادة الجماعية المخططة ضد الأكراد وكذلك الأقليات الأخرى ، بما في ذلك الآشوريين واليزيديين والتركمان. وفقد ما يقرب من 200 ألف من الأكراد حياتهم في الحملة، في حين تم تدمير 5 آلاف قرية كردية ، تم دفن معظم الضحايا في مقابر جماعية . ويقال إن النساء اللاتى اعتقلن في هذه الحملة عانوا من السجن والتعذيب في بغداد قبل طردهم القسري إلى مصر. وحسب شريط الفيديو، تقول النساء إنهن عملن في وظائف وضيعة في مصر، ولكن لم يقل أيا منهما أي شيء عن العمل في النوادي الليلية". وقال "آرام أحمد"، وزير إقليم كردستان المسئول عن ملف "الأنفال" و الشهداء ، لشبكة" رضوى"، إنه مع مراعاة الظروف الحالية النسائية وحق الاختيار، فيما إذا كانوا يريدون العودة إلى كردستان أو لا، فنحن سوف نحاول حل هذه القضية". وذكر موقع "ايه كودر نت" الكردى أن حكومة إقليم كردستان الحالية ، التي تحكم كردستان المتمتعة بالحكم الذاتي في شمال العراق ، تسعى للعثور على السيدات الموجودات في مصر وتحديد هويتهم . وقال "نيجيرفان بارزاني" ، رئيس وزراء إقليم كردستان ، أنه تم تشكيل لجنة لتحديد مصير ما يسمى فتيات " الأنفال " . وكانت السلطات الكردية في شمال العراق قد نفت سابقا أن تكون الفتيات موجودين على قيد الحياة. وقال "بيستون فايق"، وهو ناشط سياسي مهتم بالملف وعلى اتصال بأسر ضحايا الأنفال: " القيادة الكردية كذبت علينا ، وقبل بضع سنوات طلبنا من "جلال الطالباني ، الرئيس العراقي الكردي التحقق من صحة الانباء التى تقول إن النساء الكرديات موجودون فى مصر وأكد لنا أنه اتصل بمصر وأنه لم يكن هناك أي شيء من هذا القبيل ، ثم طلبنا من "عدنان المفتي" ، رئيس مجلس النواب السابق الكردي التحقيق من الأخبار و أجاب بنفس الطريقة. " وحثت منظمة غير حكومية تسمى "كردستان بدون الإبادة الجماعية" ، حكومة اقليم كردستان على قطع العلاقات الدبلوماسية مع مصر على الفور اذا ثبت أن الفتيات قد تم بيعهن إلى القاهرة .