دار «أولادى» واحدة من الدور المشهورة بمنطقة المعادى، وكانت قد ترددت أقاويل حول ما يعانيه فيها الأطفال من إهمال قامت بعدها إدارة الجمعية بتغيير الإدارة، وبقى الوضع كما هو عليه. تعانى الدار الإهمال كما يؤكد الطفل «ح. أ»، الذى قال: «الوضع تغير الآن لأن المشرفين تركوا الدار للأولاد دون أن يقوموا بمراقبة ما يحدث»، فضلا على ذلك ما تزال الدار تعانى من نفس المشاكل السابقة مثل سوء التغذية والمطبخ السيئ وغير النظيف، كما أن الأطفال لا يحصلون على غذائهم فى أوقات الطعام ولكنهم يحصلون عليه من خلال أوعية ترسل إلى غرفهم، ويضعون فيها نوعية واحدة من الطعام لكل منهم دون أن يقوموا بتقديم وجبات بها قيمة غذائية عالية مثل اللحوم والدواجن. الأمر الثانى هو أن الدار تترك الأطفال يعملون لتوفير رزقهم فضلا على عدم وجود رعاية صحية بالمكان، وهو ما أدى إلى وفاة إحدى الفتيات فى الدار بعد أن رفضت الدار إرسالها للمستشفى بعد شعورها بالتعب ما أدى إلى وفاتها. واحد من أبناء الدار أيضا والذى كان يعمل فى أحد المغاسل بجانب الدار، كان قد تعرض لحادث سيارة أثناء عمله وبعد أن تم نقله إلى المستشفى لم تقدم له الرعاية اللازمة، لأن الجمعية رفضت دفع تكاليف العلاج وتحملها صاحب المغسلة وبسبب التأخر فى دفع المبلغ اللازم للعملية مات الطفل. الوضع المتردى بجمعية «أولادى» يظهر أيضا فيما يعانى منه بناء الدار من عدم وجود رقابة من المشرفين تدفع بعضهم إلى القيام بالتحرش بإخوتهم الأصغر منهم سنا فى حالة واضحة من الشذوذ الجنسى. وكما يقول أحد النزلاء: «الكبار من نزلاء الدار يتحرشون بالصغار، أما الأطفال فيتم دفعهم للقيام بهذا الأمر ويصبح من الصعب عليهم الخروج منه. المشكلة الأكبر التى تقابل الأطفال الأيتام هى عدم توفر مقابر خاصة بهم من وزارة الشؤون الاجتماعية، كما أن أغلب الدور تنشئ مقابر على نفقتها الخاصة، وإذا حدثت حالة وفاة مفاجئة تضطر الدار إلى دفن اليتيم بمقابر الصدقة، مما يتسبب فى تأخر دفن بعضهم حتى يجدوا المكان المناسب لهذا. وهذا ما حدث بدار الوفاء والولاء لرعاية الأيتام المعاقين قبل أن تقوم مديرة الدار بشراء مدافن، وقالت توفيت إحدى الفتيات فجأة، ولم يكن لدى مقابر خاصة بالجمعية وانتظرت طويلا حتى وجدت مكانا أستطيع أن أدفنها فيه، ومن وقتها قررت جمع تبرعات لدفن الأيتام، لكن هذه المشكلة تعد أكبر لدى الدور الفقيرة التى لا تتوافر لديها الإمكانيات.