استنكر المسئولون بدور رعاية الأيتام استخدام الأطفال واستغلالهم في المظاهرات والنزاعات كما اذاعت وسائل الإعلام أنه تم جلب الأطفال من احدي دور الأيتام بمدينة نصر لاستخدامهم في المظاهرات مرتدين الاكفان ومرددين أنا شهيد كلنا مشروع شهيد. قالوا إن مثل هذه الممارسات تقتل براءة الاطفال وتمثل اعتداء صارخاً عليهم ويكفيهم ظروفهم الاجتماعية القاسية وحرمانهم من الجو الأسري. قالوا ل "المساء" خلال مشاركتها لهم فرحة العيد .. إن حالة الارتباك السياسي والاقتصادي انعكس علي دور الأيتام وقلت النزاعات الواردة إليهم والتي تكفي بالكاد واطعامهم وبعض الدور لم تتمكن من شراء ملابس العيد لنزلائها لقلة المتبرعين. وقد شاركت "المساء" نزلاء 6 دور للأيتام فرحة العيد هي دور المواساة الإسلامية بالعباسية وأهالينا بالعمرانية ودار رعاية البنين بالجيزة ودار التربية الإسلامية والهدي والنور والأسرة المحمدية بشبرا. طالب المسئولون في دور الرعاية بفصل الاطفال مجهولي النسب وتخصيص دور لهم بعيداً عن الأيتام وضحايا التفكك الأسري نظراً لطول مدة اقامتهم بدور الرعاية بما يخالف اللوائح وهو ما يمثل خطراً علي باقي النزلاء من ممارسات خاطئة لهذه الفئة خاصة أنهم أكثر عنفاً وعداءً للمجتمع من حولهم. أشاروا إلي المأساة النفسية التي يعيشها الأطفال الكبار من مجهولي النسب عندما يرون مشهد تسليم وتسلم الاطفال الرضع من الامهات البديلة الي دور الرعاية وهو مشهد يذكرهم بما واجهوه في طفولتهم فيمتنعون عن الطعام عدة أيام ويصيبهم الاكتئاب. تحدثوا عن حالة التمرد والغربة التي تصيب ضحايا التفكك الأسري عند بلوغهم ال 18 عاماً واضطرارهم إلي العودة إلي أسرهم رغماً عنهم ويكونون أكثر رفضاً للاندماج معها بعد أن استغنت عنهم وهم أطفال في أمس الحاجة للرعاية والانفاق بدلاً من حياة اجبارية فرضت عليهم في دور الرعاية بكل ما فيها من قيود وفقدان للخصوصية والحرية. نماذج لاطفال داخل دور الرعاية تنطق بالظلم والقهر والحرمان الذي تعرضوا له. في دار التربية الإسلامية بشبرا قالت نجلاء سعيد مشرفة بالدار نرعي الاطفال الضالين ونتسلمهم عن طريق قسم الشرطة لنتولي رعايتهم حتي بلوغهم سن الثامنة عشرة ومعظمهم حالات صارخة تنطق بالقسوة وتقصير الأسر تجاه تربية أطفالها. وضربت مثلاً بالطفل محمد مختار ضحية انفصال الأبوين والذي أقام مع جدته لأمه بعض الوقت لكنها لم تتحمله وأرادت التخلص منه فتركته في الشارع ليواجه مصيراً مؤلماً ويصبح من أطفال الشوارع حتي التقطه رجال الشرطة وسلموه لنا لرعايته الغريب أن والدته علي قيد الحياة ولم تفكر في البحث عنه .. كما واجه تعذيباً علي ايدي زوجة أبيه التي كانت تعاقبه باطعامه الشطة وضربه ضرباً مبرحاًَ حتي كسرت ساقه. ودائماً ما نسأله هل تريد العودة لاسرتك يرفض وبشدة قائلاً لم أشعر بالحنان من زوجة أبي أو جدتي وحتي أمي التي انجبتني تخلصت مني. وإيهاب أحمد ضحية أب اصابته الشكوك في نسبه له وفي سلوكيات زوجته حيث كان الابن بعيد الشبه عن أبيه الذي تفنن في تعذيبه حيث جرده من ملابسه وقام بطلائه بالعسل ليتجمع عليه الذباب في مشهد لم ولن ينساه الطفل المسكين مدي الحياة .. وإيهاب هرب من المعاملة القاسية إلي الشارع بعيداً عن تعذيب والده الذي يشك في نسبه له. أما سامية فؤاد مشرفة بالدار فتقول إن التفرقة في معاملة الابناء كفيلة بأن تشجعهم علي الهروب من كنف الأسرة وضربت مثلا بالطفل أحمد فارس بالصف الأول الابتدائي الذي هرب من البيت بإرادته عندما وجد والدته تميز في المعاملة بينه وبين شقيقه محمود الذي تأتي له بالحلويات وتشتري له طلباته .. أما أحمد فلا مكان له ولا تلبية لطلباته .. ولتفكيره المحدود اعتقد أن الشارع سيكون أكثر حناناً عليه من والدته. تضيف : ومن الحالات التي لا تنسي الطفل محمود الأبكم 7 سنوات فهو لا يجيد التحدث أو السمع وجاء إلينا عن طريق قسم الشرطة وفوجئنا بوالده يأتي لنا باكياً لاستلامه ومؤكداً أنه لجأ للعرافين والدجالين وفتح المندل للوصول إلي ابنه. أما حسونة أحمد 10 سنوات فهو يتيم الأم يقول : بعد وفاة والدتي رحمها الله تزوج أبي إمرأة في غاية القسوة كان حلم حياتها أن تتخلص مني وبالفعل اتفقت مع سيدة منتقبة وأوهمتني أنها ستذهب معي لشراء ملابس لي وتركتني في الشارع وحيدا ولم أجدها أمامي بكيت وفشلت أن اصف المكان الذي اقطن فيه للمسئولين بالجمعية وكل أملي أن يعرف إلي طريقي حتي لا أحرم منه ويكفي حرماني من أمي أما زوجة أبي فلا سامحها الله. وقالت سمر محمد احدي المسئولات بالدار: كثيرا ما نفاجأ بلقطاء يصرخون في مدخل الدار في حالة صحية سيئة خاصة في موسم الشتاء وعلي الفور نقوم بابلاغ قسم روض الفرج لاتخاذ اللازم وتسليم الرضيع احدي دور رعاية الرضع ومن هذه الحالات طفلة لخادمة تعرضت لاعتداء علي يد ابن مخدومتها وبعد ولادتها جاءوا بالطفلة ووضعوها في مدخل الدار وجاءت بعد فترة باكية تسأل عنها لكنها فشلت في الوصول إليها. وحذرت من المشاكل المترتبة علي الزواج العرفي وخلاف الابوين وقالت دائما ما يدفع الاطفال الثمن وحدهم. وفي جمعية الاسرة المحمدية بشبرا قال سعيد السيد رئيس مجلس ادارة الجمعية: نستقبل الاطفال مجهولي النسب من عمر يوم ونرعاهم حتي يصيروا شبابا وفتيات ونلحقهم بالمدارس الخاصة ونحرص علي تعليمهم المواد الدينية وحفظ القرآن فضلا عن توفير اخصائي نفسي للتعامل معهم وطبيب كل جمعة يتابعهم صحيا . لكل طفل دفتر توفير ودفتر اسكان وهناك كفلاء لبعض الاطفال ينفقون عليهم وهم بداخل الجمعية. اضاف: لا ننسي الجانب الترفيهي فهم يذهبون لمركز شباب الجزيرة لممارسة الرياضات المختلفة ليكونوا اسوياء يندمجون في المجتمع كغيرهم من الاطفال. وقالت يسرية محمد توفيق ممديرة بالجمعية ممنوع خروج الاطفال خاصة في ظل الظروف الاجتماعية والامنية الراهنة للحفاظ علي أمنهم وسلامتهم ونخشي من الخروج أيام الجمع حيث المليونيات والمظاهرات ونرفض استخدام الاطفال في اي مظاهرات لأنها تقتل براءتهم. قالت: نلبي دعوات الجمعيات الاخري فهناك زيارات للجمعية القبطية وللجامعة الامريكية للانفتاح علي المجتمع وتعويد الاطفال علي الانخراط في المجتمع حتي لا يصبحوا انطوائيين بسبب ظروفهم. اضافت: ننظم للاطفال برنامجا ممتعا في العيد حيث نستقبل الزوار وتنظم لهم احتفالا بال "دي جي" ويشاركهم ابناء الحي فرحة العيد. وفي جمعية المواساة الاسلامية بالعباسية التي ترعي 90 طفلا وطفلة قال اشرف حسن مدير الرعاية الاجتماعية: نرفض استخدام الاطفال في المنازعات السياسية وفي المظاهرات والنزاعات وهذا ضد حقوق الطفل وتلك الممارسات تقتل براءة الاطفال الايتام ويكفي ما يعانونه من ظروف اجتماعية خانقة لا تستوعبها نفسياتهم. نرعي الاطفال من سن الرابعة وحتي الثامنة عشرة ولدينا نماذج تنطق بتقصير الاسرة في حق اولادها وتخليها عن تحملها مسئولياتها تجاه ابنائها وضرب مثلا بحالة الاشقاء الثلاثة خالد وشادي وروان يوسف المحكوم علي والدهم في قضية نقل سلاح وبمجرد صدور الحكم ضده بالحبس طلبت والدتهم الطلاق تاركة الاطفال الثلاثة لجدتهم لوالدهم ولأنها مريضة وعاجزة عن الحركة اتت بهم إلي الجمعية لترعاهم وكانت عمتهم لم تتزوج بعد فكانت تزورهم من وقت لآخر لكن بمجرد زواجها انشغلت بحياتها الاسرية والثلاثة في حالة نفسية سيئة لعدم السؤال عليهم أو استضافة اهلهم لهم في الاجازات . وأشار إلي حالة الطفل عبدالله محمود - 5 سنوات - انفصل والداه وتزوجت الام بآخر ولم تنتظر متناسية ان لها طفلا بريئا يحتاج رعايتها وحنانها. المحزن ان الطفل من وقت لآخر يشتاق لامه ويطلب منا الاتصال بها فلا ترد. أما الطفلان ندا واسلام احمد توني 8 و5 سنوات من الحوامدية فكانا يعتقدان حتي وقت قريب في المثل القائل عز الولد الاحفاد لكن جدهم لامهم لا يعترف بهذا المثل وقام بطردهم من منزله خاصة ان والدتهم تعمل جليسة لسيدة مسنة ترعاها بمقابل مادي وغير متفرغة لرعايتهم ومتابعتهم فأتت بهم إلي الدار لتقوم بدورها. قالت نواجه عدة مشاكل بالجمعية اهمها مشكلة اقتصادية خاصة الأيام الحالية فبسبب المظاهرات والمليونيات لم يأت المتبرعون لنا خوفا أن يمسهم سوء ولأول مرة تقف الجمعية عاجزة عن تدبير ملابس العيد لجميع الابناء رغم انه في كل عيد يكون لهم اكثر من طقم.. مشكلة اخري وهي العدد الكبير في الجمعية يجعل عدوي الامراض اكثر انتشار وهذا ما عانيناه في الفترة الاخيرة حيث اصيب 13 طفلا من ابناء الجمعية بالغدة النكافية وكنا نضطر لارسال الطفل المريض لاهله وذويه اما من لا اهل له فنقوم بعزله 15 يوما هي فترة حضانة المرض حتي لا يتسبب في عدوي غيره. قال إن اصعب الحالات في الدار هي ضحايا التفكك الاسري لشعورهم انهم غير مرغوب فيهم من اسرهم ويشعرون بالغرابة عندما يزورون اسرهم وتصيب علاقتهم شروخ لا تلتئم ومعظمها نماذج صارخة تنطق بظلم الاسر لابنائها. قال مازال ضحايا الزواج العرفي يتضاعف عددهم. وفي دار أهالينا قالت راجية قنديل مديرة الدار بدأنا تصفية نزلاء الدار من مجهولي النسب لما يسببونه من مشاكل عند بلوغهم سن الثامنة عشرة وهي سن من المفترض انتهاء مسئولية الدار عن رعايتهم وتفاجأ بهم يصرون علي البقاء وعدم مغادرة المكان وهو ما يحدث لنا ارتباكا في الدار فقررنا عدم قبول حالات مجهولي النسب والاكتفاء بالايتام وضحايا التفكك الأسري. وطرحت مأساة ثلاثة اطفال 12 و13 و14 سنة توفي والدهم عن عمر 70 عاما وجاء بهم اخوهم الاكبر غير الشقيق واودعهم الدار وحرمهم من والدتهم بحجة انه سيتولي تربيتهم الغريب انه أتي بهم إلي هنا ولم يسأل عنهم ولم يعط الفرصة لأمهم لكي ترعاهم بل حرمهم منها وهي حالة تنطق بقسوة الأخ وغياب الرحمة من قلبه فلا هو رعاهم ولا ترك والدتهم ترعاهم. تواجهنا مشكلة أخري مع الحالات التي سلمناها الي اسر لتكفلهم وربما يبقي مقيما معهم عامين أو أكثر يكون الطفل قد اعتاد الجو الاسري وادمنه ويمجرد تغير الظروف بوفاة رب الاسرة يعود إلي هنا في الجمعية ثانية في حالة نفسية سيئة متمردا علي الظروف التي حرمته من الاندماج في اسرة هي ليست اسرته ولكنه جو يتمني الا يفقده. وفي دار البنين بالجيزة التي ترعي 26 ولدا اعمارهم من 7 سنوات حتي 22 عاما ابدي اسلام عادل تضرره من فئة الاطفال مجهولي النسب وقال إنهم الاكثر عنفا واكثر عداء للمجتمع لغيرهم من الاطفال. قال إن لائحة المؤسسات تنص علي بقاء الاطفال حتي سن ال 18 عاما إلا أنهم يصرون علي البقاء في الدار وهم يمثلون خطرا علي غيرهم من الاطفال لممارساتهم الخاطئة التي قد تصل إلي الشذوذ الجنسي وهو خطر يجب تجنبه لذا اطالب وزارة الشئون الاجتماعية بتخصص مكان خاص بهم بعيدا عن الايتام وضحايا التفكك الاسري. قال إن مجهولي النسب يعانون ظروفا نفسية صعبة عندما يعيشون تجربة تسليم وتسلم الاطفال من الامهات البديلة إلي الجمعيات المختلفة والذي تستضيفه الدار من وقت لآخر ونفاجأ بالاولاد في حالة تمرد وربما يقاطعون الطعام لايام لان مشهد تسليم الاطفال الرضع يذكرهم بما حدث لهم وهم اطفالا وهم يكرهون مصطلح اسرة لانها هي التي القت بهم في الشارع. وتحدث عن معاناة ضحايا التفكك الاسري ومشكلتهم ان التواصل بينهم وبين اسرهم يكاد يكون منعدما فهو يعود للاسرة شابا عمره 18 عاما في حالة تمرد ورفض لاسرته التي لفظته وهو صغير وحاولنا التصدي لهذه المشكلة بتحقيق مزيد من الاختلاط بين الطفل واسرته في الاجازات الصيفية والرسمية حتي لايشعر الاولاد بالغربة عند عودتهم نهائيا لاسرهم. أما الايتام فهم اكثر الشرائح توازنا نفسيا وذلك لرضاهم بقضاء الله وقدره وانهم لا ذنب لهمم في ظروفهم. وقال اشرف حسن - مشرف نهاري بالدار - الحمد لله قلت اعداد الاطفال مجهولي النسب ربما لتطور وسائل الحماية التي تمنع انجاب الاطفال وهو في حد ذاته ظاهرة طيبة نتمني ان تختفي هذه الفئة من المجتمع لما يعانون خلال رحلة حياتهم وهم في نفس الوقت بمثابة قنابل موقوتة لولا احتضان المؤسسات لهم ونطالب الوزارة بتخصيص مؤسسات لهم وعزلهم عن الايتام وضحايا التفكك الاسري لأنهم يعانون نقصا يترجم إلي عنف وتمرد وكراهية لغيرهم وهم اكثر شراسة وتطرفا. وأشار إلي مأساة الاطفال تأخذهم بعض الاسر لكفالتهم وهم داخل نطاق هذه الاسرة اكثر انضباطا واكثر رضا لكن سرعان ما يتحول هذا الرضا إلي تمرد بمجرد وفاة عائل الاسرة وعودته إلي الدار هنا فيصبح متمردا ورافضا وناقما علي المجتمع وعلي ظروفه ويمتنع عن الطعام أياما طويلة. وتحدث عن بعض الحالات الصعبة من نزلاء الدار قال محمد ضحية أبوين اتسما بالانانية فالأب طبيب والأم استاذة جامعية دب الخلاف بينهما وانفصلا ليدفع محمد ثمن عنادهما فالأب تزوج بأخري وزوجته رفضت اقامته معها ونفس الحال معه زوج الأم فلم يجد له مكانا سوي الشارع لينام اسفل الكباري ويتعرض للجوع والظروف الجوية السيئة صيفا وشتاء وجاء إلي الدار لترعاه في حالة نفسية وصحية سيئة.