أطفال الشوارع قنابل موقوتة تهدد بالانفجار بين لحظة وأخري داخل محافظات مصر.. فمنهم فتيات مجهولات النسب لآباء وأمهات تجردوا من مشاعرهم وألقوا بهن في الشوارع, وآخرون في عمر المراهقة يواجهون مستقبلا مظلما, وفي النهاية فإن هؤلاء يمثلون خطرا علي المجتمع المصري.. مما يتطلب من الدولة التدخل العاجل لرعاية هؤلاء الأطفال من خلال دعم مؤسسات الرعاية الحكومية والخاصة التي ترعي أطفال الشوارع.. لتربيتهم علي كيفية الانخراط داخل المجتمع كمواطنين صالحين.. بدلا من الاكتفاء بزيارة المسئولين لهم في المناسبات والأعياد لالتقاط الصور التذكارية معهم لزوم) الشو الإعلامي( وكذلك اختفاء دور رجال الأعمال الميسورين عن رعاية ودعم هذه المؤسسات بات أمرا محزنا للغاية, ففي محافظة سوهاج علي سبيل المثال, هناك أكثر من مؤسسة للرعاية الاجتماعية علي أرض المحافظة ترعي أطفال الشوارع والأيتام وأبناء الأسر المفككة ومجهولي النسب رعاية كاملة من سن6 سنوات الي18 عاما بل ان رعايتها تمتد بعد ذلك من خلال متابعة اجتماعية في الخارج والمسئولون لا يتذكرون هذه المؤسسات الا في المناسبات فقط. وخوفا من التعرض للمساءلة القانونية أو التعرض لأذي تحدثت بعض النزيلات بصعوبة حيث قالت) س. م( إحدي النزيلات: إنني أطالب بحقي في العيش وشق طريقي في الحياة مثل كل أقراني وطالبت بحقها في الحرية مثل جميع البنات وبالتوظيف.. وإيجاد من يكون متخصصا لسماع مشاكلهم وتفهمها والمساعدة في حلها لتخطي تلك المراحل العمرية الحرجة. وتتساءل) ع.ل( نزيلة عن سبب كتمان المشرفين والمشرفات لأصل ونسب النزيلات وتقول: نحن حين نسألهم: من نحن ومن آباؤنا ومن أمهاتنا وأين وجدونا ولا أحد يجيب تساؤلاتنا وتذهب في مهب الريح ولا حياة لمن تنادي وتطالب بضرورة اثبات أصل ونسب النزيلات ومكان ايجادهم وتاريخه ومعاملتهن بطريقة آدمية. .. وإذا كنا مجهولن النسب وهذا ليس ذنبنا وانما اخطاء من انجبونا وتركونا نعاني مصاعب الحياة. ويقول أحد النزلاء الذي رفض ذكر اسمه, لأنه بالفعل يجهل اسمه الحقيقي: إن أسماء جميع النزلاء هنا هي من ابتكار ووحي خيال المشرفين من الأسماء المشهورة مثل أسماء الممثلين والممثلات ولاعبي الكرة ولا نعرف أسماءنا الحقيقية ولا أصلنا ولا أين وجدونا ونواجه مشاكل عديدة في الأحوال المدنية لاستخراج شهادة الميلاد أو البطاقة عندما تطلب منا اسمنا الرباعي. وتقول س. ا إحدي النزيلات: منذ قدومي للدار وأنا أشعر أني بين أشقائي وأهلي والمشرفات كلهن مثل أمي التي أجهل طريقها والدليل علي ذلك أنني حصلت علي معهد الخطوط وأعمل حاليا بأحدي المدارس وحاليا أدرس بجامعة سوهاج بكلية التجارة بالاضافة الي وجود العديد من النزيلات وصلن الي جميع الكليات والمراحل التعليمية العليا وقريبا سيتم زفافي وقامت الدار بتجهيزي بأفخم أنواع جهاز العرائس بالاضافة الي تجهيز شقيقتي بالدار قريبا. وتقول فاطمة أبوليلة إحدي المشرفات إن التعامل مع تلك الفئة تعامل خاص حيث نعاملهن كأمهات وليس كمشرفات وبنوع خاص من الاحساس المرهف, وتضيف أنه بالرغم من المعاناة والمشاكل التي تواجهنا معهن إلا أنه يجب أن نحاول تفهمهما ومساعدتن فهن يعانون كثيرا من المشكلات النفسية. وتقول مايسة يحيي الشريف المدير التنفيذي لتحسين الصحة إن الجمعية تقوم بجهود كبيرة من خلال تعاملها مع25 حالة بالجمعية وأن مشاكل تلك الفئة الأولي بالرعاية متشعبة حيث إن التعامل مع مرحلة الطفولة من سن2 6 سنوات هي مشاكل مادية فقط من أجل توفير المأكل والملبس والمشرب غير أن التعامل يختلف عندما تصل الحالة الي10 سنوات حيث تبدأ في مواجهة الواقع وتسأل الحالة عن أسرتها وكيف أتت ولماذا وأسئلة صعبة جدا وتزداد تلك المشاكل جدا في مرحلة المراهقة وهي أصعب مرحلة في التعامل مع الفتيات خاصة أن البعض منهن يبدأن تمردهن علي بعض القرارات وتضيف مايسة أننا نحاول بقدر الامكان أن نتعامل بنوع من الحكمة والصبر وحنان الأم لابنتها لأن تلك المرحلة تتطلب ذلك. وأشارت الي ان المساعدات المادية للجمعية ضعيفة جدا, وتطلب محافظ سوهاج بدعم المؤسسة وتتمني أن يسهم رجال الأعمال الخيرون ماديا لمساعدة النزيلات علي استكمال دراستهن وتجهيزهن وتزويجهن حتي تجد الفتيات عوضا عن آباء وامهات تجردت قلوبهن من الرحمة. ومن جانبها أكدت الهام سليم حنا وكيل وزارة التضامن الاجتماعي بالمحافظة علي أنه يوجد بالمحافظة4 مؤسسات للايواء تابعة للمديرية منها عدد2 مشروعات خطة باعانة دورية وعدد2 جهود ذاتية وعدد الابناء بالمؤسسات الايوانية علي مستوي المحافظة50 طفل تقريبا. وأضافت ان أي مكان يوجد به سلبيات وايجابيات وأن دور الايتام بالمحافظة تأوي الاطفال المحرومين من الرعاية الاسرية من الجنسين بسبب اليتم أو التفكك الاسري وتصدع الاسرة وتهدف الدور إلي توفير أوجه الرعاية الاجتماعية والتعليمية ولاصحية والمهنية والدينية والترفيهية للاطفال ذوي الظروف الاسرية التي تحول دون أن ينشأوا في أسرهم الطبيعية بطريقة سوية ونسعي لتوفير الميزانية المناسبة لهم لتغطية متطلباتهم.