هاجمت صحيفة "واشنطن بوست" الإدارة الأمريكية واتهمتها بأنها سمحت بما أسمته عودة مصر إلى الاستبداد. وقالت الصحيفة فى افتتاحيتها اليوم الأربعاء، إن وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى الذى أيد القيادة الجديدة فى مصر، ينبغى عليه على الأقل أن يتوقف عن إبداء دهشته من نهجها. ورأت الصحيفة أن طائرة كيرى لم تكد تغادر المجال الجوى لمصر، حتى صدر الحكم الصادم للولايات المتحدة ضد صحفيى الجزيرة الثلاثة بالسجن لفترات طويلة. وبرغم الأوضاع فى مصر، إلا أن كيرى أعرب عن ثقته مرارا وعلى العكس من الأدلة الواضحة بأن النظام يمضى فى الطريق الديمقراطى. وذكّرت الصحيفة بأن أوباما قال قبل ثلاث سنوات عندما بدأ الربيع العربى إنه سيعارض محاولة أى جماعة لتقييد حقوق الآخرين أو وتولى السلطة بالإكراه وليس التوافق. إلا أن هذا الالتزام قد تم التخلى عنه بعد التوصل إلى أن الاستقرار أكثر أهمية من الكرامة التى اعتاد أوباما أن يحتفى بها. وتصف الصحيفة وعود الاستقرار بالسراب. وتقول إن الإخوان المسلمين حكموا مصر بشكل سيئ لكنهم فازوا فى انتخابات، ودفع الحركة للعمل السرى سيثير العنف على الأرجح، وتذهب إلى القول بأن قمع أى معارضة ليبرالية متبقية والعودة إلى اقتصاد تهيمن عليه السلطة، حسبما تقول، لن يحفز الابتكار أو النمو الذى تحتاجه مصر. وختمت الصحيفة افتتاحيتها قائلة "ربما كنا مخطئين وأوباما على حق فى العودة إلى النموذج القديم لتملق الحكام العرب، لكنها أضافت موجهة حديثها للرئيس الأمريكى «لا تُهِن الجميع وخاصة السجناء السياسيين بادعاء أن حقوق الإنسان أولوية»".