نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" مقالا افتتاحيا بعنوان " الديمقراطية المصرية توقفت " تقول فيه أن الانتقال الذى كان ذات مرة واعدا بالتحول الديمقراطي في مصر هو في خطر بعد الاستيلاء على السلطة من قبل الجنرالات والمحاكم – المتبقين من نظام حسني مبارك القمعي . وتشير الصحيفة أن هذا ليس ما احتشد المصريون وماتوا من أجله في ميدان التحرير . فهذا يضمن المزيد من الاضطرابات . ونظرا لأهمية مصر في العالم العربي ، فإنه يقدم مثالا مفزعا وصادما بالنسبة للمجتمعات الأخرى التى تحاول تجاوز الحكم الاستبدادي . وتقول النيويورك تايمز انه بعد خلع الرئيس مبارك منذ 16 شهرا مضت ، وعد الجنرالات لنقل السلطة إلى حكومة مدنية بحلول 1 يوليو . لكن نحن كنا دائما متشككين فى ذلك ، والان هم أظهروا وجههم ونيتهم الحقيقية . حيث يوم الاربعاء ، أعاد المجلس العسكري الحاكم فرض الاحكام العرفية ( قانون الضبطية القضائية ) بعد اسبوعين من انتهائها .وفى اليوم التالى أمرت لجنة من قضاة عهد مبارك بحل البرلمان المنتخب حديثا ، الذى كان فيه جماعة الإخوان المسلمين تملك أغلبية كبيرة . وبسرعة قام الجنرالات بتنفيذ أمر المحكمة ، واخذوا كل السلطات التشريعية لأنفسهم . ثم ، يوم الاحد ، أصدر الجنرالات اعلانا دستوريا مكملا مؤقتا والذي أبعد الجيش ووزير الدفاع عن أى رقابة أو اشراف رئاسي وأعطاه مهمة تعيين لجنة من 100 عضو لصياغة دستور جديد دائم ، لتحل محل اللجنة التى عينها البرلمان . ورغم أن النتائج غير الرسمية يوم الاثنين أشارت إلى أن محمد مرسي مرشح الإخوان المسلمين قد هزم أحمد شفيق الذي كان القائد السابق للقوات الجوية واخر رئيس وزراء للسيد مبارك ، وظهر الجنرالات فى محاولة لتهدئة الأمور ، فى اصرار على أن المصريين ينبغى أن " يثقوا فى القوات المسلحة " . الا أن الامر سوف يحتاج أكثر بكثير من الكلمات لأعادة الديمقراطية إلى مسارها الصحيح . فالمصريون أرادوا تغييرا حقيقيا . والدليل على ذلك انه في الجولة الاولى من الانتخابات الرئاسية ، اثنين من المرشحين المعتدلين حصلوا معا على أعلى الأصوات ، لكنهم لم يستطيعوا الوصول الى جولة الاعادة النهائية . وتقول الصحيفة الامريكية أن المصريون قد قاموا بثورتهم ، وفى نهاية المطاف يجب أن يجعلوا ثورتهم تنجح . فالاصلاحيين يجب عليهم أعادة تجميع صفوفهم . أنهم سيكونوا أقوى إذا عملوا معا . وسوف يكونوا أقوى ايضا إذا كان لديهم دعم صريح غير ملتبس من إدارة أوباما ، التي كانت صامتة لفترة طويلة جدا. بل انها ارسلت رسالة خاطئة في مارس عندما استأنفت تقديم المساعدات العسكرية لمصر - 1.3 مليار دولار سنويا - بعد توقف دام خمسة أشهر ، على الرغم من أن الجنرالات لم يكونوا قد ألغوا قانون الطوارئ أو اسقطوا الملاحقات القضائية ضد موظفين من أربع منظمات ديمقراطية تمولهم الولاياتالمتحدةالأمريكية . وتختتم الصحيفة افتتاحيتها بالقول انه يجب على ادارة أوباما تأخير جزء من المساعدات لإظهار الدعم الثابت والصارم للعملية الديمقراطية . فبالفعل كان مسؤولون أميركيون على حق عندما قاموا يوم الاثنين بتحذير جنرالات مصر بانهم يخاطرون بفقد مليارات الدولارات اذا لم ينقلوا السلطة بسرعة الى الرئيس ، ويضمنوا سرعة اجراء انتخابات لاختيار برلمان جديد والبدء في كتابة دستور جديد بمساعدة قطاع واسع من المصريين . لذلك الولاياتالمتحدة بحاجة للعمل مع مصر للحفاظ على معاهدة السلام واستقرار الحدود مع اسرائيل . لكن مصر غير الديمقراطية التى في حالة اضطراب دائم لن تستطيع أن تساعد شعبها أو إسرائيل أو بقية دول المنطقة. Comment *