نشرت صحيفة واشنطن بوست مقالا افتتاحيا تقول فيه أن مصر قد وصلت الى أخطر لحظة حتى الآن خلال 17 شهرا من اضطرابات الثورة والثورة المضادة , حيث انتخابات جولة الاعادة الرئاسية المقرر اجراؤها يومى السبت والاحد يوجد فيها أحد الموالين من النظام السابق لحسني مبارك كمرشح ، وفي الوقت نفسه ، قامت المحاكم والقيادة العسكرية للنظام القديم بحل البرلمان الذي اختير في أكثر انتخابات ديمقراطية فى مصر منذ أكثر من نصف قرن . وعملية كتابة دستور جديد هو أمر معلق غير مؤكد . كما قام الجيش بأستعادة الأحكام العرفية . واذا تم أعلان رئيس الوزراء السابق أحمد شفيق بأنه الفائز في الانتخابات ، فالأستبداد المدعوم من الجيش الذي حكم مصر من 1952 حتي 2011 قد يعود مرة اخرى . لذلك الجنرالات ربما يأملون أن المصريين , الذين ضاقوا ذرعا من الاقتصاد المتدهور والجريمة المنتشرة , سوف يرحبون بمثل هذا الترميم . لكن المرجح أكثر هو أنه سيكون هناك صراعا مريرا وربما ودمويا بين بقايا النظام السابق المتجددين وبين الحركات الإسلامية التي فازت في الانتخابات البرلمانية ، مع وجود الليبراليين العلمانيين الذين قادوا ثورة 2011 يناير - وربما يتم سحقهم - في المنتصف . والنتيجة ستكون كارثة ليس فقط بالنسبة لمصر ولقضية التغيير الديمقراطي في الشرق الأوسط ولكن أيضا بالنسبة لمصالح الولاياتالمتحدة . وتقول الواشنطن بوست أن أفضل وسيلة للخروج من هذا المأزق هو استئناف العملية الديمقراطية . وهذا يعني إجراء أنتخابات رئاسية حرة ونزيهة ، وقبول المؤسسة العسكرية لفوز مرشح جماعة الإخوان المسلمين محمد مرسي إذا كانت هذه هي النتيجة . لأن أي محاولة من قبل النظام للتلاعب في التصويت أو الفرز من المرجح أنه سيتم اكتشافها - ويجب أن يتم بسرعة وبحزم معارضتها من قبل الولاياتالمتحدة والحكومات الغربية الاخرى . وتتابع الصحيفة أن المجلس الاعلى للقوات المسلحة ، الذي يحكم البلاد منذ الاطاحة بمبارك، يجب بعد ذلك أن يتم الضغط عليه من أجل الوفاء بوعده لتسليم السلطة إلى حكومة مدنية بحلول 30 يونيو . فالجنرالات ربما يحاولون فرض دستورهم الخاص رغم انه ليس لديهم تفويض قانوني أو شرعي للقيام بذلك . وإذا كان قرار حل البرلمان تم تنفيذه ، فلا بد من انتخاب برلمان جديد في أسرع وقت ممكن . كما أن إستعادة الاحكام العرفية لا يجب أن يتم استخدامها لمنع حرية التعبير وحرية التجمع . وتشير الصحيفة الامريكية أن وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون قد تناولت العديد من هذه النقاط يوم الخميس ، قائلة انه " لا يمكن أن يكون هناك عودة الى الوراء في عملية التحول الديمقراطي الذي دعا إليها الشعب المصري " . لكن لسوء الحظ ، أدارة اوباما قد دمرت مصداقيتها مع المصريين وقوضت نفوذها على الجنرالات العسكريين في مارس عندما قررت تسليم ما يزيد على 1.5 مليار دولار من المساعدات العسكرية ، متنازلة عن الشروط المطالبة بالديمقراطية التي تم فرضها من قبل الكونجرس . وتختتم الصحيفة افتتاحيتها بأن الجنرالات ربما تم تشجيعهم على الاعتقاد بأن الولاياتالمتحدة سوف تقبل مزيد من الخطوات الى الوراء ، مثل حل البرلمان . لهذا السبب ، يجب على الإدارة الامريكية أن تكون الان واضحة في اتصالاتها وخطاباتها العامة والخاصة إلى القاهرة بانه : إذا لم يتم استعادة العملية الديمقراطية ، فان علاقات الولاياتالمتحدة مع الجيش المصري سوف يتم تمزيقها . Comment *