سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
شبكة الأعمال الخيرية فى مصر بقوة 3 ملايين متطوع.. الشباب يشكلون فرقا صغيرة بجهود مشتتة.. وتوحيدهم مع الجمعيات الشهيرة يزيد من فاعلية مكافحة الفقر ويدفع الاقتصاد الوطنى
رغم الفارق الواضح بين المبادرات الشبابية والجمعيات الخيرية التى تعتمد على المتطوعين، والتى ظهرت وبقوة بعد ثورة 25 يناير، إلا أنه لا توجد خريطة للاستفادة منهم، فهم يقدرون ب 3 ملايين متطوع فى مصر فى مجال العمل الأهلى بأنشطته الخيرية والإنسانية والتنموية والاجتماعية والاقتصادية، وذلك وفقا لتقرير الشبكة العربية للمنظمات الأهلية عن التطوع. تعمل كل جمعية فى اتجاه مختلف عن الأخرى رغم أنهم يتحدون فى الهدف النهائى وهو سد احتياجات الأسر الفقيرة وحل مشكلاتها من فقر وتعليم وصحة وتغذية وعمل.. وغيرها من المشكلات، ولأن الجمعيات الخيرية المشهورة تعتبر مملوكة لبعض الأشخاص المشهورين من الأغنياء ورجال الأعمال، فهم يعتمدون على حسابات بنوك بمبالغ كبيرة، وهذا ما جعل عملية توحد جمعيات كثيرة تعمل فى مجال واحد مع بعضهم أمر صعب. وترجع زيادة نسبة المتطوعين الآن إلى عمل الشباب بعد ثورة 25 يناير فرق صغيرة فى مختلف المحافظات لمساعدة الفقراء، وسد احتياجاتهم، وجذب أصدقائهم معهم، ليكونوا لهم يد العون دائما فى هذا العمل الخيرى. ويعتبر الباحثون ثورة 25 يناير هى بوابة الانطلاق التى خرج منها الشباب من العالم الافتراضى، الذى عاشوا يخططون عليه ويرسمون الأحلام، إلى عالم الواقع والتخطيط على أساس دراسة اجتماعية يقومون بأنفسهم بها من خلال دراسة على الأسر المحتاجة، وبحثهم فى كيفية تدبير هذه الاحتياجات. ولأن الجمعيات لها حساب بنوك مشهرة وتقوم بعمل إعلانات فى أجهزة الإعلام المختلفة، قررت الفرق الشبابية عمل إعلانات داخلية فيما بينهم، يعتمدون فيها على إطار معارفهم من الأهل والأصدقاء، بالإضافة إلى الأفكار الاقتصادية غير المكلفة والتى تؤدى إلى الهدف المرغوب فيه. على سبيل المثال، فريق "جنيه فى اليوم" فهو يعلم الطلاب فى الجامعة كيفية تقديم جنيه فى اليوم من مصروفهم لمساعدة غيرهم، ويختارون كل شهر مجموعة من الفقراء بحيث يكون لهم احتياجات موحدة، ويجمعون الأموال على أساسها، وهنا يكون الاعتماد على مدى تعاطف الشباب والفتيات مع الحالات الإنسانية التى يقومون بمساعدتهم. أما فريق "حلم" (من المنصورة) يعتمد مؤسسوه على فكرة "ما يزيد عن حاجتك من المؤكد أن هناك من يحتاج إليه"، فهم يجمعون الملابس الزائدة عن احتياج الأسر المقتدرة ماديا ويقيمون بها معارض خيرية فى قرى محافظة المنصورة التى لا يصل إليها أحد، بالإضافة إلى عمل أيام لإدخال السعادة على كبار السن والأطفال من خلال حفل بسيط بأغانيهم الطفولية وألعابهم الصغيرة، مع عمل زيارات لمستشفى سرطان الأطفال للعب معهم وإدخال السعادة على قلوبهم، وهنا يعتمد الفريق على عدد المشاركين معه من المتطوعين، بحيث يكون كل متطوع لديه القدرة على التعامل مع الأطفال واللعب معهم. وهناك فرق أخرى قررت أن يكون هدفها فى العمل الخيرى موجهة إلى أهل الفيوم، نظرا لضيق حال غالبيتهم، وكثرة مشاكلهم التى لا يمكن أن يقوم على حلها جمعية واحدة، ومن أمثلة "معانا بكرا أحلى"، هم شباب وفتيات يعملون فى قطاعات مختلفة فى المجتمع، ونظرا لتواصلهم مع مختلف الأسر القادرة ماديا، استطاعوا أن يقيموا مختلف الأعمال الخيرية لأهل الفيوم، منها تجهيز عرائس، بناء جدار وسقف للعديد من المنازل، تقديم البطاطين للأسر فى الشتاء، وغيرها من احتياجات الأسر هناك. ولم يتمكن أحد من حصر الفرق الشبابية التى تخرج كل يوم من مرسى مطروح وصولا بالصعيد، ويبحث الكثير من الخبراء الآن فى توحيد الجهود وتنظيم هذه الأعمال التطوعية الكبيرة نتيجة الأثر الاقتصادى الذى يعود من العمل التطوعى، حيث كشفت دراسة قامت بها الشبكة العربية للعمل التطوعى، أن المنظمات الأهلية العربية تشكل قوة اقتصادية كبيرة من حيث حجم إنفاقها على مشروعاتها ومكونات الأنشطة وعدد المتطوعين وقيمة عملهم وفرص العمل التى تتيحها للكثير وعدد المستفيدين من هذه الأعمال، وهذا ما جعل الكثير من المنظمات ومراكز الأبحاث تحاول حصر الفرق والجمعيات الخيرية والتعرف على طبيعة كل منها وأنشطتها لتوجيهها بشكل صحيح، وكل ما استطاعوا التوصل إليه إلى الآن هو أن القطاع الخيرى الأهلى يمثل قوة كبيرة على الأرض يجعله قطاعا ثالثا هاما بالنسبة لاقتصاد أية دولة بعد القطاع الحكومى والخاص. ويكمن تأثير الأعمال التطوعية فى التنمية الاقتصادية لأنها تساهم فى توسيع العلاقة وتنظيمها ما بين الاقتصاد والدولة، عن طريق توحيد طاقاتهم وتكامل أنشطتهم لتحقيق أهداف المجتمع المحلى المتواجدين فيه، وتوجيه النشاط لصالح المجتمع فى مختلف المجالات، وتغفل مصر هذا التأثير نتيجة لحداثة اهتمامها لمثل هذه الأنشطة التطوعية، والتعرف على طرق الاستفادة منه فى عدة مجالات، لهذا أوصى الخبراء بأهمية توحيد الجهود والعمل التطوعى حتى يتم الاستفادة منه بطريقة صحيحة.