قرار وتوجه السيسى تجاه دول الخليج محسوم، فالزيارة الخارجية الأولى له ستكون للسعودية مثلما أكد فى حوار تليفزيونى، كما أن استراتيجية حماية الدول العربية، ورد أى عدوان يقع عليها هو واجب مصر. السيسى شدد طيلة حملته الانتخابية، وربما قبلها، حينما كان وزيرا للدفاع، على أن أمن الخليج العربى ودوله جزء لا يتجزأ من الأمن القومى المصرى، موضحا أن مصر تحترم التزاماتها باتفاقية التعاون الاقتصادى والبرنامج العربى المشترك. من جهة أخرى تحرص معظم دول الخليج العربى على توطيد علاقاتها مع مصر ومساندتها فى مواجهة أزمات عديدة، حيث إن مصر يصلها معونات بترولية من الدول العربية تقدر بحوالى 700 مليون دولار شهريا، وبحسب وزير البترول من بين الدول التى تساعد مصر بتلك المعونات السعودية والإمارات والكويت. وزير خارجية دولة الإمارات العربية المتحدة الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان قال: إن الإمارات تتوقع المزيد من الاستقرار فى مصر بعد فوز السيسى بالانتخابات الرئاسية الأسبوع الماضى، وأنها ستواصل دعم مصر ماليا، لافتا إلى أن الإمارات لديها خطة لإنعاش الاقتصاد المصرى ووضعه على المسار الصحيح، ومنذ أن تم عزل الجيش الرئيس السابق محمد مرسى فى يوليو الماضى بعد احتجاجات حاشدة على حكمه، أصبحت الإمارات مانحا كبيرا لمصر واتخذت نهجا عمليا فى دعمها للقاهرة، وهو نفس الموقف الذى تنتهجه كل دول الخليج باستثناء قطر التى اتخذت لنفسها موضع المعادى. ومع تنصيب المشير عبدالفتاح السيسى رئيسا لمصر، كان من المهم أن نلقى الضوء على خطة المشير فى التعامل مع دول الخليج التى وقفت بجانب مصر، ولم تتخل عنها فى أخطر مراحل التغيير التى شهدتها مصر. الدكتور محمد مجاهد الزيات، مدير المركز القومى لدراسات الشرق الأوسط، قال: إن طبيعة العلاقات المشتركة والثنائية بين مصر وشقيقاتها الخليجية، التى تواجه تحديات أمنية غاية فى الخطورة تضطر الجانبين إلى تكوين تحالف مصرى خليجى يربط بين الأمن القومى المصرى والخليجى، مؤكدا أن هذه الخطوة من أولويات السيسى بعد إعلان تنصيبه رئيسا، مضيفا ل«اليوم السابع» أن زيارة السيسى إلى الإمارات فى مارس 2014، وحضور المرحلة الأخيرة من المناورات العسكرية زايد - 1، اكتسبت أهمية كبيرة بالنظر لعدد من الاعتبارات، التى من أهمها أنها تشير إلى تطور إيجابى فى العلاقات الثنائية بين مصر والإمارات، وتؤكد على الدور المصرى الداعم لأمن الخليج، كما تستهدف توحيد المفاهيم القتالية والتدريب على عمليات القتال الجوى المشترك تحت مختلف الظروف. مشيرا إلى أن هذه المناورات جاءت فى أعقاب مناورات مصرية - سعودية بما يعنيه ذلك من حرص مصرى على تكثيف التعاون العسكرى مع الدول الخليجية ذات التأثير، والتى ساندت التطور السياسى فى مصر بصورة واضحة، ولا شك أن هذه المناورات تؤكد على حجم الاهتمام المصرى بأمن الخليج الذى يمثل أحد عناصر الأمن القومى المصرى ومدى الترابط الاستراتيجى بين كل منهما، كما أن ذلك يؤكد على الحضور المصرى فى تلك المنطقة الاستراتيجية لمواجهة أية مواقف إقليمية مضادة يمكن أن تمس سيادة الدول الخليجية أو تهدد الأمن فى الخليج بصفة عامة. ونوه الزيات عن أهمية التوجه المصرى لصياغة نوع من التحالف الأكثر وضوحاً مع الدول الخليجية، خاصة التى ساندت الموقف والتطورات السياسية المصرية، مشيرا إلى أن هذا الأمر يحمل الكثير من الأبعاد والدلالات، خاصة فى ضوء التقارب الغربى، وخاصة الأمريكى مع إيران، الذى من المرجح أن يسفر عن تجميد البرنامج النووى الإيرانى فى حدوده الحالية، والحيلولة دون الاعتراف بدور إقليمى لإيران فى المنطقة، وهو تطور يدفع بالضرورة كلا من: مصر والسعودية والإمارات بصفة خاصة للتحسب له والاستعداد للتعامل معه. على صعيد متصل يرى الدكتور الزيات أن تغيرا سيطرأ على الموقف القطرى تجاه مصر، خاصة بعد تولى الرئيس المصرى الجديد منصبه واكتمال خارطة الطريق بانتخاب برلمان جديد. وأوضح الزيات أن تلك المتغيرات التى تسير بقوة فى إطار خارطة الطريق ما بعد ثورة 30 يونيو وانتخاب رئيس وبرلمان جديدين، سيدفع قطر إلى تغيير موقفها المعادى لمصر وسترضخ لضغوط دول الخليج لتحسين علاقاتها بمصر وطى صفحة الرئيس الأسبق الدكتور محمد مرسى.