سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
عسكريون: زيارة «السيسى» للإمارات «ضربة معلم» و«رسالة» للمتربصين بالأمن القومى العربى «بخيت»: معناها أن دول الخليج ليست بمفردها.. و«اليزل»: الزيارة والمناورات أحدثت دوياً كبيراً
اعتبر خبراء عسكريون أن زيارة المشير عبدالفتاح السيسى، نائب رئيس الوزراء، وزير الدفاع والإنتاج الحربى، لدولة الإمارات العربية المتحدة بالتزامن مع المناورة العسكرية المشتركة (زايد 1) بين البلدين «ضربة معلم»، و«رسالة قوية للمتربصين بالأمن القومى العربى». قال اللواء حمدى بخيت: «أرى أن زيارة المشير السيسى للإمارات تأتى فى إطار تعظيم التدريب العسكرى المشترك بين الدولتين، وأن تزامن هذه الزيارة مع المناورات العسكرية التى تضم أفرعاً قتالية ضخمة، مثل القوات البحرية والقوات الجوية والخاصة تؤكد عمق العلاقات المصرية - الإماراتية، ومدى التقارب والتفاهم بين الدولتين حكومة، وشعباً، وجيشاً». وأضاف «بخيت» ل«الوطن» أن «الزيارة والمناورات العسكرية فى وقت واحد لهما أبعاد وأهداف متعددة، ومتنوعة، على رأسها توجيه رسالة واضحة وشديدة اللهجة لدول من داخل وخارج منطقة الشرق الأوسط تتربص بأمن بلدان الخليج العربى، وتحاول دائماً الضغط عليها وتهديد مصالحها لأهداف خاصة، وفحوى هذه الرسالة هى أن البلدان الخليجية ليست بمفردها وإنما تدعمها بقوة القوات المسلحة المصرية، وجيشها الباسل». ولفت «بخيت» إلى أن «من أهم الأهداف أيضاً تدعيم الوجود المصرى العسكرى فى منطقة الخليج، الذى أصبح بموجب هذه المناورات أمراً مألوفاً ومطروقاً وليس فى حال الطوارئ فقط، كما حدث خلال حرب الخليج الأولى، وسيستمر هذا الوجود المصرى مستقبلا ليؤكد الوحدة والتعاون الكبير بين مصر والأشقاء فى الدول الخليجية، فضلاً عن تعزيز قدرات هذه الدول أمام أى متربص، أو طامع يظن أنها صيد سهل، وأنه لا تعاون بينها وبين مصر الشقيقة الكبرى بجيشها وحكومتها وشعبها معاً». وهذه المناورات، فى تقدير «بخيت»، «تأتى كنوع من رد الجميل، وهى بمثابة دعم كبير لدولة الإمارات الشقيقة التى ساندت مصر فى محنتها الاقتصادية الراهنة، وما زالت تقدم لها من الدعم الدبلوماسى، والمادى، والعينى الكثير والكثير»، مشيراً إلى أن «تعمد المؤسسة العسكرية المصرية إرسال هذه الأعداد الكبيرة من القطع الحربية والقوات الضخمة والأفرع العسكرية المهمة للمشاركة فى هذه التدريبات والمناورات له مغزى كبير آخر، تستعرض من خلاله الدولتان قوتهما العسكرية أمام الدول الأخرى المراقبة للأوضاع السياسية والعسكرية فى مصر، ودول الخليج بصفة خاصة، وفى منطقة الشرق الأوسط عامة». ورأى الخبير العسكرى أن «زيارة السيسى للإمارات واستمرار التعاون العسكرى المشترك وزيادته بهذا الحجم الضخم «ضربة معلم»، لأن الفوائد التى تعود على مصر من هذه المناورات المشتركة مع الإمارات كثيرة، وفى مقدمتها استعادة مصر لهيبتها، ومكانتها العسكرية فى منطقة الخليج، فضلاً عن استعادتها للنفوذ السياسى من خلال هذا البعد الإقليمى بالغ الأهمية، إضافة إلى أن هذه المناورات والزيارات المتبادلة بين الجانبين ستؤصل وتوطد العلاقات مع الدول العربية كلها وليس مع الإمارات فحسب، وهو ما يخلق نوعاً من الدعم للأمن القومى العربى برمته من المحيط إلى الخليج». من جانبه، قال المحلل العسكرى اللواء سامح سيف اليزل، رئيس «مركز الجمهورية للدراسات السياسية والاستراتيجية»، «إن زيارة المشير السيسى لأبوظبى وحضوره التدريبات العسكرية المشتركة الضخمة لأول مرة بالإمارات، أمر تم الترتيب له منذ عدة أشهر، ما يؤكد أنه ليس شأناً متعلقاً بإجراء الانتخابات الرئاسية أو نوعاً من الدعاية السياسية للرجل، كما يحاول مروجو الشائعات أن يصوروا لكى يقللوا من أهمية هذه المناورات العسكرية والزيارات المتبادلة والتعاون المثمر بين الجانبين والذى يصب فى مصلحة الدولتين معاً». واعتبر سيف اليزل أن «تزامن زيارة السيسى مع هذه التدريبات المشتركة بين البلدين سيكون بمثابة رسالة قوية واضحة المعالم إلى كل المتربصين بالأمن القومى الخليجى خاصة، والعربى عامة، ورسالة قوية ضد الجماعات الإرهابية والتخريبية التى قد تفكر فى العبث بأمن الدولتين معاً، وهى رسالة تأكيد واضحة تماماً على عمق العلاقات والتفاهم وحجم الاتفاق والتناغم بين الدولتين، خاصة فى الفكر العسكرى لمجابهة أى أخطار أو مؤامرات تحاك ضدهما، سواء من داخل منطقة الشرق الأوسط أو من خارجها». وشدد سيف اليزل على أن «إجراء المناورات المشتركة بين الجيشين المصرى والإماراتى سيشجع دولاً عربية أخرى خليجية وغير خليجية على تكرار هذه التجربة مع مصر، وهذا أمر غير مستبعد، لا سيما أن هذه التدريبات أحدثت دوياً كبيراً وصدى إيجابياً، أثنت عليه الدول الصديقة، وتخوفت منه الدول المتربصة بالأمن القومى العربى».