مصر تنتصر

انتهت الانتخابات الرئاسية وفاز المشير عبد الفتاح السيسى بثقة المصريين، لن أتحدث عن الانتخابات أو المنافسة أو برامج المرشحين، سأتحدث الآن عن مشهدين مرّا أمامى خلال هذه الانتخابات، وحرصت أن أتوقف عندهما، المشهد الأول هو احتفال المصريين أمام اللجان الانتخابة.. إن ما قام به المصريون أمام اللجان الانتخابية وحالة الفرحة والبهجة، التى كانت هيسترية فى بعض الأحيان، لا تعكس سوى ما يحتاجه هذا الشعب خلال الفترة المقبلة، البهجة والفرحة، خاصة إننا ومنذ أكثر من ثلاث سنوات وقعنا جميعا فى حالة من الغم والتشاؤم ومحاولات التفرقة والإقصاء، وآن الآوان أن ينتهى كل هذا خاصة أننا نبدأ عهدا جديدا لن ينفعنا فيه سوى العمل والبناء.
المشهد الثانى هو حرص كبار السن على المشاركة فى الانتخابات ورغبتهم فى المشاركة فى صنع حاضر ومستقبل ما زالوا مشاركين فيه، أخيرا أنقل لكم أفضل جملة سمعتها من سيدة مسنة بعد أن أدلت بصوتها "يا بنى مصر قررت أن تنتصر على العالم وانتصرت".
فى هذه اللحظات الفارقة التى تمر بها مصر لا يجب أن تنسينا الفرحة بانتهاء الاستحقاق الثانى من خارطة الطريق الدور الوطنى المخلص الذى قام به المستشار عدلى منصور، رئيس الجمهورية المؤقت. إن تاريخ الوطنية المصرية وذاكرة هذا الشعب العظيم سوف يتوقفان طويلا أمام الفترة التى جلس فيها المستشار عدلى منصور على مقعد رئيس الجمهورية خلال مرحلة من أهم مراحل الوطن، أتمنى أن تقوم الدولة بإبراز الدور الوطنى الذى قام به هذا الرجل، وألّا نبخسه حقه، وأن نقدم له التكريم اللائق بما قام به، لا لأنه ينتظر التكريم، ولكن لأننا فى أمسّ الحاجة الآن أن نبرز رموزنا الوطنية، ونسلط الضوء على جهدهم لتستفيد به الاجيال القادمة.
أتمنى أن يكون من أولويات النظام الجديد فى مصر، مخاطبة وسائل الإعلام الأجنبية، ومجابهة الأكاذيب التى تروج عن مصر طوال الوقت فى وسائل الإعلام الأجنبية، الأمر أعقد وأخطر من مجرد دعاية سلبية يقوم بها بعض المأجورين عن مصر فى الخارج، الأمر أصبح يمس فرص الاستثمار الخارجى التى نحتاجها الآن، ويرتبط بمحاربة فرص نمو السياحة المصرية مستقبلا.