قال الدكتور زين عبد الهادى، رئيس دار الكتب والوثائق القومية الأسبق، إن موقف المرشح الرئاسى حمدين صباحى الرافض للانسحاب من الانتخابات الرئاسية بناءً على مطالب الشباب من حملته بعد قرار اللجنة العليا للانتخابات بمد التصويت ليوم ثالث هو موقف وطنى، وموقف رجل دولة من الطراز الأول، ورجل مسئول عن أمن الوطن مثله مثل المشير عبد الفتاح السيسى إبان ثورة 30 يونيه. وقال زين عبد الهادى فى تصريحات خاصة ل"اليوم السابع" إن انسحاب "صباحى" لو كان قد تم فإنه كان سيضع الشعب والجيش والدولة كلها فى مأزق لا يعلم نتائجه سوى الله وحده، فانسحابه كان يعنى دعم جماعة الإخوان المسلمين الإرهابية، ودعم القطيعة بين جزء هام وثورى من الشعب المصرى وبين الجيش والشرطة والقضاء، كما أنه كان سيعنى من جهة أخرى تأجيج النار فى فترة تحاول فيها البلد أن تشفى من أمراض السنوات الثلاث الماضية التى عصفت بالسلام وبأجواء الأمن والطمأنينة، وإن كان الهدف كله الذى كنت أراه هو القضاء على الفساد وممارسات بعض السلطات التى تجاوزت كل معايير المواطنة، فإن هذا الهدف سمح لكثير من الفئات التى لا تدرك مصلحة الوطن بمحاولة القفز على كرسى الحكم بما لا يتفق مع مفهوم القومية المصرية. وأوضح "عبد الهادى" أن موقف حمدين صباحى هو موقف رجل دولة من الطراز الأول، رجل مسئول عن أمن الوطن مثله مثل المشير عبد الفتاح السيسى إبان ثورة 30 يونيه، صباحى يعلم جيدا أن انسحابه كان سيعنى تفتيت القوى الوطنية داخل الدولة، وسيعطى الشرعية لمجموعة كبيرة من المتنمرين للإطاحة بأمن وسلامة الدولة فى لحظة نقترب فيها جميعا من حسم معركة الرئيس. وقال "عبد الهادى" إن الكثيرين داخل حملة "صباحى" والكثير من الشباب يرى أن انسحابه كان سيؤكد على الفساد والتزوير الذى اتسمت به العملية الانتخابية، وهو ما أكده "صباحى" ولكن بطريقة هادئة وهى سحب كل أفراد الحملة وكل مراقبى الانتخابات من حملته من مقار اللجان الانتخابية، وهو ما يعنى أن "حمدين" ضرب عصفورين بحجر واحد، نجح بهما فى التأكيد على الشوائب الكثيرة التى انتابت العملية الانتخابية، وحافظ فى نفس الوقت على سلامة وأمن الوطن، هذا ما فعله حمدين صباحى وسيذكر له التاريخ ذلك بكل الفخر! وأضاف "زين" لقد تابعت مع الحملة أمس ليلاً كل ردود الفعل التى أتت من الشباب، والتى أتت من أفراد الحملة، ثم قرأت بيان حمدين صباحى فى منتصف الليل الذى أعلن فيه بوضوح أن مصر لا تتحمل أى عبث بأمنها أو سلامتها فى هذه اللحظة وأنه وإن كان يرى كل ما تعلق بالعملية الانتخابية من مشاكل وصلت لحد إسالة دماء بعض أفراد الحملة، إلا أنه فى ذات الوقت يترفع عن فكرة الانسحاب التى سوف يستغلها بعض الفصائل السياسية بعينها داخل مصر وخارجها للتأكيد على فساد الانتخابات، وهو ما سوف يسمح بكثير من الاضطرابات السياسية فى وقت تتجه فيه مصر للهدوء. وقال "زين" أما عن رأى بعض المثقفين حول أنه كان الأجدر ل"صباحى" أن يفضل الانسحاب من هذه المعركة الانتخابية غير المتكافئة، خاصة بعد ما أعلنت اللجنة العليا للانتخابات مد الانتخابات ليوم فى سابقة لم تحدث من قبل، فلا أعتقد أن هذا رأى مسئول فى ظل الحاجة إلى استيعاب الانهيار الاقتصادى والإجتماعى وكذلك الثقافى الذى تشهده مصر منذ سنوات ومحاولة الحد منه وتكبيله وإيقافه، لقد ارتفع حمدين صباحى بمصر وبأمنها وسلامتها فى وقت يحاول فيه البعض العودة بنا إلى مربع الصفر.