خريجو قسم الجرافيك والرسوم المتحركة يصرخون من التجاهل التام لهم، وعدم شعور شركات الإنتاج السينمائية والتليفزيونية، بأهمية أفلام الكارتون ودورها فى تنشئة الأطفال، وأصيب معظمهم بإحباط شديد حيث كانت لهم أحلام وأفكار كثيرة لم تتح لهم الفرصة للتعبير عنها وإخراجها للنور، وباتوا يشعرون بأن سنوات دراستهم ذهبت هباء. المخرجة سلمى الطرزى تخرجت فى قسم الرسوم المتحركة بمعهد السينما تقول: "أفلام الكرتون مش واخدة حقها، ولم أجد الفرصة المناسبة لتطبيق ما تعلمته داخل الكلية فاتجهت إلى الإخراج التليفزيونى"، وتوضح أنه للأسف يتعامل الكثيرون مع أفلام الكرتون على أنها أشياء تافهة وليس لها قيمة، رغم أنها من الممكن أن تساهم فى تربية وتكوين نشأ بدلا من اتجاه الأطفال لمشاهدة الكليبات الساخنة وأفلام الأكشن التى تؤثر على الأطفال وتساهم فى وجود أطفال عدوانيين. وعن المقارنة بين أفلام الكرتون المصرى والأجنبى ترى أنه لا يوجد وجه للمقارنة بين الاثنين، لأن أفلام الكرتون الأجنبى تنتج وتعامل معاملة الأفلام السينمائية الأخرى التى يشارك فيها كبار النجوم، لدرجة أن فيلم "فلاشيد أواى" حقق إيرادات أعلى من إيرادات فيلم "تيتانيك"، وذلك لأنه توفرت له عوامل النجاح والتميز سواء من ناحية الإنتاج السخى أو القصة الجيدة، وكلها عوامل كفيلة بصنع فيلم ذى قيمة دون النظر لكونه فيلم كرتون أو فيلما روائيا طويلاً. رباب الحاكم معيدة فى قسم الجرافيك بكلية الفنون الجميلة تشكو من افتقارنا للشخصيات الكرتونية، رغم وجود كوادر تستطيع كتابة سيناريوهات جيدة لمثل هذه النوعية من الأفلام، ولكننا نعانى من عدم وجود إنتاج مشجع، يستطيع أن يتبنى هذه السيناريوهات، على الرغم من أن معهد السينما وكلية الفنون الجميلة قسمى الجرافيك والرسوم المتحركة يتخرج فيها نوابغ سنويا، وكل ما يحتاجون إليه هو رأس مال يتبنى أفكارهم حتى تترجم إلى أعمال كرتونية تنافس أفلام الكرتون الأجنبى. إيمان يحيى خريجة كلية الفنون الجميلة قسم الرسوم المتحركة توضح أن أفلام الكارتون تحتاج إلى جهة مختصة فى إنتاجها، كما ترى أنهم قادرون على عمل فيلم جيد، لكن يجب أن يكون مبنياً على سيناريو مميز، وميزانية ضخمة، لأنه من المعروف أن إنتاج فيلم كرتون واحد يتكفل أكثر من إنتاج أى فيلم سنيمائى عادى. وتشير إيمان إلى أنهم يعرفون أسلوب عمل منفذى أفلام الكارتون الأجنبية المحترفين، حيث يختارون الممثل المناسب للشخصية قبل تنفيذها، ثم "يحركوا" الشخصية على نفس حركات الممثل. لمعلوماتك: مسلسل "سوبر هنيدى" هو التجربة الثانية للمخرج شريف جمال فى مجال الرسوم المتحركة للكبار، بعد "عائلة الأستاذ أمين" لسمير غانم وزوجته دلال عبد العزيز وابنتيهما دنيا وإيمى.