سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
من الأساطير الرومانية إلى الظاهرة الجيولوجية.. كايرو دار يرصد أشهر براكين العالم.. "كراكاتوا" أعظم انفجار فى التاريخ.. قتل 36 ألفًا وترك حفرة فى قاع المحيط عمقها 300 مترا.. وتطايرت الحجارة 17 ميلًا
البراكين واحدة ضمن الظواهر الجيولوجية التى تملك أهمية بالغة فى تاريخ تطور وتشكل القشرة الأرضية، حيث ثبت أن جميع مناطق الأرض القارية والمحيطية تسهم فى تشكيل تلك الاندفاعات النارية بشكل كبير. وتحكى الأسطورة الرومانية القديمة كيف تكونت البراكين والجبال النارية، وتقول الأسطورة أن هناك فى البحر تختبئ جزيرة يسيطر عليها الإله "بركان"، الذى كان يخفى فى أعماقها "ورشة حدادة" يعمل فيها بلا كلل ولا ملل، فيصنع الأسلحة وسهام البرق للآلهة، فتتأجج فى الورشة النيران ويرتفع الدخان واللهب فوق الجزيرة مما يسبب البراكين. إلا أن الحقيقة العلمية وراء البراكين أو ما يطلق عليه الجبال النارية، لا تتعدى كونها ظاهرة جيولوجية طبيعية تكون ذات أشكال مخروطية محيطة بقنوات وأنابيب انفجارية، فى حين يتألف الجبل النارى بشكل عام من قمع بركانى أشبه بالمدخنة. والنواتج الاندفاعية للبراكين تصدر فى الأغلب فى ثلاث أشكال هى: النواتج الصلبة التى تتألف من الغبار البركانى والرماد والرمل البركانى المتمثل بأجزاء دقيقة من اللافا الصلبة ويمتد إلى مسافات كبيرة. وهناك أيضا الاندفاعات من المواد السائلة التى تسمى باللافا وتكون مختلفة التركيب والخصائص وذلك تبعا لنسبة السيليس فيها، وأيضا النواتج الغازية، حيث تنطلق غازات مختلفة التراكيب أثناء الاندفاعات البركانية، وقد تؤدى إلى انفجارات قوية أحيانا. فيما يعد أكبر ثوران حدث فى العالم عام 1833 على جزيرة كراكاتوا البركانية فى جزر الهندالشرقية الهولندية (إندونيسيا)، والقسم الأكثر عنفا من الانفجارات البركانية حدث صباح 27 أغسطس من تلك السنة، حيث إن الأجزاء السفلية والشمالية الكاملة للجزيرة نفسها تطايرت بكل بساطة، ونتج عن الانفجار وفاة 36 ألف شخص، طبقا لما نشرته الموسوعة العلمية المصورة. وكانت مساحة الجزيرة قبل الانفجار 18 ميلا مربعا وارتفعت من 91 إلى 4250 مترا فوق البحر، إلا أنه بعد الانفجار تحولت إلى حفرة فى قاع المحيط هبطت إلى أكثر من 300 مترا تحت سطح البحر. وارتفعت أعمدة الحجارة والغبار والرماد إلى 17 ميلا فى الهواء، وحالما بدأت هذه المواد فى الانتشار ولدت ظلاما فى منتصف النهار فى أماكن على بعد 150 ميلا، فيما وصل الصوت الفعلى للانفجارات البركانية فوق مساحة شاسعة وصلت إلى 3000 ميل.